عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-02-2007, 11:19 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,343
افتراضي ردا على السيد حسن نصرالله بقلم: نادية عيلبوني

شكرا لك يا أخ أثرو وفي ذات السياق شئت أن أضيف ما كتبته السيدة نادية عيلبوني عن هذا الموضوع لزيادة الفائدة والتوضيح.

ردا على السيد حسن نصرالله

10/02/2007
بقلم: نادية عيلبوني

ردا على السيد حسن نصرالله
المسيحيون في المنطقة ليسوا غزاة
يقول حسن نصر الأمين العام لحزب الله في لقاء خاص مع أعضاء حزبه التالي:"إن المشروع التوحيدي الأول والوحيد في هذا الكون، هو مشروع الدولة الإسلامية. ومشروع الدولة الإسلامية توحيدي أكثر مما يتصور كل هؤلاء الناس وليس مشروعا تقسيميا. نعم لو كنا نتحدث عن كانتون شيعي في الضاحية فإن هذا مشروع تقسيمي، أما نحن نتحدث عن دولة إسلامية . ونحن حتى لو أقام بعض التاس كنتونات ، فإننا لن نتسامح مع من سيقيم كانتونا مسيحيا في المنطقة الشرقية وفي جبيل وكسروان، لأن هذه مناطق المسلمين وقد جاءها المسيحيون غزاة، وقد جاءت بهم الامبراطورية البيزنطية ليكونوا شوكة في خاصرة الأمة."
لقد أفصح إذن السيد نصر الله عن مشروعه في لبنان. وهو مشروع لا يرقى إلى مصاف مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية التي تعترف بحقوق جميع مواطنيها، بل أن مشروعه، هو مشروع دولة إسلامية تعتبر جزء من مواطنيها وبالتحديد (المسيحيين)غزاة "جاءت بهم الدولة البيزنطية ليكونوا شوكة في خاصرة الأمة."؟؟!!
ولنا أن نلاحظ أن عبارات نصر الله المليئة بالأخطاء والمغالطات، وإن دلت هعلى شيء ، فإنها تدل على ضحالته المعرفية ، وتلل على جهل في تاريخ بلده لبنان. والسيد حسن نصر الله لم يحدد لنا التاريخ الذي جلبت فيه بيزنطية المسيحيين إلى لبنان كغزاة. وهو لم يقل لنا مثلا ما هي هوية الأمة التي كانت تسكن لبنان غداة جلب المسيحيين من بيزنطة كغزاة! .وهو إضافة إلى ذلك لا يستطيع أن يحدد هوية الأمة التي وضعت بيزنطية المسيحيين الغزاة في خاصرتها . وأننا نرى أن التحديد ضروري هنا، ذلك أنه لا يستطيع الادعاء أن هذه الأمة كانت الأمة الإسلامية مثلا ، لأن هذه الأمة لم تكن موجودة أصلا .
ولعل المعضلة أو الفضيحة التي يشف عنها خطاب نصر الله، لا تتحدد فقط في ضحالة معارفه التاريخية على وجه العموم، بل بعدم معرفته بالشعب أو الأمة الحقيقية التي كانت تسكن لبنان خصوصا ، وبلاد الشام عموما أبان غزوها من قبل البيزنطيين . وهو لو عاد قليلا إلى ما يجهله لعرف أن السريان هي تلك الشعوب التي سكنت بلده وبلاد الشام ، ولعرف أيضا أن هؤلاء السريان لم يستوردوا من بيزنطة أو من روما ، وهم لم يحضروا مع الغزاة البيزنطيين، بل أنه إذا شئنا أن نتحدث بحسب الحقائق التاريخية التي يتجاوزها السيد حسن بخفة، معتمدا على خصلة الجهل والتجهيل السائدة لدى أعضاء حزب الله. .فهؤلاء الذين يصفهم بالغزاة المستجلبون، هم سكان البلاد الأصليين وهم بعبارة أوضح السريان الذين هم أصليون إلى الحد الذي اشتق اسم سوريا من اسمهم . ولنا أن نضيف أيضا حقيقة أخرى يتجاهلها عن عمد أمين عام حزب الله ، وهو أن الديانة التي دان فيها هؤلاء السريان هي ديانة شرقية أصيلة (شامية) وليست مستجلبة من بيزنطة أو روما .و أن الديانة المسيحية التي كان السريان يدينون في غالبيتهم ، ولدت في مهدها الأول في فلسطين المجاورة للبنان قبل أن تنتشر في بقية أرجاء العالم .
