عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-05-2010, 07:20 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,571
افتراضي الإسلام الحقيقي بين إسلام المجاهدين الصادقين وإسلام وعاظ السلاطين

الإسلام الحقيقي بين إسلام المجاهدين الصادقين وإسلام وعاظ السلاطين</SPAN>
1


أسامة بن لادن ومفتي السعوية الشيخ عبد العزيز آل شيخ </SPAN>
1
واشنطن- منصور الحاج - خاص </SPAN>
1
يتحدث كثيرون في وسائل الاعلام الغربية أن الإسلام مختطف من قبل جماعة من المتشددين لا تمثل عملياتهم الإرهابية الإسلام، وينادي البعض منهم رجال الدين المعتدلين للخروج وتبيين الإسلام "الحقيقي" لاولئك الشباب الذين تأثروا بمنهج دعاة الإسلام "المزيف" الذي - بحسب نظرتهم - يخالف التعاليم الصحيحة للقرآن. فقد دعا السيناتور الأميركي عن ولاية فلوريدا بيل نيلسون من خلال برنامج "حالة الاتحاد" الذي تبثه قناة "سي ان ان" رجال الدين الذين يفهمون "الإسلام الحقيقي" إلى تدريس تعاليم القرآن الصحيحة. وأكد في البرنامج الذي تقدمه كاندي كراولي أن القرآن لا يدعو إلى قتل الأبرياء.
للأسف الشديد ليس ثمة شيء اسمه "إسلام حقيقي معتدل" أو "إسلام مزيف متطرف"، وإن افترضنا جدلا وجودهما فإن الإسلام الحقيقي سيكون إسلام من أخلصوا نيتهم لله وتركوا أموالهم وأزواجهم وخرجوا للجهاد في سبيله، لا هدف لهم إلا تمكين دينه أو الموت طلبا لمرضاته، أما من يُطلق عليهم دعاة الاعتدال فهم إما موظفون لدى الحكام يسبحون بحمدهم ويخافون عقابهم بدلا من قول الحق، أو مرتزقة يشوهون دينهم ويسيئون إليه بتبريراتهم الواهية واستماتتهم في تبرئة الإسلام من كل ما اتركب باسمه، والادعاء كذبا أن الإسلام دين حضاري يحترم حقوق الإنسان، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

أولا من الذي حدد أن الإسلام الحقيقي هو الإسلام المعتدل وأن المتطرفين لا يمثلون الإسلام؟ فإذا كان من يُطلق عليهم "المعتدلين" يستندون إلى القرآن لاثبات أن الإسلام دين تسامح ومحبة، فإن "المتطرفين" أيضا يستدلون بالقرآن على صحة نهجهم، فما الذي يجعل فريق "المعتدلين" يفوز بلقب تمثيل الإسلام على حساب "المتطرفين"؟ وهل نحن هنا نحابي الفريق الذي نتفق معه على حساب الفريق الآخر الذي نختلف معه؟ وما هو المعيار الذي استندنا عليه للخلوص إلى تلك النتيجة. وأي قانون أو منطق ذلك الذي يؤهل كذبة ومنافقين ومأجورين لتمثيل "الإسلام الحقيقي" ويجعل المخلصين الزاهدين مسلمين مزيفين؟

