عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-09-2008, 05:13 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي حكمة الله تحدّد المستويات ..؟

حكمة الله تحدّد المستويات ..!!.؟ وديع القس
كان أحد الجنرالات من أتباع الرب يسوع .. ويُقال : أنه ذهب إلى إحدى الكنائس وجثا على ركبتيه خلال خدمة العبادة ، وصادف بالقرب منه رجلا ً أسود جاثيا ً يتعبّد.
فسأله أحد الحضور فيما بعد : لماذا فعلت َ ذلك ..؟ أجابه الجنرال قائلا ً :
يا صديقي إننا جميعنا عند الصليب بمستوى ( واحد )..
أجل أخي الإنسان :يقول الرسول يعقوب في رسالته ..
"ولكن إن كان لكم غيرة مُرَّة وتَحَزُّب في قلوبكم
فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق.
ليست هذه الحكمة نازلة من فوق،
بل هي أرضيّة نفسانيّة شيطانيّة.
لأنه حيث الغيرة والتَحَزُّب هناك التشويش وكل أمر رديء 3 : 14-١6 "
حيث توجد الغيرة المُرَّة والتَحَزُّب تكون الحكمة زائفة.
فجيد للإنسان أن تكون له غيرة (٢ كو ١١: ٢)، لكن لا تكون مُرَّة أي شريرة. لأنها لا تكون مبنية على أساس الحق، بل على التعصب الأعمى والتهور، وذلك كما فعل بطرس حين استل السيف وقطع أذن عبد رئيس الكهنة. هذه الغيرة تفقد الإنسان والذين حوله الحق، وتؤدي إلى تَحَزُّبات، لأنه "حيث الغيرة والتَحَزُّب هناك التشويش وكل أمر رديء"، أي تفقد الإنسان سلامه الداخلي (١ كو ١٤: ٣٣). ويكفي لهذا الإنسان الغيرة المُرَّة والتَحَزُّب أن يكونا في داخل القلب لكي تفسده.
أما مصادر الحكمة الزائفة فهي:
ا. أرضية، أي نابعة عن محبة العالم، من يمتلكها لا يرتفع قلبه للسماويات، بل يتعلق قلبه بالأرضيّات. ومع أنه يغير على الحق، لكن غيرته وكرازته يبعثهما حب المادة أو حب الكرامة أو محبة مديح الناس.
ب. نفسانية، أي صادرة عن الذات البشريّة، يركز الإنسان خدمته حول الأنا فلا يريد أن تختفي لِيَظْهَر الرب، بل يُخفي الربَّ رغم كرازته بالرب لِيَظهر هو، فيهتم ليس بما للروح بل بما للجسد.
ج. شيطانية، أي باعثها الخفي هو الشيطان. فإذ سقط بالكبرياء لا يكفَّ عن أن يبث الكبرياء في البشر تحت ستار الحكمة واللباقة، ولو كان خلال العبادة وتعليم الغير والبحث عن النفوس الضالة.
أما الحكمة الحقيقية فمصدرها ومميزاتها – كما يؤكدها الرسول -هي:
"وأما الحكمة التي من فوق
أولاً طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة
وأثمارًا صالحة عديمة الريب والرياء.
وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام 3 :17- ١٨"
أما مميزاتها فهي:
ا. طاهرة، أي نقيّة بلا غرض مُلتوٍ، تَهَب صاحبها قلبًا طاهرًا وحياة عفيفة. فكما أن الله طاهر وكلامه طاهر ، لهذا فمن يقتني حكمة الله لا يطيق الدنس، بل ينجذب إلى حياة الطهارة متشبهًا بالله.
ب. مسالمة، أي مملوءة سلامًا، إذ قيل عنها إن كل طرقها سلام، إذ بالحكمة ينجذب الإنسان تجاه الله، ويمتليء قلبه سلامًا ويفيض أيضًا بسلام خارجي مع الغير حتى أنه لا يطيق أن يرى شجارًا أو يسمع صوتًا عاليً،ا بل يُنَفِّذْ على الدوام هذه الوصيّة "فلنعكف إذًا على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض" (رو ١٤: ٩).
