في رَحيل البطريرك صفير
شعر/ فؤاد زاديكى
ستتمّ اليوم مراسيم دفن المثلّث الرحمات مار نصر الله بطرس صفير بحضور حاشد و إجماع مشترك من جميع اللبنانيّين على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم ممّا يؤكّد وطنية هذا الرجل الاستثنائي, والذي عاش ظروفًا صعبةً وضغوطًا استثنائيّة دون أن تلينَ له قناة أو يرفّ له جفن. إنّ إنجازاته هي الشاهد على سيرته الوطنية قبل الرّوحية فهنيئًا للبنان بك وأنتَ ترحل لتلتقي بسيّدك الذي أعدّ لكَ مكانًا في ملكوته. كلّ الرحمة لروحك الطاهرة والتعازي الحارة لكلّ لبنان
سيّدي ما كنتَ إلّا سَيِّدَا ... عَطّرَ الإيمانُ صفوًا أمجدَا
اختبرتَ الصّدقَ مِن أركانِهِ ... صادقًا حُرًّا عزيزًا مُرْشِدَا
لم تَلِنْ رغمَ الصّعوباتِ التي ... أنهكتْ (لبنانَ) جاءتْ مُجْهِدَا
عشتَ للإنسانِ في أفكارِهِ ... في رؤى الإحساسِ تسعى مُسْعِدَا
واكبَ الأحداثَ مِنْ إصرارِكمْ ... كلُّ عزمٍ لانتفاضٍ أُفْرِدَا
في الزّمانِ الصّعْبِ لم يَجرؤْ سوى ... شخصُكمْ بالقولِ لا, لن نشهَدَا
لابتزازٍ صارِخٍ في جُورِهِ ... وانتهاكٍ ظالِمٍ طافَ المدَى
قال لا. نبغي حياةً حُرَّةً ... عندها الأحرارُ هبّوا لِلْنِدَا
عِشْتَ لُبنانًا ضميرًا مُخلِصًا ... لا لِبَعْضٍ بل لِكُلٍّ مُنْجِدَا
ليس يُحصى عَدُّ إنجازاتِكمْ ... كنتَ صُلْبًا في أداءٍ أوجَدَا
قاسِمًا عندَ اتّفاقٍ جامِعٍ ... باشْتِراكِ الكلِّ كُلًّا وَحَّدَا
إنّهُ يومٌ حزينٌ ها هُنا ... في سلامِ الرّبِّ جئتَ المَوعِدَا
سوف يبقى الذِّكرُ دومًا خالِدًا ... جُملةُ الأعمالِ تحيا مَولِدَا
جُودُها ظِلٌّ سَيَحْمي مَوطِنًا ... مِنْ صنوفِ الغدرِ, تسعى أسوَدَا
مِنْ شموعِ الحزنِ تحيا فرحةٌ ... تحتوي (لبنانَ) كي لا يَفْقِدَا
وحدةً ظلّتْ أماني (بطركٍ) ... راحِلٍ عَنّا, ليَلْقى السَّيِّدَا.
ألمانيا في 16/5/2019