إن من يقرأ القرآن والهدي النبوي يجد صفات الطائفة التي وعد الله بنصرها تنطبق على تنظيم القاعدة والحركات الإسلامية التي تسير على نهجها. فالقرآن تحدث عن عدد قليل من المؤمنين الصادقين يهزمون الأعداد الكبيرة من الكفار والمنافقين. فالمجاهدون في أفغانستان قد أعادوا إلى أذهان المسلمين وقائع غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المؤمنون الصابرون وكانوا قلة قليلة على كفار قريش الذين فاقوهم في القوة والعدة.
ومن يتتبع صفات الصحابة في الصدق والزهد والورع والإخلاص وحب الجهاد والرغبة الصادقة في الاستشهاد في سبيل الله يجدها تتمثل في قادة المجاهدين، فكما تبرع الخليفة ابا بكر بكل ماله في سبيل الله، وعمر بنصف ماله وكما جهز الخليفة عثمان بن عفان جيش العسرة، أنفق أسامة بن لادن كل ما يملك في تأسيس نظيم قاعدة الجهاد لقتال الكفار وإعادة دولة الإسلام. والدولة التي يدعوا إليها بن لادن هي دولة الإسلام التي لا فرق فيها بين عربي وعجمي، فكل مسلم يعتبر مواطنا في دولته التي لا تعترف بالحدود التي وضعها المستعمر الأجنبي بين الدول. ودولة بن لادن تريد إعادة "الأندلس" المفقود ونشر راية التوحيد في كل أرجاء الأرض. أليس هذا ما كان يفعله النبي محمد والصحابة من بعده والتابعين؟
وكما جمعت دولة الإسلام الحقيقية بين سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي، تجمع دولة بن لادن اليوم بين آدم غدان الأميركي، وأبو يحى الليبي، وأيمن الظواهري المصري، والشيخ خالد الحسينان الكويتي، والأمير ناصر الوحيشي اليمني ومختار أبي الزبير الصومالي.
وكما اسقبل انصار المدينة المهاجرين من مكة، استقبلت حركة طالبان بقيادة الملا عمر المهاجرون العرب وغير العرب واقتسموا معهم الطعام والشراب والملبس، وهذا درس بالغ في الإيثار والنصرة يذكرنا بما فعله الأنصار مع المهاجرين حين تنازل من له زوجتين عن إحداهما ليزوجها لأخيه المهاجر. فمن غير هؤلاء يمثل الإسلام الحقيقي ويسير على خطا الدعوة المحمدية التي بدأها الرسول محمد من مكة واستطاعت أن تحكم العالم في يوم من الأيام؟
لنقرأ معا صفات الطائفة المنصورة التي يجب أن يتبّعها المسلم في إجابة أحد أشهر رجال الدين في السعودية الشيخ محمد صالح المنجد حيث قال "الواجب على المسلم اتباع الحقّ والسير في ركاب الطائفة المنصورة أهل السنّة والجماعة أتباع السَلف الصالح يحبهم في الله أينما كانوا في بلده أو في غير بلده ويتعاون معهم على البرّ والتقوى وينصر معهم دين الله تعالى.
وأضاف المنجد "أما أوصاف هذه الطائفة المنصورة، فقد ورد في شأنها عدة أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: عن معاوية رضي الله عنه قال : (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك)، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة). وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله). وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال)".
وتابع "وكلام العلماء يدور على أن هذه الطائفة ليست محصورة في فئة معينة من الناس كما أنـها ليست محددة ببلد معين، وإن كان آخرها يكون بالشام وتقاتل الدجال كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن المشتغلين بعلم الشريعة - عـقيدة وفقها وحديثا وتفسيرا وتعلما وتعليما ودعوة وتطبيقا - هم أولى القوم بصفة الطائـفة المنصورة وهم الأولى بالدعوة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرد على أهل البدع إذ أن ذلك كله لابد أن يـقترن بالعلم الصحيح المأخوذ من الوحي".
والسؤال الذي يحير الجميع في الغرب على وجه التحديد هو ما هي القوة التي تجعل شخصا ما يتحول من إنسان إلى قنبلة؟ والإجابة عندي ببساطة هي الإيمان. ولذلك ومن حسن حظ العالم أن غالبية المسلمين لا يفقهون القرآن ولا ويجيدون اللغة العربية.
والمسلمون في نظري أربعة أصناف:
1- مسلمون يجهلون دينهم - وهم الغالبية - نشأوا في مجتمات مسلمة لأبوين مسلمين وغالبيتهم لا يجيدون اللغة العربية.

