إجلدنـــي بــدلاُ منـــهُ!!!
حدث قبل سنوات عديدة وفي احدى المدن الجبلية النائية انه كانت توجد مدرسة لم يستطع أي معلم ان يسوس تلاميذها الذين كانوا فضين وشرسين للغاية ، ولذا كان المعلمون يفضلون الإستقالة على البقاء فيها .
وفي احدى الأيام تقدم معلم اشهب العينين في مقتبل العمر طالباً ان يُقبل كمعلم في المدرسة،فتفرس مدير المدرسة العجوز بوجهه وبادره بقوله:
"ايها الزميل الشاب ، أتعلم ما طلبت؟قتله مؤلمة!جميع الذين علَّموا عندنا منذ سنوات لم يسلموا منها - أي من "القتلة" .
فاجاب المعلم على الفور:"سأغامر" .
واخيراً ظهر في غرفة الصف ليبدأ التعليم عندما همس احد التلاميذ الضخام الجثة ولنقل ان اسمه زياد قائلاً:
"لن أطلب أية مساعدة منكم ، بامكاني ان أغلبه لوحدي ".
قال المعلم:صباح الخير يا اولاد ، لقد أتينا لنباشر الدراسة ! فزعقوا بأعلى صوتهم رادين له التحية:"انني اريد مدرسة جديدة لكن لن اكتم عليكم انني لا اعرف كيف ما لم تساعدوني انتم اعتقد انه ينبغي ان يكون لنا بعض القوانين انتم اذكروها وانا اسجلها على اللوح الاسود ...
زأر احدهم قائلاً:"السرقة ممنوعة! "
وزعق آخر قائلاً"ينبغي الحضور الى المدرسة في الوقت المعيَّن دون تأخير"
وهكذا سجلوا عشرة مواد في القانون الجديد للمدرسة...
" والآن" قال المعلم ، " لا فائدة من القانون ما لم يرتبط بعقاب للمخالف ماذا سنفعل بالذي يخالف احد هذه البنود من القانون؟"
الطلاب:"اجلده عشرة جلدات على ظهره، على ان يكون بلا معطف"...
الاستاذ:"هذا العقاب شديد وموجع يا اولاد ، فهل انتم على استعداد لتطبيقه؟"
فزعق الجميع بصوت واحد "موافقين"
فقال المعلم عندها"اذن يعتبر هذا النظام ساري المفعول من هذه اللحظة في المدرسة"...
بعد مضي يوم واحد او يومين وجد"زياد البدين"ان طعامه قد اختلس، وبعد التحقيق الدقيق ظهر السارق انه احد التلاميذ الصغار في العاشرة من عمره في صباح اليوم التالي اعلن المعلم قائلاً:
الاستاذ:"لقد وجدنا السارق ، وبموجب القانون الذي وضعتموه، يجب ان يعاقب بجلده عشرة جدات على ظهره!تعال الى هنا يا فريد !"
تقدم الفتى الصغير مرتجفاً وهو يسير ببطء وكان يلبس معطفاً فضفاضاً ومقفل الأزرار حتى الرقبة ويتوسل الى المعلم قائلا:
"بامكانك ان تجلدني بأقسى الشده، لكن ارجوك لا تطلب مني ان اخلع معطفي!"
الاستاذ:"بل يجب ان تخلع معطفك،لقد كنت انت احد واضعي هذا القانون!"
فريد:"آه،يا معلمي ارجوك ان تعفيني من ذلك!"
ولما لم يجد استجابة لتوسلاته ابتدأ يفك ازرار المعطف، ويا لهول ما رأى المعلم!!!
لم يكن المسكين يلبس قميصاً تحت المعطف بل كانت هناك سيور حمالة سرواله على جسده النحيل وعظامه بارزة لشدة هزالته...
كيف يمكن جلد هذا الصبي؟ فكر المعلم في نفسه" لكن يجب ان اتخذ أي اجراء ان كنت اريد الابقاء على هذه المدرسة".
خيم الصمت والرهيب وبدى الإنذهال على الجميع
الاستاذ:"لماذا انت بدون قميص يا فريد؟؟؟"
فريد:" لقد توفى والدي، و والدتي فقيرة جداً، وليس عندي سوى قميص واحد، وهي تغسله اليوم،لقد ارتديت معطف اخي الكبير لاستدفئ به"....
تلعثم المعلم واحتار في أمره،بينما كان القضيب ما زال في يده وعندها قفز"زياد البدين"واقفاً يقول:
" ان كنت لا تمانع،اجلدني انا نيابة عن فريد ؟؟؟"
الاستاذ:" حسن جداً ، هناك قاعده ثابته تقول ان بامكان الشخص ان ينوب عن شخص آخر فهل كلكم موافقون على ذلك؟؟؟"