فِي رُؤَى الأَيَّامِ
للشَّاعِرِ السُّورِيِّ فُؤَاد زَادِيكِي
يَا طَيْفَ حُبٍّ تَرَاءَى فِي دُجَى نَظَرِي
فَأَيْقَظَ الذِّكْرَ أَفْرَاحًا عَلَى صُوَرِ
يَمُرُّ طَيْفُكَ فِي الأَحْلَامِ مُرْتَسِمًا
كَالنُّورِ يَغْمُرُ لَيْلَ الحُزْنِ وَالسَّهَرِ
وَيَسْأَلُ النَّجْمُ عَنْ شَوْقِي فَيُخْبِرُهُ
أَنِّي أُحِبُّكَ حُبًّا غَيْرَ مُعْتَذِرِ
قَدْ غِبْتَ عَنِّي، وَلَكِنِّي أَرَاكَ مَعِي
فِي كُلِّ نَبْضٍ، وَفِي أَنْفَاسِ مُقْتَدِرِ
إِنْ غَابَ وَجْهُكَ فَالذِّكْرَى تُجَسِّدُهُ
فِي قَلْبِ عَاشِقِهِ بِالرُّوحِ وَالْفِكَرِ
إِنِّي أُرَاكَ إِذَا مَا الصُّبْحُ أَطْلَعَهُ
يَسْرِي بِوَجْدٍ عَلَى أَطْرَافِ مُنْحَدَرِ
وَإِذْ تَهُبُّ نَسِيمَاتُ الْمَسَاءِ أَرَى
عِطْرَ الْحَنَانِ يُنَادِينِي إِلَى السَّحَرِ
وَإِنْ بَكَتْ نَجْمَةٌ فِي اللَّيْلِ سَائِلَةً
ظَنَنْتُهَا تَذْرِفُ الأَشْوَاقَ مِنْ خَفَرِ
فَسَكِّنِي فِي رُؤَى الأَيَّامِ ذَاكِرَةً
فَالْحُبُّ يَخْلَدُ إِنْ غَابَتْ يَدُ الْقَدَرِ