السّياسة
كَذِبُ السّياسةِ مُقرفٌ مَلاّقُ
و سلوكُ نهجِها فُرقةٌ و شِقاقُ
فعلى الذين تهيئوا لعبورِها
كُتِبَ الشّقاءُ بعمرِهم و خِناقُ.
تَلِجُ السّياسةَ واهماً متوهّماً
ببلوغِكَ الأملَ الجميلَ يُساقُ
فإذا تأصّلتِ الجذورُ رأيتَها
جدلاً, ليغدرَ بالرّفاقِ رفاقُ
و بها المرارةُ لا حدودَ لحجمِها
و دَمٌ مِنَ الشّرفِ الرّفيعِ يُراقُ
فَدَعِ السّياسةَ صاحبي, فرئيسُها
ملكٌ تكلّلَ بالشّرورِ مُعاقُ.
سِيَرُ السّياسةِ أتعبتْ و تنوّعتْ
و تناقضتْ سُبُلاً فليسَ عناقُ
و تعكّرتْ قَرَفاً, فماؤها آسنٌ
كَرِهٌ و يُزعجُ مِنْ هواهُ مذاقُ.
سترى صديقَكَ قد تغيّرَ ناقماً
ما عادَ يجمعُ في اللقاءِ وِثاقُ.
نهجُ العداوةِ مُعرِضٌ عنْ صاحبٍ
رَكِبَ المصالحَ و القطارُ نِفاقُ.
عِظَةُ السّياسةِ عِلّةٌ بأصولِها
خُنِقتْ بروحِ عطائها الأشواقُ
قتلتْ جمالَ خليقةٍ و حقيقةٍ,
فبها المهالكُ سيلُها الدفّاقُ
غمرتْ جوانبَ عمرِنا و حياتَنا
قُطِعَتْ بفعلِ جحودِها الأعناقُ.