د. جبرائيل شيعا |
14-09-2005 11:20 PM |
تهنئة إلى قداسة بطريكنا باليوبل الفضي
تحية سريانية تحياتنا القلبة الحارة نبثها من اعماق قلوبنا إلى الأب الأعلى صاحب القداسة سيدنا مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم ، بمناسبة اليوبيل الفضي لجلوسه على الكرسي الرسولي الأنطاكي. بهذه المناسبة العارمة تتفجر من اعماق قلوبنا سعادة وغبطة ونفوس تفيض بمشاعر جياشة معبقة بندى وشذى كرسي انطاكية العظيم المملؤ بروائح البخور واجمل العطور التي تفيح رائحتها الدنيا بكاملها. متمنين لقداستكم الصحة وطول العمر . أيها الرب الإله اشكرك من كل قلبي وعقلي على كل ما فعلته مع شعبي وأمتي وكنيستي وما تفعله اليوم والغد معنا، فاقمت بيننا ابرار وقديسين خدموا كلمتك الروحية السامية، نفتخر ونعتز بهم كما العالم المسيحي باجمعه. فها اليوم نحظى بسيد يجلس سعيدا على كرسي بطرس الرسول كرسي كنيستنا السريانية الأنطاكية منذ ربع قرن من الزمن، له ما له من اتعاب وخدمات سيشهد له التاريخ فيما بعد. انه حكيم ومحب ومتواضع القلب يقود سفينتنا بقيادة حكيمة باسلوب هادئ بالرغم من صعوبة القيادة وهيجان الأمواج والعواصف التي تهب وتواجهه السفينة من كل الجهات، وهناك صعوبات داخلية وخارجية تفرض نفسها. لكن تواضعه وحكمته هي التي ترسي على شواطئ السلام والآمان. ما علينا هنا إلا أن نشكر قداسته على الثورة التي قام بها متفهما هذا الخطر على الكنيسة السريانية والأمة السريانية على حد سواء. متجها نحو خلق جو أكثر مرنا مسلحا بثقافة دينية وثقافة عامة، مهتما بالمجال العلمي وإنشاء جيش مسلح بالعلم والمعرفة في الكنيسة السريانية معتمدا على جيل الشباب الغيور على تعاليم الله السامية محافظا على الكيان السرياني بالتراث واللغة والحضارة والثقافة معا. كذلك يقوم باهتمام المباني الدينية من أديرة وكنائس ومراكز ثقافية دينية وإلى جانب ذلك الاهتمام الكبير بالمدارس السريانية التي تحافظ على التراث واللغة معا، كما أنه يهتم بالشباب المثقف والنشيط في بناء قاعدة قوية وأساس ثابت للكنيسة السريانية عامة. نحن بدورنا سنبقى نحبك حبا نقيا طاهرا حب الابناء لابيهم حبا مغسولا بدموع الحياة والتاريخ ونقول أسمك بجانب آبائنا الميامين الذين قدموا انفسهم قربانا للمسيح. الحقيقة يجب ان لا تخفى ابدا ولا يجوز أن تغطى وجه المسيح. سيدي ما دامت كنيستنا تتفيا بظل رعايتكم الحكيمة فأننا مطمئنين. نعم هناك من يرى تقصيرا في الكثير من مجالات الحياة الدينية والمدنية التي اجبرت على التباطئ والحركة والنشاط لكن من يفهم الواقع وينظر إلى ابعد من ذلك يرى بان من يقف وراء ذلك هم ليسوا فقط بأشخاص لا بل ظروف الحياة ومأسيها وأمراضها هي التي تفرض على ضعف الكنيسة وضعف القرارات الحاسمة. بطريركنا الموقر نهنئكم يا صاحب الأمجاد الخالدة في جلوسكم الكريم على كرسينا الأنطاكي الذي أغنى الكون بعطائه الثر من رجالات الكنيسة الميامين الذين سجلوا أروع الصفحات الناصعة في تاريخ أمتنا السريانية المجيدة، هذا الكرسي وهذه الكنيسة التي رعيتموها وخدمتموها ردحا من الزمن (واليوم ذكراكم الخامس والعشرين) بكل جدارة وكفاءة وبهمة عالية خادما بت الله وشعب الله وشعبنا السرياني في كل مكان من بقاع ال{ض. أنتم يا صاحب القداسة تسيرون دفة الكنيسة جمعاء المنتشرة في معظم اصقاع العالم بهمة ونشاط منذرين نفسكم وجسدكم قربانا على مذبح المسيح لخدمة الكنيسة وأبنائها، لرفع شأنه ومكانتها في العالم. اليوم بالذات تشهد دمشق صيدنايا الكنيسة السريانية أجمل عرس تعرفه في تاريخها الحديث أن تعانق صاحب القداسة بعيده يوم جلوسه الخامس والعشرين عام في هذا المنصب المهيب على كرسي ما بطرس الرسول العظيم المؤسس الأول لكرسي أنطاكية. ها هي جموع السريان تهب عن بكر أبنها بشيبها وشبابها برجالها ونسائها وأطفالها وحتى الرضيع منهم، كما خرجت أورشليم القدس وفتحت أبوابها أمام الآتي باسم الرب. ها هي الجموع من كل انحاء العالم جاءت لتهنئ أباها بعيده الفضي. نشكركم يا بطريركنا المعظم على عطاؤكم الثر في مختلف ميادين ومجالات الحياة الروحية منها والدنيوية، الإدارية منها والعلمية والإنسانية والوطنية وسواها بمن زينوا تاريخ كنيستنا السريانية العريقة بأعمال جليلة وأفعال ناصعة يفتخر بها السريان في كل مكان وزمان. د. جبرائيل شيعا
|