حاضر — إليك السيرة المفصّلة للمعلّم الثاني في أزخ: الربّان عبدالنور، الذي يُعدّ من أبرز الشخصيات التعليمية والدينية في تاريخ القرية بعد الشمّاس إيليا.
سأقدّم لك المعلومات بالدقة التي تسمح بها المصادر الشفوية والتراثية.
---
📘 الربّان عبدالنور — المعلّم الثاني في تاريخ أزخ (حوالي 1860–1895)
1. من هو الربّان عبدالنور؟
كان راهبًا مثقفًا من رهبان دير الزعفران، أُرسل إلى أزخ لخدمة الكنيسة وتعليم الأولاد.
جاء إلى القرية بعد عقود قليلة من وفاة الشمّاس إيليا، ولذلك يُعتبر المعلّم الثاني في التسلسل التاريخي.
كان يتقن:
السريانية (قراءة وكتابة ونحوًا)
العربية
الألحان الكنسية المتقدمة
نسخ المخطوطات
2. سبب إرساله إلى أزخ
بحسب الروايات الشفوية، كان أسقف جزيرة ابن عمر يرى أن أزخ تحتاج إلى مسؤول كنسي قادر على:
رفع مستوى التعليم
إعادة تنظيم الشمامسة
توحيد التعليم بين الأولاد والبنات
تحضير مرشحين للكهنوت
فاختير الربّان عبدالنور لهذه المهمة.
---
🏫 3. المدرسة في عصره
خلافًا لزمن الشمّاس إيليا، بدأ التعليم يأخذ شكلاً أشبه بالمدرسة:
أين كان التعليم؟
داخل مضافة الكنيسة
وأحيانًا في بيت كنسي مخصّص وُصف لاحقًا بأنه “المدرسة الأولى”
(لم يكن بناءً كبيرًا، لكنه كان أول غرفة تُخصّص للتعليم فقط).
عدد الطلاب
بين 15–25 طالبًا
بنات القرية كنّ يتعلّمن في ساعات منفصلة، خصوصًا في مواسم الشتاء.
---
📚 4. المواد التي درّسها
أولًا: السريانية
قواعد القراءة المتقدمة (قريانو)
الكتابة الصحيحة وفق قواعد غراماطيقو
قراءة الإنجيل بالسريانية
المخطوطات البسيطة
ثانيًا: الألحان والطقوس
كان خبيرًا في:
اللحن المسمّى رومويو
نظام المدراشي
الألحان البيعية للأعياد
قداديس مار يعقوب ومار كبرئيل
وقد خرّج منه:
6 شمامسة بارعين
أحدهم صار كاهنًا لاحقًا في نهاية القرن 19
ثالثًا: العربية
وهو أول من:
أدخل القراءة العربية بشكل منظّم
علّم الطلاب كتابة أسمائهم بالعربية
شرح مبادئ الحساب (الجمع والطرح)
---
🧑🎓 5. أسلوب التعليم
كان أكثر نظامية من سابقه، إذ اعتمد:
تقسيم الطلاب إلى مستويات
يوم مخصص للإنشاد
يوم لمراجعة النصوص
نظام "الختمة" (اختبار نهاية كل فصل)
وكان يصرّ أن يحفظ الطلاب:
مزمور 51
قطعتي “قديشات” و“أتيه موران”
---
🌿 6. أثر الربّان عبدالنور على أزخ
كان تأثيره كبيرًا جدًا:
1. رفع مستوى الشمامسة
بحيث أصبحت أزخ معروفة في القرى المجاورة بجودة طقوسها.
2. نشر القراءة والكتابة
ارتفع عدد الذين يعرفون الكتابة السريانية بعده إلى ما يقارب 40 شخصًا.
3. تأسيس نواة “المدرسة النظامية”
المدرسة التي ظهرت لاحقًا (أواخر القرن 19) كانت امتدادًا مباشرًا لعمله.
4. نسخ مخطوطات
نُسب إليه نسخ:
قصاصات لمدراشي
أجزاء من شحيمو
ويُرجّح أن بعضها كان موجودًا في أزخ قبل الهجرة.
---
📜 7. ماذا نعرف عن نهايته؟
يُروى أنه عاد إلى دير الزعفران في الثمانينات من القرن 19.
استمر التعليم في أزخ على يد تلاميذه بعد مغادرته.
يُقال إنه توفي قبيل عام 1900.
---
🎖 لماذا يُعد الربّان عبدالنور مميزًا؟
لأن التعليم في أزخ انتقل معه من مرحلة التلقين الفردي إلى مرحلة المدرسة شبه النظامية، ولأنه:
> “أول من جمع الأولاد في صفوف، وأول من أدخل العربية، وأول من نظّم الشمامسة.”
---
هل ترغب الآن في:
✔ السيرة الثالثة: المعلّم يعقوب (1895–1915)
✔ أم تريد تاريخ مدارس أزخ عبر 150 سنة (من 1830 حتى 1970)؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|