ضرورةُ الاعتذار
شعر/ فؤاد زاديكى
لا تُكابِرْ رافِضًا للاعتذارِ ... باعتذارِ المرءِ ما مِنْ اِنكسارِ
مَنْ يرى في نفسِهِ روحَ التّعالي ... غيرَ مُهْتَمٍّ بهِ والاعتبارِ
إنّما شخصٌ مريضٌ في سلوكٍ ... والغباءُ الفَظُّ يدعو لانحدارِ
واقعُ الإنسانِ مَشحونٌ كثيرًا ... بانفعالاتٍ تُوافي وانفجارِ
تُجْبِرُ الإحساسَ أنْ يَسْهو قليلًا ... عنْ حدودِ العقلِ في هذا المَدارِ
غَيْرَ أنّ الحبَّ لا يبقى بعيدًا ... إنّما يُعطي إشاراتِ انتصارِ
كي يُعيدَ المرءُ تَقويمَ اعوِجاجٍ ... في مساعٍ مُخْمِدًا نيرانَ نارِ
ألهَبَتْ غَيظًا, لِتأتي في سلامٍ ... يرفعُ الإنسانَ في مَسعى مَسارِ
وِفْقَ هذا الحَدِّ لنْ تبقَى خُدُوشٌ ... في شعورِ النفسِ مِنْ ضِمْنِ الاطارِ
فاعتذارُ الشخصِ عُنوانُ ارتقاءٍ... وارتفاعٍ واعتبارٍ واقتدارِ
مُخطئٌ مَنْ ظنَّ غيرَ الظنِّ هذا ... إنّهُ فنٌّ وبالفنِّ التَبَاري
عندما ننحو إلى هذا بحبٍّ ... نكسبُ الإنسانَ مِنْ خِلٍّ وجارِ
منطقٌ لا بُدَّ مِنْه دونَ خوفٍ ... كلُّنا المَعنيُّ عندَ الاضطرارِ
ليسَ في هذا قياسٌ لاعتبارٍ ... أو مقامٌ في صِغارٍ أو كِبَارِ
لا تُكابِرْ ظالِمًا واجعَلْ لهذا ... موقِفًا تأتيهِ في حُسْنِ القرارِ.