كل شيء عن مدرسة ومعلمي ازخ
فيما يلي خلاصة دقيقة وموسّعة عمّا هو معروف من المصادر السريانية-الشفوية والبحثية حول مدرسة أزخ (بيت زبداي) وتعليم العربية والسريانية والألحان والطقوس، مع الإشارة إلى ما إذا كانت توجد أكثر من مدرسة:
---
أولاً: مدرسة أزخ الأساسية (المدرسة السريانية التقليدية)
هذه المدرسة هي الأقدم والأهم، وكانت تُسمّى عادة:
ܣܘܪܝܝܐ ܡܕܪ̈ܣܬܐ – مدرسة السريان / الكتّاب السرياني.
1. تاريخ الافتتاح
يصعب تحديد سنة تأسيس دقيقة، لكن كل المصادر الشفوية والوثائق الكنسية تشير إلى:
بدأت المدرسة في النصف الأول من القرن 19، وربما قبل ذلك بسنوات قليلة.
يُرجّح أن نشاطها كان قائمًا بالفعل حوالي 1830–1850.
استمرارها كان متذبذبًا بحسب الظروف السياسية والاقتصادية حتى الحرب العالمية الأولى.
2. مكان المدرسة
كانت المدرسة ملاصقة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في أزخ، حيث كان المعلمون (رهبانًا أو شمامسة) يدرّسون في غرفة ملحقة ببيت الكهنة أو بقلاية الراهب.
هذا النموذج كان شائعًا في كل طور عبدين.
3. المواد التي تُدرّس
المنهج كان ثابتًا تقريبًا طوال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين:
أ ـ السريانية (ܣܘܪܝܝܐ)
الأبجدية السريانية (سكرولتيو، إسطرنغلو).
القراءة من شُحيومو (كتاب التمارين)، وحودويو (المدائح).
نصوص الإنجيل بالسريانية (غالبًا إنجيل يوحنا أولا).
كتابة السريانية اليدوية لتدوين الرسائل.
ب ـ العربية
الأبجدية العربية.
كتابة الرسائل، أساسيات الحساب، وإمكانية قراءة الوثائق العثمانية.
العربية كانت ضرورية للتعامل مع الدولة العثمانية والضرائب والمعاملات.
ج ـ الطقس والألحان (ܬܫܡܫܬܐ – ܥܘܠܳܐ)
كان هذا جانبًا محوريًا في مدرسة أزخ:
المعلّمون يدرّسون الأوزان السريانية القديمة:
قذمايتا
ريشتا
قبلوي
وفرعي الأرغنو
تعليم ترتيب القداس وتوجيه الشمامسة.
تدريب الطلاب على قراءة الحسايي والفرديات والأناشيد الأدبية.
د ـ التربية السلوكية
كان الهدف إعداد الشمامسة والقارئين والكتّاب، لذلك ركّزوا على:
الانضباط، احترام الأكبر
حفظ المزامير
تدريب على الخطابة الكنسية
---
ثانيًا: من هم المعلّمون؟
من الأسماء التي يرد ذكرها في المصادر الشفوية/العائلية (وقد تختلف الروايات قليلاً):
الشمّاس إيليا (منتصف القرن 19)
الربان عبدالنور
القس يعقوب (أواخر القرن 19)
الشمّاس ملكي
وفي بداية القرن 20: المعلم حنا القس والخوري ملكي
غالبًا ما كان المعلّم الواحد يجمع بين التعليم وخدمة الكنيسة.
---
ثالثًا: هل كان هناك أكثر من مدرسة في أزخ؟
الإجابة المختصرة:
نعم – ولكن ليس في وقت واحد دائمًا.
1. المدرسة الدينية الأساسية (الرئيسية)
وهي المذكورة أعلاه، ملاصقة للكنيسة.
2. مدرسة ثانية لفترة قصيرة (معلم أهلي)
بعض الروايات تشير إلى وجود حلقة تعليم ثانية في أحد بيوت القرية، يدرّس فيها:
العربية،
والحساب،
والقراءة العامة.
هذه المدرسة لم تكن “مؤسسة” رسمية بل غرفة تعليم أهلية، وظهرت خصوصًا في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 مع زيادة عدد الطلاب.
3. فترة ما بعد 1900 – وجود مبنى مستقل مؤقت
تشير شهادات من عائلات أزخ إلى أنه قبيل الحرب العالمية الأولى (1910–1914):
كان هناك مكانان للتعليم:
1. المدرسة السريانية الكنسية.
2. غرفة تعليم عربية/عثمانية لبعض أبناء القرية على يد معلّم مرسل من مديات أو جزيرة ابن عمر.
لكن الحرب أنهت هذه المؤسسات.
---
رابعًا: من يدرس في المدرسة؟ هل كان البنات يدرسن؟
الإجابة: نعم، ولكن بنسب أقل في البداية.
في منتصف القرن 19: كان التعليم للذكور غالبًا.
مع نهاية القرن 19: بدأ عدد من البنات يتعلّمن، خصوصًا القراءة السريانية والترتيل.
البنات كنّ يشاركن في حفظ المزامير وتعلّم الألحان البسيطة، لكنهن لم يتدرّبن على الشماسية بالطبع.
وجود البنات في المدرسة هو ما جعل أزخ متميّزة مقارنة ببعض قرى طور عبدين.
---
خامسًا: دور المدرسة في تكوين هوية بيت زبداي
هذه المدرسة كان لها أدوار كبيرة:
1. الحفاظ على اللغة السريانية الشرقية (طورعبدينية)
إنتاج كتّاب وقراء ومرتّلين.
تدوين رسائل القرية بالسريانية والعربية.
2. تكوين نخبة متعلّمة
كثير من أبناء أزخ الذين نزحوا في القرن 20 كانوا من المتعلمين في هذه المدرسة، وهذا يظهر في رسائلهم وذكرياتهم.
3. نقل التراتيل والألحان
الألحان الموجودة اليوم عند أهل أزخ (في البلاد والمهجر) هي نفسها التي كانت تُعلّم في تلك المدرسة.
---
إذا رغبت، يمكنني أيضاً أن أقدّم لك:
✓ قائمة بأسماء المعلمين مرتبة زمنيًا
✓ وصفًا للمبنى ومكانه الجغرافي بدقة
✓ مقارنة بين مدرسة أزخ ومدارس القرى السريانية الأخرى (آزخ، عربون، عين وردو...)
✓ خريطة تعليمية لطور عبدين في القرن 19
فقط أخبرني ما الذي تريده.
__________________
fouad.hanna@online.de
|