عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 02-12-2025, 06:15 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,557
افتراضي

إليك مقارنة تاريخية مختصرة وواضحة حول كيف بدأ الخلاف بين الكاثوليكية والبروتستانتية وتطوره عبر الزمن:


---

أولاً: جذور الخلاف قبل الإصلاح

قبل حدوث الإصلاح البروتستانتي عام 1517، كانت هناك عوامل متراكمة داخل الكنيسة الغربية:

1) تزايد نفوذ البابوية

ازدياد السلطة الدينية والسياسية للبابوات في أوروبا.

تدخّل الكنيسة في السياسة والملوك.


2) فساد إداري وشكاوى داخل الكنيسة

بعض رجال الدين كانوا يفتقرون للتعليم الروحي.

انتشار بيع الغفرانات وتمويل مشاريع الكنيسة عبرها.

سوء إدارة الأموال والممتلكات.


3) محاولات إصلاح سابقة

قبل لوثر، ظهرت محاولات إصلاح داخلية:

جون ويكليف (إنجلترا، القرن 14) دعا للعودة للكتاب المقدس.

يان هوس (بوهيميا، القرن 15) دعا لإصلاحات مشابهة وأُعدم لاحقًا.
كانت هذه الحركات بذورًا مبكرة للبروتستانتية.



---

ثانياً: انطلاق الإصلاح (1517)

مارتن لوثر

عالم ولاهوتي كاثوليكي ألماني.

في 31 أكتوبر 1517، وضع 95 أطروحة ينتقد فيها بيع الغفرانات وبعض الممارسات.

لم يكن يريد الانشقاق بدايةً، بل إصلاح الكنيسة من الداخل.


خلاف لوثر مع روما

تحولت الأزمة إلى انشقاق عندما:

رفض التراجع عن أفكاره في مجمع فورمس (1521).

حُرِم كنسيًا.

لاقى دعمًا من أمراء ألمان رأوا في الإصلاح فرصة سياسية للانفصال عن روما.



---

ثالثاً: تطور البروتستانتية وانتشارها

بعد لوثر، ظهرت تيارات جديدة:

1) اللوثرية

في ألمانيا والدول الاسكندنافية.

احتفظت ببعض الطقوس لكنها غيّرت الأسس اللاهوتية (الإيمان وحده).


2) الكالفينية

أسسها جون كالفن في جنيف.

تأكيد على سيادة الله المطلقة والاختيار المسبق.

انتشرت في سويسرا، فرنسا، هولندا، اسكتلندا.


3) الإصلاح الإنجليزي (الأنجليكانية)

بدأ سياسيًا مع الملك هنري الثامن بسبب رفض البابا منحه الطلاق.

لاحقًا أصبحت كنيسة إنجلترا ذات لاهوت بروتستانتي معتدل.


4) الطوائف المعمدانية، الميثودية، الإنجيلية…

ظهرت في القرون التالية سواء في أوروبا أو أمريكا.



---

رابعاً: رد الفعل الكاثوليكي – الإصلاح المضاد

أطلقت الكنيسة الكاثوليكية إصلاحاً داخليًا كبيرًا:

مجمع ترنت (1545–1563)

إصلاح التعليم الكهنوتي.

وقف الفساد المالي والكنسي.

التأكيد على العقائد الكاثوليكية في مواجهة البروتستانتية.

تأسيس الرهبنة اليسوعية التي لعبت دوراً كبيراً في التعليم والتبشير.



---

خامساً: النتائج التاريخية

تقسيم دائم للمسيحية الغربية إلى كاثوليك وبروتستانت.

حروب دينية في أوروبا (مثل حرب الثلاثين عامًا).

انتشار التعليم والقراءة مع الاهتمام الشخصي بالكتاب المقدس.

تغيرات سياسية عميقة في أوروبا ساعدت على تشكيل الدول القومية الحديثة.



---

إذا رغبت، يمكنني أيضًا تقديم:

خط زمني مختصر للأحداث.

أو شرح أعمق لأفكار لوثر وكالفن.

أو أثر الانشقاق على الحياة السياسية والثقافية في أوروبا.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس