شكراً لدكتورنا الأديب الصديق جان شمعون على هذه اللفتة الجميلة في عرض مسهب لشاعر العشق والجمال, شاعر الحب والمرأة, وإني أقول أنّ من لا يستطيع أن يعشق المرأة والأنوثة والجمال فلن يكون يوما شاعراً. الشعر هو المرأة والسحر والرقة والأنوثة وكل ما في المرأة من روائع خلّدها شعراء عظام ومنهم شاعرنا الكبير الأستاذ نزار قباني الذي تحسّس عالماً دقيقاً في المرأة لم يستطع غيره ولوج بابه وإني قرأت له الكثير بل جميع أشعاره وأحسست بارتباط لصيق بروحه وفكره وأحببت روح التمرّد والانطلاق التي كانت لديه وكذلك ثورته على المألوف والروتين الجاهل والأحمق الذي يريد أن يشدّنا آلاف السنوات إلى الوراء. كان نزار قباني قفزة جميلة في عالم المرأة وتمكّن بنبوغه الخاص أن يشتمّ رائحة الأنثى ويغرق في عشقها على هواه حتى أذنيه, وليت الشعر العربي كان فيه مائة نزار لأرتقى بهم إلى مصافّ الشعر العالمي. نزار قباني أسطورة ناعمة غزلت عشقها المجنون على ثدي المرأة وشعرها وعينيها ونهدها وكل موضع يشير فيها إلى روح الجمال الأنثوي الخالد. رحم الله نزار قباني فقد كان بحق علماً من أعلام الشعر العربي المعاصر.
|