وربما كان من حق الطرف الآخر المعني والمتهم بأنه غاز أن يسأل السيد نصر الله عن إثباباته التي يستند إليها في ادعاءاته ، وعن إذا ما كان لديه هو وآباءه وأجداده ما يثبت أنهم مواطنون أصلاء ولم يستجلبوا من أطراف الامبرطورية الإسلامية، من مناطق مثل فارس أو تركيا أو غيرها من البلاد التي غزاها المسلمون؟ ما هو دليل نصر الله التاريخي على اعتباره الوجود المسيحي في لبنان وجود غاز؟ مثل هذا السؤال وغيره يطرحه أيضا الكثير من المسيحيين على السيد نصر الله وأمثاله من الذين يريدون تنفيذ مآرب دول خارجية قائمة على أساس ديني. ولنا أن نذكر السيد نصر بكيفية نشأة حزبه-حزب الله- بإيد أجنبية هي أيدي الحرس الثوري الإيراني ليكونوا (شوكة في خاصرة) لبنان الديمقراطي والمستقل والسيد على أرضه. من الضروري أن نؤكد على حقيقة لم تعد خافية على أحد ، وهي أن حزب الله الذي يرفع في تظاهرته واعتصاماته الأعلام الإيرانية وصور المرشد الأعلى خامنئي ، هو حزب غير لبناني . وهو حزب غير معني بالوطن لبنان. وأنه وجد فقط، لينفذ أجندة سياسية معادية للشعب اللبناني ومعادية لمصالحه وتطلعاته في السيادة والاستقلال. وهو إضافة إلى هذا وذاك ، هو حزب فاشي يتطلع لإقامة دولة قائمة على الحق الديني والملحقة قسرا ابالدولة الفارسية القائمة على النقاء الديني . وأن خياره هذا ،هو خيار فاشي، لأنه يتجاوز إرادة اللبنانيين بغالبيتهم التي تطمح إلى ترسيخ قاعدة الدولة المدنية – الديمقراطية الحديثة التي تمثل جميع مواطنيها على قدم المساواة بين جميع مكوناتها، وبغض النظر عن الانتماءات الدينية لأفرادها.
وأنه إذا كان هناك من ضرورات وطنية ملحة على اللبنانبيين لإغن هذه الضرورات تتحدد في إزالة تلك القشرة الهشة من الادعاءات الوطنية التي يتبجح بها حزب الله. فالشعارات الطنانة كما الارتهان للأجندة الخارجية،قد كلفا لبنان غاليا. ومغامرات حزب الله الذي افتعل الحرب مع سرائيل ، قد كلفت لبنان خسائر تجاوزت 12 مليار دولار، ونالت من كافة بنيته التحتية، وهدمت 160 ألف بيت ، دون أن يتمكن هذا الحزب من تحرير مزارع شبعا أو الإفراج عن الأسرى المعتقلين لدى إسرائيل.ليس هذا فحسب بل لنا أن نؤكد على حقيقة أن مغامرة حزب الله هي جريمة وطنية بكل ما تحمله كل الجريمة الوطنية من معنى. والسبب في اعتبارها كذلك ،لا يتحدد فقط في أنها أدخلت لبنان في حرب مدمرة وغير متكافئة مع إسرائيل، بل لأنها أيضا أدت إلى فقدان هذا البلد جزء كبيرا من سيادته بدخول القوات المتعددة الجنسيات إلى أراضيه . وهذا الأمر ما كان له أن يتحقق لولا عنجهية وصفاقة حزب الله الذي ضرب بعرض الحائط إرادة اللبنانيين بافتعاله لتلك الحرب. ولنا أن نذكر أن القوات المتعددة الجنسيات التي ترعى وجودها قرارات الأمم المتحدة، لها الحق في القيام بمهام سيادية على الأراضي اللبنانية، كما أنها جعلت الأجواء اللبنانية مرة أخرى مسرحا للعربدة الإسرائيلية . وربما لا نحتاج إلى الكثير من التوصيف أو تعداد الآثار المدمرة التي جرتها سياسة حزب الله بارتهانها للأجندة الخارجية ،على الشعب اللبناني إذ يكفي أن نشير إلى التهديد اليومي والجدي من قبل الحزب الذي يعتمد على الولاء الطائفي (الشيعي) بالأساس إلى العودة مرة أخرى إلى الاقتتال الطائفي الذي شهده لبنان في منتصف السبعينات . أخيرا نقول أنه ليس من حق حزب الله ولا من حق رئيسه بعد ما أشاعوه من خراب ومن تهديد للسلم الأهلي في لبنان ، توجيه الاتهامات وقذف الآخرين بما ليس بهم. وأن عليه أن يعرف تماما أن الوجود المسيحي في لبنان هو وجود تاريخي ودائم وأصيل . وأن عليه أن يعود إلى تاريخ بلده ليتأكد من حقيقة أن مسيحيو لبنان هم أول من بنى دولة في منطقة الشرق الأوسط وأن لبنان الحديث قام على أكتاف أبناءه من كل اللبنانيين وعلى رأسهم مسيحيي لبنان.
نادية عيلبوني
كاتبة وصحافية فلسطينية تقيم في فيينا

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس