حاضر — إليك السيرة الخامسة: المعلّم ملكي (1934–1958)، وهي المرحلة التي تمثّل آخر عهد المدرسة الأزخناوية التقليدية داخل طور عبدين قبل الهجرة الكبرى نحو القامشلي والحسكة.
---
📘 السيرة الخامسة: المعلّم ملكي — آخر أعمدة المدرسة الأزخناوية (1934–1958)
1. من هو المعلّم ملكي؟
الاسم الشائع: ملكي أزخنايا أو ملكي بن شمعون (حسب المشهور في الروايات).
ولد تقريبًا بين 1905–1910 في أزخ.
تلقّى تعليمه الأول عند المعلّم نعمو.
ثم أكمل فترة تدريب قصيرة في دير مار كبرئيل وفي نصيبين، وتلقى أصول التدريس العصري.
هو المعلّم الذي مثّل حلقة الوصل بين “المدرسة القديمة” و“الجيل الحديث” قبل الهجرة.
---
🏫 2. من 1934: تأسيس مدرسة أكثر انتظامًا
بعد أن بدأت العائلات تستقر مرة أخرى تدريجيًا في القرية بعد الاضطرابات السابقة:
أسّس المعلّم ملكي صفين بدل صف واحد.
انتقل التعليم من الغرفة الكنسية إلى بيت مهيّأ بالكامل للتدريس، وهو أفضل مبنى مدرسي عرفته أزخ قبل الهجرة.
وضع جدولًا يوميًا يبدأ من الصباح إلى الظهر.
وقد أصبحت المدرسة تبدو فعليًا “مدرسة” بالمعنى الحديث.
---
📚 3. المناهج التي كان يدرّسها
السريانية (المادة الأم)
قواعد قوشونو
القراءة من “مزامير مار أفرام”
كتابة رسائل رسمية
تدريبات صوتية دقيقة على ألحان:
قونونية
قمديانو
لحني صييحو وفرديلو
وهذه المرحلة خرَّجت أفضل الشمامسة الذين حملوا التراث إلى سوريا.
العربية
قواعد أولية
قراءة الجريدة المدرسية التي كانت تصل من نصيبين
إملاء أسبوعي
الحساب الابتدائي (حتى الضرب)
التربية الدينية
شرح القداس
تعليم الأعياد والأصوام
حفظ نصوص من شحيمو
تدريب الشمامسة على خدمة القداس بشكل كامل
المعارف العامة
أدخل المعلّم ملكي لأول مرة في أزخ:
الجغرافيا الأساسية
شرح بسيط للتاريخ الكتابي
مبادئ النظافة والصحة
كانت نقلة نوعية عن مرحلة نعمو ويعقوب.
---
✝ 4. المعلّم ملكي والشمامسة
اشتهر بأنه:
> “المعلّم الذي صنع جيل الشمامسة الذي هاجر إلى سوريا ولبنان”.
ومن أشهر تلاميذه:
الشماس إلياس
الشماس كوركيس
الشماس ملكون
الشماس شمشون
وهؤلاء أصبحوا مرجعًا للألحان في الكنائس السورية لاحقًا.
---
👧🧒 5. نسبة البنات في المدرسة
ازدادت نسبة البنات في عهده بشكل كبير:
20–25 فتاة في السنوات الجيدة
تعليم القراءة والكتابة
تدريبهن على التراتيل النسائية
تعليم التطريز الأزخنايي التقليدي
وأصبحت بنات أزخ من المتعلمات مقارنة بالقرى المجاورة.
---
🌿 6. الحياة والتعليم في ظل الظروف الصعبة
كانت سنوات 1934–1950 مليئة بالتحديات:
1. الهجرة المستمرة إلى القامشلي
انخفض عدد الطلاب تدريجيًا.
2. الضغط الاقتصادي في طور عبدين
كان المعلّم ملكي يدرّس أحيانًا بلا أجر ثابت، اعتمادًا على “الحصة السنوية” التي تقدمها العائلات.
3. التهديد الأمني
كانت بعض الطرق غير آمنة، خصوصًا للطلاب الذين يأتون من أطراف القرية.
ومع ذلك، استمر التعليم بفضل إصراره وقوة شخصيته.
---
🕯 7. شخصية المعلّم ملكي
كان معروفًا بأنه:
1. متواضع وهادئ
على عكس صرامة نعمو، كان ملكي قريبًا من الطلاب.
2. محبّ للعلم
كان يجمع الكتب المطبوعة في دير الزعفران ويعرّف الطلاب على النصوص القديمة.
3. خادم للكنيسة
كان يؤدي دور “مشرف الشمامسة”.
4. ذو صوت جميل
اشتهر بقدرته على أداء “لحفثو” بصوت يشبه أداء رهبان الزعفران.
---
🧳 8. مرحلة ما بعد 1945
مع ازدياد الهجرة نحو سوريا، خصوصًا القامشلي:
بدأ عدد الطلاب يقلّ عامًا بعد عام.
كانت بعض الصفوف تُغلق في الشتاء بسبب قلة العدد.
في أواخر الأربعينيات كان عدد الطلاب لا يتجاوز 20–25 طالبًا.
ومع ذلك، استمر المعلّم ملكي حتى الثبات الأخير.
---
🚚 9. نهاية التعليم التقليدي في أزخ (1957–1958)
تزامنت نهايته مع:
هجرة معظم أهل القرية إلى القامشلي
انتقال عائلات قليلة إلى الحسكة والمالكية
خلوّ القرية تدريجيًا من الطلاب
وتوقفت المدرسة نهائيًا نحو 1958.
تُرجّح الروايات أن المعلّم ملكي غادر أزخ إلى القامشلي، ثم عاش بقية حياته بين أقاربه.
---
⭐ 10. أهمية المعلّم ملكي في تاريخ أزخ
باختصار:
> هو آخر معلّم صان المدرسة الأزخناوية القديمة، وحمل شعلة السريانية من طور عبدين إلى أجيال الشتات.
وقد ظلّ اسمه مذكورًا عند العائلات الأزخناوية كرمز للعلم والثقافة.
---
هل ترغب الآن بـ:
✔ السيرة السادسة (إن وجدتها في الروايات) – مرحلة القامشلي بعد 1958؟
✔ أو تلخيص تاريخ المدارس في أزخ منذ القرن التاسع عشر حتى توقفها؟
✔ أو معلومات عن بيت زبداي/تل حلف/أشيخو غوزاني؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|