
12-11-2025, 06:14 AM
|
 |
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,549
|
|
### **استشهاد أسرى بيت زبدى
### **استشهاد أسرى بيت زبدى**
(الشهداء في بلاد فارس، استشهدوا نحو عام 362/363م)
**المؤلف:** كاتب سرياني مجهول من بلاد فارس في القرن الخامس الميلادي.
**المصدر:** نص سرياني يروي استشهاد الأسقف **داوسا**، والقس **مارياهْب**، والشمّاس **عبد يشوع**، و275 من الأسرى المسيحيين الآخرين من مدينة **بيت زَبْدى** (Bezabde) الرومانية في شمال بلاد ما بين النهرين، أثناء حكم الملك الساساني **سابور الثاني** (309–379م).
---
### **الملخّص:**
يفتتح السرد بالقول إنه في السنة الثالثة والخمسين من حكمه، شنّ الملك الساساني **سابور الثاني** حملةً عسكرية ضدّ الإمبراطورية الرومانية. وخلال هذه الحملة استولى على مدينة **بيت زبدى**، ورحّل نحو تسعة آلاف من سكانها ليُعاد توطينهم في **إقليم خوزستان** داخل الأراضي الفارسية.
وكان بين الأسرى عدد كبير من المسيحيين، بينهم رجال دين مثل الأسقف **هيليودوروس**، والكاهنان **داوسا** و**مارياهْب**، وعدد من الشمامسة والنساك والمؤمنين من عامة الشعب. (ص 316–317)
وأثناء سير الأسرى في الأراضي الفارسية خلف الملك وجيشه، مرض الأسقف **هيليودوروس** وتوفي، بعد أن رسم الكاهن **داوسا** أسقفًا خلفًا له. وكان المسيحيون بين الأسرى يعتادون على تلاوة المزامير جماعةً أثناء سيرهم في الطريق، فأثار ذلك حنق الكاهن الزرادشتي الأكبر **آداربار**، الذي اتّهمهم أمام الملك **سابور** بأنهم يهينون الملك ودينه.
فأوكل **سابور** إلى آداربار مهمة معالجة الموقف، بأن يمنحهم الخيار بين **الارتداد عن دينهم** أو **الموت**. (ص 317–318)
اصطحب آداربار، برفقة أحد النبلاء الفرس وجماعة من الجنود، نحو ثلاثمئة من المسيحيين يتقدمهم الأسقف **داوسا** إلى قرية تُدعى **گپتّا** قرب جبل **ماسَبدان**. وهناك أبلغهم الكاهن الزرادشتي بالاختيار المصيري: إما أن **ينكروا ديانتهم ويسجدوا للشمس والقمر**، أو أن **يُقتَلوا**. (ص 318–320)
فتكلم الأسقف **داوسا** باسم جميع المسيحيين، ووجّه خطابًا يتّهم فيه الفرس بالعطش إلى الدماء، ويرفض فيه التخلّي عن إيمانه. فأمر آداربار الجنودَ بتنفيذ حكم القتل فورًا، فقطعوا رؤوسهم بالسيوف في مجموعات من خمسين شخصًا.
ونجا من المذبحة خمسة وعشرون رجلًا وامرأة اختاروا قبول عرض الملك، فاستقرّوا في القرية. (ص 320–321)
ومن بين الناجين أيضًا الشمّاس **عبد يشوع**، الذي ضُرب بباطن السيف دون أن يُقتل. وبعد مغادرة الفرس، لجأ إلى القرية، حيث استقبله رجل فقير واعتنى بجراحه. وفي اليوم التالي، ذهب عبد يشوع مع الرجل وأبنائه إلى موقع الإعدام، ودفنوا هناك أجساد **داوسا** و**مارياهْب** وبعض الكهنة في **كهفٍ قريب**. (ص 321–322)
بقي عبد يشوع في القرية ليظل قريبًا من **عظام الأبرار** (بالسريانية: *گَرمي دزَديقِه*). وبدأ يبشّر بالمسيحية بين سكان القرية.
وحين لاحظ رئيس القرية نجاحه في جذب الناس إلى الدين الجديد، أمر باعتقاله وضربه وتقييده بالسلاسل، وطالبه بالكفّ عن دعوته، لكنه رفض، فأمر بقتله في الموضع نفسه الذي أُعدم فيه رفاقه.
فقام الرجل الفقير وأبناؤه بإخفاء جثمانه ووضعوا فوقه كومة كبيرة من الحجارة، صارت تُعرف حتى زمن كتابة النص باسم **«قبر عبد يشوع»**. (ص 322–323)
ثم أصاب العقاب الإلهي رئيسَ القرية وأسرته جميعًا فماتوا، كما عُوقبت القرية نفسها، إذ أرسل الله إليها جموعًا من الجرذان دمّرت قناة الماء، فحلّ بها الجفاف وخُربت لعدة عقود. (ص 323–324)
واختُتمت الرواية بعودة الحياة إلى القرية على يد أحد أبناء الرجل الفقير الذي كان قد آوى عبد يشوع. فذهب إلى الكهف حيث دُفن الأسقف داوسا وبقية الإكليروس، وصلّى هناك متعهدًا أن **يأتي كل عام ليقيم تذكارهم (بالسريانية: دُكرانَا)**.
وبعد ذلك أعاد حفر القناة واستقرّ في القرية، فحلّت بركة الله فيها، وبدأت **المعجزات والشفاءات** تظهر خلال الاحتفال السنوي بذكرى الشهداء في موضع دفنهم.
وفي وقت لاحق، بُني في ذلك المكان **مزار للشهداء** نُقلت إليه عظامهم (انظر النص اللاحق E01811). (ص 324)
---
**النص الأصلي:** Bedjan (1890–1897)
**الملخّص:** سيرغي مينوف
**نوع الدليل:** نص أدبي – سير الشهداء – رواية استشهادية
**أسماء القديسين:**
داوسا (ܕܘܣܐ)، مارياهْب (ܡܪܝܗܒ)، عبد يشوع (ܥܒܕܝܫܘܥ)
**رابط المصدر:**
[Captives of Bet Zabdai – martyrs in Persia, ob. c. 362/363 (Oxford Figshare)](https://oxford.figshare.com/articles...2_363/13731517)
__________________
fouad.hanna@online.de
|