Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   موضوعات دينية (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=11)
-   -   ليس صخرةٌ مثلَ إلَهِنا (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=46306)

الاخ زكا 11-05-2018 09:05 PM

ليس صخرةٌ مثلَ إلَهِنا
 
ليس صخرةٌ مثلَ إلَهِنا

«لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثلَ الرَّبِّ ... وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثلَ إِلَهِنا» ( 1صموئيل 2: 2 )

هذه الكلمات جاءت على لسان حَنَّة بعد أن افتقدها الرب وأعطاها صموئيل. والعجيب أن حَنَّة لم تترنم بهذه الكلمات عندما افتقدها الرب وأعطاها صموئيل، لكن ترنَّمت بها عندما ذهبت إلى شيلوه، وقدَّمت صموئيل للرب، بعد أن فطمته. تُرى هل كان سهلاً عليها تقديم الابن الذي طال انتظاره، خاصةً أنه لم يكن عندها غيره في البيت؟! لقد قدَّمت حَنَّةُ من إعْوَازها، لا من فَضْلَتِها. والنتيجة أن الرب أكرمها إكرامًا عظيمًا جدًا.

- في صلاتها، فاضَ قلبها بالشكـر والحمد للرب. وكان موضوع مشغوليتها هو المُعطي، وليس العطية. ويتكرَّر اسم ”الرَّب“ في صلاة حَنَّة عشر مرات ( 1صم 2: 1 - 10).

- لقد حمدَت حَنة الرب لأجل قداسته «لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ» (ع2). وهذه الصفة تأتي دائمًا في مقدمة صفات الرب «مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ» ( خر 15: 11 )، وأيضًا «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَتْقِيَاءَهُ، وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ» ( مز 30: 4 ). ونحن لا يُمكننا أن نعبد الرب عبادة حقيقية دون أن نُدرك قداسته.

- ثم تحدَّثت حَنة عن علم الله الكُليّ «لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهٌ عَلِيمٌ، وَبِهِ تُوزَنُ الأَعْمَالُ» (ع3). إنه يعرف لا أعمالنا فقط، بل أيضًا أفكارنا، ويَزنها في موازين القدس ( مز 139: 1 ). إنه يقرأ القلب، ويَزن الدوافع. ألا يُعلِّمنا هذا أن نُعطي الأهمية القصوى لِما يقوله الرب عنا، لا ما يقوله الناس، أو يفتكروه عنا؟!

- ثم ترنمت حَنة عن سلطان الله المُطلَق وسيادته بين البشر «قِسِيُّ الْجَبَابِرَةِ انْحَطَمَتْ، وَالضُّعَفَاءُ تَمَنْطَقُوا بِالْبَأْسِ. الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ، وَالْجِيَاعُ كَفُّوا. حَتَّى أَنَّ الْعَاقِـرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً، وَكَثِيرَةَ الْبَنِينَ ذَبُلَتْ» (ع4، 5). إن إلهنا لا تحكُمه القوانين البشرية، بل يُغيِّرها متى رأى ذلك مناسبًا له، ومُتمِّمًا مشيئته.

- مرة قال نابليون: ”إن الله يقف في صف الكتائب الثقيلة“. أما حّنَّة التي تعلَّمت مَن هو الرب، فقالت: «لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَغْلِبُ إِنْسَانٌ» (ع9). وبعدها قال المُرنم: «لَنْ يَخْلُصَ الْمَلِكُ بِكَثْرَةِ الْجَيْشِ. الْجَبَّارُ لاَ يُنْقَذُ بِعِظَمِ الْقُوَّةِ. بَاطِلٌ هُوَ الْفَرَسُ لأَجْلِ الْخَلاَصِ، وَبِشِدَّةِ قُوَّتِهِ لاَ يُنَجِّي» ( مز 33: 16 ، 17)، وأيضًا «الرَّبَّ ... لاَ يُسَرُّ بِقُوَّةِ الْخَيْلِ. لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ. يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ، بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ» ( مز 147: 7 -11).

و.ج. هوكنج


الساعة الآن 04:35 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke