🌧️ مَطَرُ العُمُرِ
الشاعرِ السُّوريّ فُؤَاد زَادِيكِي
حَمَلْتُ الصَّبْرَ مُفْتَخِرًا ... أُصَدُّ القَهْرَ وَ الْقَدَرَا
بِكَتْمِي صَيْحَةَ الألَمِ ... كَمَنْ فِي جَوْفِهِ انْفَجَرَا
لِأَنَّ الْهَجْرَ أَضْنَانِي ... وَ مَنْ ذَا مِثْلِيَ اصْطَبَرَا؟
تَخَفَّى الْوَجْهُ مُغْتَرِبًا ... وَ ذَابَ الْحُسْنُ مُنْحَسِرَا
أَرَانِي خَائِفًا مِمَّا ... يَهُزُّ النَّفْسَ مُنْتَظَرَا
وَ فِكْرِي تَائِهٌ فِيمَا ... غَدٌ آتٍ لِمَنْ صَبَرَا
غَدَتْ شَمْسِي مُغَيَّبَةً ... وَ يَسْكُنُنِي الدُّجَى ظَفَرَا
يَلُوحُ الْحُزْنُ فِي زَمَنٍ ... كَأَنَّ النُّورَ اٍنْحَسَرَا
سِيَاطُ الْهَجْرِ تَلْذَعُنِي ... أَبَانَتْ ذَلكَ الأَثَرَا
أُرِيدُ الصَّبْرَ يَجْعَلُنِي ... قَوِيًّا يَقْهَرُ الضَّجَرَا
فَهَلْ مِنْ قَادِمٍ يَبْدُو ... يُرِيحُ الْفِكْرَ وَ الْبَصَرَا؟
يُزِيلُ الْهَجْرَ مُنْكَفِئًا ... وَ يُخْرِجُنِي بِمَا نَصَرَا؟
سَيَأْتِي الْفَجْرُ مُبْتَسِمًا ... وَ يَمْحُو عُتْمَةً، عَسَرَا
لِيُمْطِرَ فِي رِيَاضِ الْعُمْ ...رِ بَعْدَ ذُبُولِهِ الْمَطَرَا
فَلَا يَأْسٌ سَيُطْفِئُنِي ... وَ لَا مَا يَرْغَبُ الضَّرَرَا
وَ إِنْ ضَاقَتْ مَسَالِكُهُ ... فَنَبْضِي رُوحَهُ شَعَرَا
سَأَمْشِي وَاثِقًا دَرْبِي ... وَ أَخْطُو الْعَزْمَ مُؤْتَزِرَا
فَبَعْدَ الْهَجْرِ مَوْعِدُنَا ... أَرَى لُقْيَاهُ مُزْدَهِرَا