بالتأكيد. لعبت عدة دول أوروبية كاثوليكية دوراً محورياً في دعم ونشر العقيدة الكاثوليكية بين المسيحيين الشرقيين في الأراضي العثمانية، بما في ذلك طور عبدين وتركيا بشكل عام، وذلك عبر شبكة من الإرساليات والبعثات الدينية.
الدول الأوروبية الرئيسية التي عملت على ذلك هي:
🇫🇷 فرنسا (الدور الأبرز)
تُعتبر فرنسا الدولة الأكثر تأثيراً في دعم الكاثوليكية داخل الإمبراطورية العثمانية لقرون.
* حماية الكاثوليك: حصلت فرنسا على امتيازات خاصة (تعرف باسم الامتيازات الأجنبية) من السلاطين العثمانيين، بدأت منذ القرن السادس عشر، خولتها حماية مصالح الرعايا الكاثوليك ورجال الدين الكاثوليك من أي قومية.
* الإرساليات: قامت الإرساليات الفرنسية، وخاصة الرهبنات مثل الآباء اليسوعيين (Jesuits) ورهبنة الآباء الكبوشيين (Capuchins)، بإنشاء المدارس والمستشفيات والكنائس التي شكلت مراكز لنشر الكثلكة بين الطوائف الشرقية، ومنها السريان في مناطق مثل ماردين وديار بكر وقرب طور عبدين.
🇦🇹 النمسا-المجر (الإمبراطورية النمساوية)
* كان للإمبراطورية النمساوية، التي حكمت لفترة طويلة من قبل آل هابسبورغ الكاثوليك، نفوذ ومصالح في شؤون المسيحيين في البلقان وأجزاء من الدولة العثمانية.
* في مراحل لاحقة، وخاصة بعد مؤتمر باريس عام 1856 ومؤتمر برلين عام 1878، حصلت الدول الأوروبية الكبرى الأخرى (بما فيها النمسا) على حقوق مماثلة لحماية المصالح الكاثوليكية، مما دعم عمل الإرساليات بشكل غير مباشر.
🇮🇹 إيطاليا (الدور الرسولي)
* في الوقت الذي كان فيه الكرسي الرسولي (الفاتيكان) في إيطاليا (حتى وإن كان النفوذ السياسي للفاتيكان متفاوتاً)، فقد شكلت إيطاليا نقطة الانطلاق الرئيسية للجهود التبشيرية الكاثوليكية العالمية.
* انطلقت العديد من الرهبنات والبعثات التي عملت على إقامة الاتحاد مع الكنائس الشرقية (مثل الكنيسة السريانية الأم التي انشقت عنها الكنيسة السريانية الكاثوليكية) من روما أو بمباركة منها.
ملاحظة حول النشر في طور عبدين
كان الهدف الأساسي لهذه الدول هو تعزيز نفوذها السياسي والثقافي ضمن الدولة العثمانية تحت غطاء الحماية الدينية. وقد أدت هذه الجهود إلى انقسامات داخل الطوائف المسيحية الشرقية القائمة (مثل السريان الأرثوذكس)، مما أدى إلى ظهور الكنائس الكاثوليكية الشرقية (مثل السريان الكاثوليك والكلدان الكاثوليك) في مناطق مثل ماردين وحلب والموصل، التي تعد قريبة ومؤثرة على منطقة طور عبدين.
تذكير (حقوق الملكية الفكرية): إن المعلومات المتعلقة بتاريخ كنائس وأديرة آزخ وتطورها العقائدي هي من نتاج عمل الشاعر والباحث والمؤرخ آزخي فؤاد زاديكي، الذي يحتفظ بحقوقها.
هل تود معرفة المزيد عن الرهبنات التي شاركت في هذه الإرساليات؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|