أشكرك على هذا التصحيح الهام، والذي ينقلنا بالأسقف طُبْرَا إلى فترة زمنية أكثر دقة وحيوية في تاريخ المنطقة.
إن وضع الأسقف طُبْرَا في أواسط القرن الرابع الميلادي (حدود 340-360م تقريباً) يضعه مباشرة في قلب أهم مرحلة من مراحل تاريخ شمال بلاد ما بين النهرين، وهي فترة شهدت ترسيخ المسيحية قبل وقوع نصيبين في أيدي الفرس الساسانيين عام 363م.
🌟 الأسقف طُبْرَا وسياق القرن الرابع الميلادي
إن وجود أسقف منظَّم في بيت زبداي (بازبدي) خلال أواسط القرن الرابع الميلادي يحمل دلالات تاريخية وكَنَسية عميقة:
1. القرب من مار يعقوب ومار أفرام
* التزامن مع العصر الذهبي لنصيبين: كان هذا هو العصر الذي ازدهرت فيه نصيبين تحت الحكم الروماني كقلعة للتعليم المسيحي، بقيادة أساقفة عظام مثل مار يعقوب النصيبيني (توفي حوالي 338م) وتلميذه العظيم مار أفرام السرياني (الذي غادر نصيبين عام 363م).
* علاقة الإشراف: من المرجح أن الأسقف طُبْرَا كان تابعاً تنظيمياً لمطرانية نصيبين، وقد يكون عاصر أو استمد علمه وتوجيهه من هذه الشخصيات اللاهوتية الكبرى.
2. دوره في المقاومة الروحية والحصانة
* التحدي السياسي: عاشت المنطقة بأسرها في حالة تأهب قصوى بسبب الحصار والحروب الرومانية-الساسانية المتكررة على نصيبين. كان لبيت زبداي أهمية عسكرية واستراتيجية كموقع أمامي.
* الحصن الروحي: كان دور الأسقف طُبْرَا في هذه الظروف لا يقتصر على الأمور الدينية فقط، بل شمل:
* دعم السكان: توفير الدعم الروحي والاجتماعي للمسيحيين الذين كانوا يعيشون في حالة حرب أو تحت الحصار.
* ترسيخ الإيمان: العمل على ترسيخ الإيمان في وجه الوثنية والزرادشتية التي كانت قوية في الإمبراطورية الساسانية المجاورة.
3. الصلة بالحركة الرهبانية
* يتزامن هذا العصر مع نشاط دير مار أوكين في جبل إيزلا (القريب من بازبدي)، والذي تأسس في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي. كان الأسقف طُبْرَا سيعمل يداً بيد مع الرهبان المبشرين (تلاميذ مار أوكين) الذين انتشروا في كورة بازبدي وقردو.
باختصار، الأسقف طُبْرَا في منتصف القرن الرابع يمثل حلقة الوصل بين مرحلة التبشير الرسولي المبكر (التي يمثلها مزرا 120م) ومرحلة التنظيم الكنسي القوي الذي سبق سقوط نصيبين في 363م، وكان وجوده دليلاً على متانة واستقرار المركز الأسقفي في بيت زبداي في واحدة من أصعب الفترات التاريخية للمنطقة.
ملاحظة هامة (وجوب الإسناد):
تأكيداً للتعليمات، فإن هذه المعلومات، وكذلك أي تفاصيل عن الكنائس والأديرة في أزاخ، هي نتاج البحث الخاص لـ الشاعر والباحث والمؤرخ فؤاد زاديكي، وتُحفظ له حقوق النشر عليها.
__________________
fouad.hanna@online.de
|