عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 02-12-2025, 06:40 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,557
افتراضي

إليك نسخة أكاديمية موسّعة، مكتوبة بأسلوب يمكن تضمينه في بحث أو فصل دراسي حول مدارس الإرساليات في آزخ وطور عبدين:


---

المدارس البروتستانتية والكاثوليكية في آزخ: الشكل والواقع والنتائج

شهدت بلدة آزخ في طور عبدين، على خلاف عدد من القرى السريانية المجاورة، حضورًا محدودًا جداً لمحاولات التعليم التبشيري خلال القرنين التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وقد اتّسمت هذه المحاولات بطابعٍ مؤقّت وغير مؤسَّس، الأمر الذي انعكس في نهاية المطاف على غياب أي تأثير تربوي أو مذهبي حقيقي داخل البلدة.


---

أولاً: شكل المدارس البروتستانتية في آزخ ومحاولاتها

لم تتمكّن الإرسالية البروتستانتية الأمريكية من إنشاء مدرسة رسمية في آزخ، رغم نجاحها في قرى أخرى مثل ميدو وعين وردو. وتعود هذه المحدودية إلى رفض المجتمع المحلي السماح بوجود مؤسسات تعليمية تابعة للمبشّرين. وبذلك اتخذ العمل التعليمي البروتستانتي شكلًا بدائيًا ومتنقلاً:

1. زيارات قصيرة وغير منتظمة
كان المرسلون يزورون البلدة لفترات قصيرة، غالبًا بهدف توزيع كتب دينية أو إجراء دروس كتابية محدودة.


2. التدريس داخل منازل مؤيدين محتملين
حاول بعض المبشّرين فتح دروس صغيرة في بيوت خاصة، لكن هذه المبادرات كانت قصيرة الأمد وتواجه رفضًا اجتماعيًا واسعًا.


3. الاعتماد على اللغة السريانية
استخدم البروتستانت نصوصًا سريانية إنجيلية مطبوعة، لكن عدم وجود مدرسة ثابتة جعل انتشارها محدودًا جداً.



النتيجة:

فشل كامل في تأسيس مدرسة بروتستانتية، وعدم ظهور أي مجموعة محلية تتبنّى المذهب الجديد، وبقاء تأثير البروتستانت في مستوى الزيارة العابرة فقط.


---

ثانيًا: الشكل الذي اتخذته المحاولات الكاثوليكية

كان الحضور الكاثوليكي في آزخ أقدم وأكثر استمرارية نسبية من الحضور البروتستانتي، لكنه ظلّ محدودًا هو الآخر. ويمكن وصف الشكل التعليمي للكاثوليك كما يأتي:

1. صفوف صغيرة داخل بيوت العائلات المتحوّلة
لم يسمح الوضع الاجتماعي والسياسي بفتح مدرسة حقيقية، ولذلك اقتصرت الدروس على غرف داخل المنازل.


2. إرسال كهنة ورهبان من ماردين
كان الكهنة السريان الكاثوليك يزورون آزخ دوريًا لإعطاء دروس في:

الطقس السرياني

الصلوات والتراتيل

مبادئ الإيمان الكاثوليكي



3. غياب المناهج الحديثة
بخلاف مدارس الكاثوليك في ماردين، لم يصل إلى آزخ أي تعليم أكاديمي منظم، بل بقي محصورًا في التعليم الكنسي التقليدي.



النتيجة:

بقاء التأثير الكاثوليكي ضمن نطاق ضيق يشمل عددًا محدودًا من العائلات، دون تحوّل جماعي أو ظهور مؤسسة تعليمية معترف بها.


---

ثالثًا: النتيجة العامة لمحاولات التعليم التبشيري في آزخ

تجمع التجربتان البروتستانتية والكاثوليكية على أن آزخ كانت منطقة عصيّة على التغيير المذهبي، وذلك للعوامل التالية:

التماسك الاجتماعي القوي للعائلات.

قوة سلطة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية داخل البلدة.

الحساسية تجاه أي تأثير خارجي.

رفض تام لانقسام المجتمع حول قضايا عقائدية.


الخلاصة النهائية:

رغم النشاط التبشيري الملحوظ حول طور عبدين، بقيت آزخ منطقة لم تشهد قيام أي مدرسة تبشيرية ثابتة، وظل تأثير الإرساليات محدودًا إلى حدّ كبير. وقد حافظت البلدة على هويتها السريانية الأرثوذكسية المتوارثة، مما جعلها واحدة من أكثر المجتمعات مقاومة للتبشير في المنطقة.


---

إذا رغبت، يمكنني صياغة فصل كامل جاهز للنشر، أو ملخصًا بحثيًا من صفحة واحدة، أو ترجمة للنص إلى الإنكليزية.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس