شعراءُ الشرّ
مَنْ ذا ينازلُ شاعراً, إبداعُهُ
أرخى ظلالَ عذوبةٍ, منها ارتوى؟
لا البحرُ يوقفُ مدّهُ, إبحارَهُ.
لا الرّيحُ تبلغُ حدّهُ, فيما استوى.
منهُ العطاءُ غزارةٌ في روعةٍ.
منهُ التألّقُ, و التنوّعُ قد روى.
مَنْ ذا يقارعُ بالجزالةِ, حرفَهُ
منه الرّصيدُ, مِنَ البساطةِ ما احتوى.
هيّا إليهِ, فسقفُ روحِ طموحِهِ
عالٍ, و لا تثنيهِ أشكالُ النّوى.
يعلو بنظمِ الحرفِ, ينبضُ وعيُهُ
فكراً, رخيمَ الصّوتِ, في شدوٍ حوى
كلَّ السلامةِ, ليس يثنيهِ مدىً,
خوفٌ و لا الترهيبُ, إنْ كان اكتوى.
مَنْ ذا يجيدُ النظمَ, مثلَهُ عالماً,
لا الوزنُ همّهُ, لا تقاطيعُ الجوى؟
نظمٌ سليمُ العقلِ, خافقُهُ يرى
خيراً, تألّقَ بالمشاعرِ إذ نوى.
مَنْ ذا يعارضُ؟ فليقُلْ: إنّي هنا!
ألَقي بساحِ النظمِ, يختالُ الهوى.
ليس الغرورُ رسالتي, و توجّهي,
أحظى بروحِ تواضعٍ, فيها القوى.
و لديَّ منْ سببٍ, لصرختي التي,
وُلدتْ, فبعضُ الشرّ خيراً قد لوى.
هَمَجٌ مِنَ الشعّارِ, في طلبِ الأذى
يتشدقونَ بكاذبٍ في المحتوى.
سببٌ أراهُ السوءَ, يتركُ خيبةً,
و مرارةً, فالشرُّ أورثهم هوى.