عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-08-2007, 10:47 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,557
افتراضي بازبداي أبرشية الجزيرة العمرية في تاريخ الكنيسة الكلدانية - 2/1 بقلم الشماس نوري ايشو


بازبداي أبرشية الجزيرة العمرية في تاريخ الكنيسة الكلدانية - 2/1

بقلم الشماس نوري ايشوع مندو - عن عنكاوا

1_ الاسم والموقع: بازبداي ورد اسمها قبل الميلاد في جغرافية بطليموس، فدعاها " صفا "، وجاء اسمها أيضاً " صفتا " و " أسفايا " وجزيرة الصخرة. وموقعها في وادي دجلة، على بعد 3 كم جنوب المدينة الحالية.
في القرن الرابع يحتل الملك الفارسي شابور مقاطعة بازبداي، وبعد أن يعمل فيها الفضائع، يأمر بنفي 9000 شخص من سكانها إلى مقاطعة الأهواز الفارسية، ومن بينهم مطرانها العجوز والمريض. وعندما عقدت معاهدة الصلح بين الفرس والبيزنطيين سنة 363م، تبقى بازبداي بأيدي الفرس.
وفي سنة 578م كان كسرى انوشروان يمضي الصيف قي قرية ثمانون، عندما احتل الإمبراطور موريس إقليم بيث مكسايي المجاور. أما هرقل فيقوم بزيارة جبل جودي سنة 629م، في الموقع الذي استقرت فيه سفينة النبي نوح.
في سنة 640م فتحها عياض بن غنم، وأقام لها حصناً منيعاً. وفي عهد العباسين خرب المهدي بازبداي، وعاث في المدن والقرى هدماً وسلباً وقتلاً، خاصة بحق المسيحيين.
أما جزيرة ابن عمر فقد بناها المسلمون سنة 961م، على بعد 3 كم شرق بازبداي. جاء في معجم البلدان " جزيرة ابن عمر، بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام. ولها رستاق مخصب واسع الخيرات. واحسب أن أول من عمرها الحسن بن خطاب التغلبي سنة 250 هجري. وهذه الجزيرة يحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة شبه الهلال. ثم عمل هناك خندق أجري فيه الماء، ونصبت عليه رحى. فأحاط الماء من جميع جوانبها بهذا الخندق " . وأخذت هذه المدينة بالتوسع شيئاً فشيئاً، لتصبح المدينة الأكثر أهمية في المنطقة. وعليه يعتبر العالم الجغرافي ابن حوقل في سنة 969م، منطقة قردو بأنها شبه الجزيرة المسماة جزيرة ابن عمر. وبسبب تربتها الخصبة، ومياهها الغزيرة والجارية، كانت غنية بالمنتوجات الزراعية والحيوانية. ومنها كان يتم التبادل التجاري باتجاه الموصل عبر نهر دجلة، حيث ينقل العسل والمن والجبن والزبدة والبندق واللوز والفستق.
سنة 1262م يحاصر المغول الجزيرة، لكن مطرانها حنانيشوع يلتقي هولاكو، وينال منه على عهد بالحفاظ على حياة السكان. وعليه شكل مجلس مهمته إدارة أمور الجزيرة، وكان المطران حنانيشوع أحد أعضائه. وفي سنة 1263م يثور سكان الجزيرة ضد المغول، فيلقى القبض على المطران ويتهم بالخيانة، فيقطع رأسه ويعلق على أحد أبواب المدينة.
ويمر الرحالة الشهير ابن بطوطة في الجزيرة سنة 1328م، فيشاهد الجزء الأكبر منها قد آل إلى خراب. وفي سنة 1394م يرسل أمير شاخ رجاله إلى الجزيرة، فينهبوا المدينة وينسحبوا منها بعد 27 يوماً.
وفي سنة 1458م يضرب الطاعون المدينة، فيقضي على 5250 نسمة. ويهرب الكثير من سكان المدينة إلى الجبال خوفاً من هذا الوباء، ولجؤوا إلى دير مار يوحنا في أطراف قسطرا، ويبقوا هناك مدة شهرين.
وفي سنة 1502 يرسل حاكم أرمينيا شاه إسماعيل، فرقة من قواته وعلى رأسهم محمد بك المعروف بقسوته وبطشه، وتحاصر مدينة الجزيرة. وعند رفض أميرها شرف الاستسلام، تدخل قواته المدينة، فتقتل السكان والكهنة، وتنهب الكنائس والأديرة، وتقود الكثير من الشبان والنساء كعبيد. وفي نفس السنة يتلف الجراد أغلب محاصيل الجزيرة الزراعية.
سنة 1513م يحتل الفرس الجزيرة، فينهبوا الكنائس والأديرة ويتلفوا المخطوطات. وبعد أن يلقوا القبض على وجهاء المدينة من مسيحيين ومسلمين، يحرقون المدينة.
وقبل نهاية النصف الثاني من القرن السادس عشر، تدخل الجزيرة تحت حكم العثمانيين بشكل نهائي.
2_ المسيحية في بازبداي: عرفت بازبداي المسيحية منذ العصور الأولى، وعرفت أبرشيتها باسم بيث زبداي، وكان مركز الأبرشية في فنك، ويقال لها قسطر دبيث زبداي، وهي على الدجلة في الجهة اليسرى في شمال غربي الجزيرة، على مسافة خمس ساعات منها.
وفي بداية القرن الثالث، وجد أسقف لهذه الأبرشية، يتبع رئاسة كرسي نصيبين المطرابوليطي. وفي سنة 410م نجد في مقاطعة بازبداي مطرانيتين متجاورتين. الأولى على الضفة الشرقية في قردو، ومركزها فنك. والثانية على الضفة الغربية في قردو، ومركزها ثمانون، وهي في لحف جبل جودي، في القطعة المعروفة اليوم بالبوتان.
وفي مجمع الجاثليق باباي سنة 497م، نجد بين الحضور يوحنا مطران بازبداي، الذي احتل المركز الرابع عشر بين الآباء الذين حضروا المجمع المذكور.
وكانت بيث زبداي تابعة لكرسي نصيبين حتى العصور المتأخرة. لكننا في عهد البطريرك إيليا أبو حليم (1176_ 1190) نجد بيث زبداي مطرانية مستقلة. لكن مطران نصيبين عبديشوع الصوباوي في سنة 1310م، يعتبر بيث زبداي وقردو من المراكز التابعة لنصيبين.
وقد انضمت أبرشية بازبداي إلى الكنيسة الكاثوليكية سنة 1552م. وبقيت بعض المراكز تابعة لبطريرك قو جانس، و ذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر. منها مطرانية شاخ، ومطرانية كير أثيل التي كانت تضم عشرين قرية سنة 1846م.
ومن الجدير بالذكر أن أبرشية بازبداي، كانت تضم الكثير من الأديرة، منذ نشوء المسيحية. وهناك لائحة ترقى إلى سنة 1607م، تعد سبعة أديرة تابعة لمنطقة الجزيرة وهي: 1_ يوحنا النحلي. 2 _ فنحاس. 3_ آحا. 4_ يونان. 5- إسحق. 6_ يوحنا الكمولي. 7_ يوحنا المصري. وكانت هذه الأديرة مركز إشعاع روحي وثقافي. واستمرت الحياة فيها حتى العصور المتأخرة، حتى آلت إلى خراب بسبب الحروب والغزوات والاضطهادات التي اجتاحت المنطقة عبر العصور.
الجزء الثاني



Published: 2007-08-20
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس