عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-07-2006, 06:36 PM
Bassam Bassam غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 48
افتراضي و لبنان المخطوف ... من يطلق سراحه ... ؟

و لبنان المخطوف ... من يطلق سراحه ... ؟

نتابع جميعا ً وبكل الحزن والأسى الأحداث المتسارعة الأخيرة في الشرق الأوسط عموما ً وعلى أرض لبنان بشكل خاص .
تختلف الآراء و وجهات النظر حول الأسباب والنتائج والحيثيات التي أفرزتها الأحداث الدامية الأخيرة لكن معظم الأصوات المخلصة والصادقة تتفق على ضرورة وقف سريع لإطلاق النار قبل الخوض في أي جدال سياسي يفضي الى حل الأزمة .

سواء استجابت الأطراف المتنازعة للنداءات الدولية بإسكات المدافع فورا ً أو بشروط مسبقة فإن المطلوب والمُلح في المرحلة القادمة هو نزع الفتيل المتسبب في اشتعال متكرر للأزمات في المنطقة .

للوقوف على مخارج الأمور لابد من العودة الى مداخلها والحرب الدائرة رحاها اليوم والتي يبحث لها الكثيرون عن مخرج غير منظور لحد الآن ، هذه الحرب لها على الأقل مدخل منظور و معروف ويمكن من خلاله رؤية المخرج المأمول ...


لو نظرنا الى وضع الجبهة المشتعلة الآن قبل اسبوع اي قبل اندلاع شرار الأزمة لوقفنا على الأمور التالية :

* اسرائيل منشغلة في تصفية حسابات مع حركة حماس الفلسطينية .

* الحدود اللبنانية هادئة الى حد بعيد منذ ست سنوات بعد انسحاب اسرائيل من لبنان وترسيم الأمم المتحدة للخط الأزرق الفاصل بين الدولتين .

* لبنان يعاني منذ أشهر من مخاض عسير سببه الجدال المتواصل حول شرعية سلاح حزب الله الذي يمتنع عن الاندماج بالسلطة اللبنانية لتمكينها من بسط سيادتها على أراضيها كما هو متعارف عليه في الدول المستقلة ذات السيادة حيث لا سلطة فوق سلطة الدولة .

*ايران أمام إصرار دولي لا مناص منه من أجل تحديد برنامجها النووي بالأغراض السلمية وقد استنفذت كل فرص المماطلة والتأجيل واقتربت ساعة الحقيقة .

*سوريا تواجه عزلة دولية خانقة وسط بدء الإعداد لمحكمة دولية للنظر في سلسلة اغتيالات شهدها لبنان والنظام السوري أحد المتهمين أو ربما المتهم الرئيسي .


حزب الله وسط هذه الظروف يقوم بقصف صاروخي على شمال اسرائيل من اجل توفير ظروف مناسبة لتنفيذ عملية خطف جنديين اسرائيليين ..... ليخرج امينه العام مطالبا ً بمقايضة هؤلاء الجنود بمجموعة من المساجين الذين سبق أن جرت مفاوضات بشأنهم برعاية ألمانية و رفضت اسرائيل رفضا ً قاطعا ً إطلاق سراحهم لأنهم ينفذون حكما ًصدر بحقهم بعد أن تسللوا لعمق الأراضي الإسرائيلية ونفذوا هناك عمليات عسكرية ضد مدنيين قبل أن يلقى القبض عليهم .


إن التوقيت الذي اختارته منظمة حزب الله إذا ما ربطناه بطبيعة عملية خطف جنود وما سيترتب عليه بالتأكيد من رد فعل اسرائيلي سبق وان ظهر قبل أيام في غزة إضافة إلى التفرد غير المفهوم لشريك في الحكومة اللبنانية في اتخاذ قرار الحرب والسلم من وراء ظهر هذه الحكومة يجعل من البديهي توصيف مايجري في لبنان بنزاع اقليمي لا يمثل فيه حزب الله سوى أداة تنفيذ لما يمليه عليه النظام الإيراني الذي اتسع نطاق نفوذه في المنطقة بحيث أصبح السؤال الذي يجب طرحه بعد كل أزمة تنشب هنا أو هناك : فتش عن الدور الإيراني ... ؟


إن ما يحصل الآن من خراب و تدمير يحمل البصمات الإيرانية و بامتياز و ما هو إلا تكتيك جديد من قبل المدرب الإيراني الذي ينتشر لاعبوه من العراق مرورا ً بسوريا ولبنان و ربما ينتهي بفلسطين .


الصواريخ التي تضرب لبنان والطائرات التي تملأ أجوائه اسرائيلية بكل تأكيد لكن من جعل من لبنان مسرحا ً لجولة دمار اسرائيلي جديد هي إيران وحدها بعد أن ارتضت دميتها حزب الله أن يكون حرق لبنان ثمناً لمغامرات لا تخدم لبنانيا ً واحدا ً .


لبنان الآن يدفع ثمنا ً باهظا ً لصراع جديد للآخرين على أرضه لكن هذا الثمن الفادح لن يذهب سدى هذه المرة فلبنان بعد انتهاء الأزمة وهي لا بد ستنتهي لن يكون كلبنان قبله لأن حزب الله أبى إلا أن يسبق الأحداث ويحفر قبره بيديه بعد أن رفض كل جهد محلي من أجل تسوية وضعه العسكري و نزع سلاحه و تسليمه للسلطة اللبنانية بهدوء فكانت النتيجة أن هذا السلاح لن يُنزع إنما سيُدمر و آلته العسكرية لن تُفكك وإنما ستُسحق .


حزب الله خطف منذ اسبوع جنديين اسرائيليين و اسرائيل لن تتوانى عن فعل كل شيء بحجة تحريرهم من أجل تحقيق رغبة قديمة متجددة باستئصال ورم حزب الله الخبيث على حدودها الشمالية ، لكن هذا الحزب خطف مع اولئك الجنود بلدا ً كاملا ً اسمه لبنان وجعله رهينة لمقامرات إقليمية فمن يحرر لبنان أخيرا ً من خاطفيه .... ؟


قلوبنا مع أبرياء لبنان الذي يدفعون فاتورة تصفية حسابات بين متآمرين و حمقى من جهة و مجرمي حرب لا يتذرعوا عن فعل أي شيء دفاعا ً عن أمنهم من جهة أخرى .


بسام الياس
رد مع اقتباس