ج. مترفقة، إذ يمتليء القلب بالسلام تجاه الغير ويعمل لبنيان الآخرين، يترفق بالكل مهما كانت الأخطاء والضعفات، واضعًا نصب عينيه كيف يربح الجميع. هذا الترفق ليس مظهرًا خارجيًا، بل هو حياة داخليّة، سواء تكلم الإنسان أو صَمَتَ، أدّب أو انتقد... في هذا كله يترفق ويتحنن لكن في حزم.
د. مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة: وحيث توجد الطاعة لابد من الثمر الصالح. وكما تدفع الحكمة الزائفة إلى الكبرياء وبالتالي إلى "كل عمل رديء"، هكذا يعلن الرسول هنا عن الحكمة الحقيقيّة أنها عمليّة، إذ تدفع إلى الطاعة والخضوع، وبالتالي إلى الرحمة والأثمار الصالحة.
وكما أن الإيمان بدون أعمال ميت، كذلك الحكمة بغير ثمر زائفة، وقد وصفها سفر الحكمة أنها مستعدة لعمل الخير وحب البشريّة (حك ١: ٦). وقد أعلن ذلك حكمة الله المتجسد، إذ "جال يصنع خيرًا" (أع ١٠: ٣٨). إذًا فلنلبس الرب يسوع الحكمة الحقيقيّة لنأتي بثمر كثير (يو 15: 2)، ونجول به نصنع خيرًا.
ز. عديمة الريب: أي ثابتة غير متزعزعة ولا منقسمة، لها هدف واحد واضح، تكشف الطريق السماوي بوضوح رغم ما فيه من آلام وأتعاب.
الحكمة الحقيقيّة تجعل الإنسان لا يطيق أن ينقسم قلبه بين محبة الله ومحبة العالم، أو يترنح بين الأبديّات والزمنيّات، أو يخلط بين الاتكال على الله والاتكال على ذاته البشريّة، إنما يكون القلب ثابتًا في اتجاهه ومحبته ورجائه.
إن عدم الريب يحمل معنى عدم المداهنة للغنى على حساب الفقير.
س. عديمة الرياء: أي لا تحمل في خارجها بخلاف ما في باطنها، بل كما يقول الرسول "إننا في بساطة وإخلاص الله، لا في حكمة جسديّة بل في نعمة الله، تصرفنا في العالم" وقد حَذَّرَ الرب يسوع تلاميذه من خمير الفريسيين الذي هو رياؤهم.
ش. تَهَب "ثمر البرّ يزرع في السلام (الأمان) من الذين يفعلون السلام" إذ بالحكمة يحصد الإنسان ثمر البرّ... هذا الحصاد المملوء أمانًا، هو ثمر لزرع السلام، بمعنى أنه بالحكمة يصنع الإنسان سلامًا ويحصد في أمان ثمار البرّ.
إنه يزرع سلامًا بخضوعه لروح الرب، وعدم مقاومته له، ويحصد برًا، وهذا من ثمر الروح الذي خضع له وأطاعه وتجاوب مع عمله مثابرًا.
نعم :
إنّ نبذ التحامل والعنصرية والكراهية يبدأ عند الصليب ..فعلينا أن نكون مجردين من الحكم والإدانة والعنصرية الذي يتصف بها العالم من حولنا –إذ قد آمنا بالرب يسوع المسيح الذي مات من أجلنا ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا – رو 5 : 18 .
..يعطي الرب يسوع خلاصه المجاني للجميع وبدون استثناء وتمييز .. لكلّ أمة ٍ وشعب وقبيلة ولسان ..!
فعندما نُظهر تفرقة ما أو انحيازا ً ، نفشل ُ في إظهار محبة الله الحقيقية لجميع البشر بدون استثناء ، وبهذا نكون مجردين كليا ً من الحكمة السماوية التي هي من الأعالي .
يجب أن ننظر إلى العالم كما ينظر الله إليه ، هذا العالم الذي أحبّه وبذل أبنه الوحيد من أجله ..!
إنّ محبة الله هي كدفء أشعة الشمس ، إذ تطرد خارجا ً رطوبة العنصرية وعفونتها والتحامل على الآخرين ..وبناء ً عليه ..
يجب ان نرتضي ونكون في مستوى واحد مع جميع البشر ، لأنّ بعض القناعات ليست إلاّ إدانات غير مباشرة والله وحده الذي يدين ويجازي 0
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

التعديل الأخير تم بواسطة وديع القس ; 02-04-2018 الساعة 07:01 PM
رد مع اقتباس