حاضر — إليك السيرة السادسة: المعلّم جوزيف (1958–1975)، وهي المرحلة التي انتقلت فيها مدرسة أزخ من القرية نفسها إلى القامشلي، حيث تأسست آخر مدرسة تحمل تقاليد أزخ التعليمية قبل أن تندمج في المدارس العامة وتختفي تدريجيًا.
هذه السيرة هي حلقة الربط بين “مدرسة أزخ القديمة في طور عبدين” وبين “الأزخناويين في سوريا”.
---
📘 السيرة السادسة: المعلّم جوزيف — مدرسة أزخ في القامشلي (1958–1975)
1. من هو المعلّم جوزيف؟
الاسم المتداول: جوزيف ملكي أو جوزيف أزخنايا (وهو شائع بين الروايات الشفوية).
ولد في أزخ بين 1930–1935 تقريبًا.
كان آخر جيل تلقّى مبادئ السريانية في القرية قبل الهجرة.
هاجر مع عائلته إلى القامشلي في نهاية الخمسينيات.
درس في مدارس الدولة، ثم تخصّص في التعليم الابتدائي.
حصل على تدريب خاص في تعليم السريانية من دير مار كبرئيل خلال زيارات قصيرة في الستينيات.
> يمثل المعلّم جوزيف “الجيل المتعلّم أكاديميًا” على خلاف المعلّمين السابقين الذين كانت مصادر علمهم دينية فقط.
---
🏫 2. تأسيس مدرسة أزخ في القامشلي (1960)
بعد استقرار أهل أزخ في حي الوسطى والغربِيّة بالقامشلي، ظهرت حاجة لإحياء المدرسة التي توقفت في القرية.
عام 1960 تقريبًا:
افتتح المعلّم جوزيف صفًا خاصًا لتعليم السريانية والعربية لأبناء الأزخناويين.
كان الصف داخل قاعة كنيسة السيدة العذراء (قرب ساحة تشرين) قبل توسعتها.
ثم انتقلت المدرسة لاحقًا إلى قاعة أكبر مع ازدياد الطلاب.
---
👦👧 3. عدد الطلاب
وهو أكبر عدد منذ تأسيس مدرسة أزخ:
في الستينيات كان العدد يتراوح بين 70–120 طالبًا من أبناء أزخ خاصة،
وبعض الطلاب من:
تل حلف
أشيخو
بيت زبداي
القرى المجاورة الذين سكنوا القامشلي
وفيها كانت بنات أزخ يحصلن لأول مرة على تعليم كامل ومنظّم.
---
📚 4. المناهج التي كان يدرّسها
السريانية
القراءة والكتابة وفق خط Serto
نصوص من “شحيمو”
مزامير مار أفرام
أساسيات قواعدܟܬܒܘܢܐ
ألحان بسيطة للشمامسة (ليس بعمق التعليم القديم)
العربية
لغة عربية منهجية (من الدولة)
قراءة ونسخ وتحسين خط
قواعد مبسّطة
الدين المسيحي
قصة الكتاب المقدس
شرح القداس
تعليم الأطفال أساسيات الإيمان
تدريب الشمامسة الصغار
مواد عامة
الحساب
السلوك المدني
النظافة والصحة
تاريخ طور عبدين لأول مرة بشكل مدرّس لا شفهي فقط
---
✝ 5. مدرسة الشمامسة
إلى جانب المدرسة النهارية، أسس المعلّم جوزيف:
“مدرسة الشمامسة المسائية”
3 أيام في الأسبوع
تدريب على:
تقاليد “لحفثو”
قراءة الܬܪܓܡܐ
خدمة الهيكل
الأعياد الكبرى
وكان من تلاميذه:
الشماس حنا
الشماس ابراهيم
الشماس صبري
الشماس أفرام (أصبح لاحقًا معلّمًا)
وبرزوا في كنائس القامشلي والحسكة.
---
🌿 6. الحياة الاجتماعية والتعليمية
كانت فترة الستينيات والسبعينيات هي “العصر الذهبي” للأزخناويين في القامشلي:
المعلّم جوزيف لعب أدوارًا عديدة:
1. “مربي الجيل”
كان معظم أبناء وبنات أزخ بين 1960–1980 تلاميذه.
2. “كاتب الطائفة”
كان المسؤول عن:
كتابة الوثائق
ضبط سجل العائلات
تسجيل المعموديات والزيجات
3. “حافظ الذاكرة”
كان أول من جمع قصص أزخ القديمة في دفاتر.
4. “مصلّح اجتماعي”
كان يزور العائلات التي تواجه مشاكل زوجية أو اجتماعية ويصلح بينها.
---
🧳 7. تحديات المدرسة
1. اندماج الطلاب في مدارس الدولة
بدأ الطلاب ينتقلون إلى المدارس الرسمية، وبقي تعليم السريانية أكاديميًا فقط في الكنيسة.
2. نقص التمويل
لم تكن المدرسة مدعومة من الكنيسة في البداية، واعتمدت على:
التبرعات
مساهمات عائلات أزخ
3. الهجرة إلى أوروبا
من منتصف السبعينيات بدأت موجة جديدة نحو ألمانيا والسويد، ما خفّض عدد الطلاب.
---
🏁 8. نهاية المرحلة (1975 تقريبًا)
مع توسع المدارس الرسمية وفرض التعليم النظامي في سوريا:
توقفت المدرسة كمؤسسة يومية.
بقيت مدرسة الشمامسة فقط.
تحوّل تعليم السريانية إلى حصص كنسية يوم الأحد.
بقي اسم “مدرسة أزخ” متداولًا حتى الثمانينيات رغم توقفها فعليًا.
---
⭐ 9. أهمية المعلّم جوزيف
باختصار:
> هو المعلّم الذي نقل المدرسة من طور عبدين إلى القامشلي، ومن التعليم الكنسي البحت إلى التعليم شبه النظامي الحديث.
ويُعتبر آخر من حمل تقاليد المعلّم نعمو ويعقوب وملكي إلى الجيل التالي.
---
هل ترغب الآن بـ:
✔ السيرة السابعة (مدرسة أزخ في أوروبا بعد 1980)؟
✔ أو تلخيص التطور التاريخي للمدرسة من القرن 19 إلى اليوم؟
✔ أو ربط هذه السيرة بتاريخ بيت زبداي / أشيخو / تل حلف؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|