ضَرُورَةُ البحثِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
ما شِئتُ أبحثُ في مَسعَى مُوَاصَلَتِي ... إلّا لِلأمرٍ بعيدٍ عَنْ مُجامَلَةِ
حتّى يُؤكِّدَ ما في جوهرٍ. و لَهُ ... روحُ الحقيقةِ في مَجرَى مُسَاءَلَةِ
عندَ التّثَبُّتِ مِنْ هذا بِمَعْرِفَةٍ ... يأتي مُفيدٌ, لِيَهْوِي وَهمُ جَاهِلَةِ
قد جِئتُ, أبحثُ في عقلٍ و رُؤيَتِهِ ... دُونَ التَّخَوُّفِ مِنْ إصرارِ غَائِلَةِ
فالعقلُ يُدرِكُ ما بالأمرِ مِنْ ضَرَرٍ ... في حالِ سِرْنَا على مِنوَالِ قَافِلَةِ
فالبَحثُ يُوصِلُ لِلمَقصُودِ مِنْ هَدَفٍ ... فِيهِ إنارةُ أفكارٍ لِغَافِلَةِ
يُعطِي شَرارُهُ مَفعُولًا, لَهُ أثَرٌ ... يَبدُو جَلِيًّا بِمَوصُولٍ كَوَاصِلَةِ
أمّا تَزَمُّتُ أفكارِ, فَمُشْكِلَةٌ ... يَبدُو وُضُوحًا بِمَفْعُولٍ كَفَاصِلَةِ
بينَ المعَارِفِ و الإنسانِ, تَفْصِلُهً ... عَنْ واقِعِ العِلمِ, في بُعْدِ المُنَاوَلَةِ
مَا مِنْ سَبِيلٍ بِدُونِ البَحثِ عنْ سَبَبٍ ... في كُلِّ أمرٍ, لِيَصْفُو وَجهُ عَاقِلَةِ