2- مسلمون منافقون وهم من يحاولون التوفيق بين الدين والحياة، وإظهار الإسلام على أنه دين حضاري يحترم حقوق الإنسان ويكفل الحريات ولا يعادي الآخر ولا يحض على الكراهية ويسمح بالتعددية والتبادل السلمي للسلطة، وأغلب هؤلاء هم ممن درسوا في الغرب. فهم وعلى الرغم من علمهم بحرمة الربا في الاسلام مثلا لكنهم يستخدمون بطاقات الائتمان، ويعلمون بحرمة الزنا، لكنهم يمارسونه، ومعظمهم يحافظون على الصلاة والصيام من أجل حصد الحسنات لكي يوازنون بين المعاصي والطاعات، لأنهم يعلمون أن الله سيزن حسنات وسيئات كل فرد يوم القيامة، فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هي نار حامية.
3- مسلمون صادقون، لا يهادنون ولا يجاملون ولا يسعون إلا لإرضاء خالقهم وتنفيذ أوامره، شعارهم إن الدين عن الله الإسلام، ودستورهم القرآن وهدفهم النصر على الأعداء من الكفار والمرتدين والمبتدعين أو الشهادة في سبيل الله، ويؤمنون بأن لا عزة للإسلام إلا بالجهاد والعودة إلى ما كان عليه صحابة رسول الله من ورع وزهد وتقى وتقشف وإيمان، ونشر الدين في كل أصقاع العالم.
4- مسلمون يطالبون بقراءة نقدية للقرآن والسنة وحذف ما يدعوا فيهما إلى العنف والقتل وإقصاء الآخرين والاعتراف بتجاوزات الصحابة والفقهاء وإزالة القدسية عنهم، ويحثون على الاستفادة من تجربة المسيحيين مع الكنيسة وحركة الاصلاح الديني واستشراف المستقبل بأدوات المستقبل من علم وتقنية بدلا من البكاء عن الماضي ومحاولة استعادته بالعودة لما كان عليه السابقون. طبعا جميع الأصناف السابقة لا تعتبر هذا الصنف من المسلمين.
ما المشكلة فيمن يُطلق عليهم مسمى "رجال الدين المعتدلين"؟ المشكلة أن معظمهم يعملون وعاظا للسلاطين ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا، فهم من أفتوا وبطلب من الحاكم على مشروعية الجهاد ضد الروس في أفغانستان فنفر المجاهدون إلى هناك زرافات ووحدانا، ولكن عندما غزت الولايات المتحدة العراق أفتوا بعدم مشروعية الجهاد في العراق وبأمر من الحاكم أيضا، فأين الاعتدال هنا؟ وما الفرق بين غزو الروس لأفغانستان وغزو أميركا للعراق؟
من خلال قراءة التاريخ الإسلامي نجد أن أكثر رجال الدين صدقا هم الأكثر بعدا عن السلطة، فسعيد بن جبير مثلا الذي قتله الحجاج بن يوسف يعتبر من رجال الدين المخلصين الصادقين، وكذلك الشيخ بن تيمية والشيخ أحمد بن حنبل وغيرهم ممن تعرضوا للسجن والتعذيب في سبيل قول كلمة الحق. وأتذكر عندما كنت مراهقا في المملكة كيف كنا نسأل عن الشيخ عائض القرني وسفر الحوالي وسلمان العودة عندما كانوا في السجون بسبب مواقفهم المعارضة للحكومة. كنا بالفعل نجلهم ونقدرهم لأنهم قالوا كلمة الحق في وجه امام جائر ولم يخافوا في الله لومة لائم.
وعند المقارنة بين مواقف وعاظ السلاطين وبين مواقف قادة القاعدة نجد قادة القاعدة أكثر صدقا ونزاهة في نقد الحكام وفسادهم وهو أمر لا يفعله "المعتدلون" أو وعاظ السلاطين بسبب قربهم من السلطة. فمن يا ترى أحق أن نصدق ... من باعوا دينهم من أجل الدنيا أم من باعوا الدنيا من أجل الدين؟
إن كان هناك إسلام حقيقي فهو إسلام المخلصين الصادقين مع أنفسهم ومع ربهم الذين ينفذون أوامره ويسعون لنشر دينه لا يضرهم من خالفهم فهم على نهج ربهم يسيرون وبهدي صحابة نبيه يهتدون، وبشريعته يحكمون. فكما بدأ الإسلام غريبا سيعود غريبا ويصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر، أما غالبية المسلمين الذين يعتبرهم الغرب مسالمين فهم غثاء كغثاء السيل فليس الأمر بالكثرة بل بالصدق والإخلاص، وهذا في رأيي ما يجعل المسلم الذي يتعمق في دراسة دينه ينضم إلى المجاهدين، فبجهاد قلة قليلة مؤمنة بدأ الإسلام وانتشر وحكم العالم، وهاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم، وانتصارات المجاهدين تتوالى وراية الإسلام ترفرف اليوم خفاقة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ألا إن نصر الله قريب من المؤمنين.
على من ينادون إلى الإسلام الحقيقي الصمت، فالإسلام الحقيقي هو إسلام بن لادن وأعوانه ومن يسيرون على خطاه، إسلام من باعوا حياتهم لله وتركوا المال والجاه وخرجوا للجهاد في سبيله وابتغاء مرضاته، وليس إسلام وعاظ السلاطين الذين باعوا دينهم من أجل الدنيا.

http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=8506

</SPAN>
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس