الموضوع: قصيدته الشعرية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-05-2018, 10:19 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي قصيدته الشعرية

قصيدته الشعرية

«لأننا نحْنُ عَمَلُهُ، مَخلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأعْمَالٍ صَالِحَةٍ» ( أفسس 2: 10 )

إن الكلمة اليونانية المُترجمة ”عَمَلُهُ“ تعني ”قصيدة شعرية“. فنحن قصيدة من تأليف الله. وعندما نراجع حياتنا على مرّ السنين يتضح لنا أنه كانت هنالك خطة من وراء الستار، نفذتها حكمة الله المُحب القدير.

إن لله فكرة خاصة وقصدًا مُعيَّنًا في حياة كل إنسان. وكما أن الشاعر الماهـر يُراعي أنواعًا مختلفة من القوافي والأوزان حسبما يتفق مع فكرته، هكذا يُراعي الله قصدًا مُعيَّنًا في حياة كل إنسان، وإن كنا لا نعطِّل عمله، فإنه يراقب تنفيذ هذا القصد، جاعلاً حياتنا بجملتها قصيدة شعرية موزونة رائعة ذات هدف، وإن كان يتم إخراجها في تفاصيل لا حصر لها.

إن حذق الشاعر يقتضـي ألاَّ يكون أي وصف أو أية عبارة عقيمة أو زائدة. فإن كنت تملأ الورقة البيضاء بصور وأشكال لا تَمُّت بِصِلة للقصد الأساسي، فإن هذا يكون منتهى الحماقة. دقق الفحص في الفصول الأولى لأية قصة عظيمة، تلاحظ أن الأوصاف المذكورة في كل فقرة تُمهِّد للكشف عن القصة، وتؤدي إلى الغاية السامية التي تُسارع إليها الصفحات الأخيرة.

هكذا الحال في الحياة البشرية. فالله قد أعدَّ لنا أعمالاً صالحة لكي نسلك فيها. وكما أنه أعدَّها لنا، هكذا خلقنا في المسيح يسوع لها. إن تاريخ ميلادنا ومكان الطفولة ومناظرها، وتربيتنا، والمؤثرات التي تطبعنا بطابع خاص، وحالة الأعمال اليومية، هذه كلها رتبَّها الله بحكمة لن تُخطئ وتدبير سابق.

إن المؤمن ملك للمسيح، يَدين له بالولاء الأكيد من قلب غير مُوَّزع. وهو مدعو أن يخدمه وأن يسلك أمام الله كابن الطاعة، عالمًا أن سبيل الطاعة هو سبيل البركة. فمَن شاء أن يتمتع بالشـركة مع الله، والنمو إلى قياس قامة ملء المسيح، عليه أن يكون في وفاق مع مشيئته من جهة كل شيء.

سَلَّمْتُ نَفْـسِي فِي يَدَيْـكْ يَا سَيِّدِي يَسُوعْ
قُدْنِي فَتُكْلاَنِي عَلَيْكْ كَيْ أَخْدِمَ الْجُمُوعْ
كُنْ حَارِسِي مِنَ الضَّلاَلْ كُنْ مُرْشِدِي فِي كُلِّ حَالْ
وَالْقَلْبَ قَدِّسْ وَالْفِعَالْ حَتَّى أَرَى يَسُوعْ

ف. ب. ماير
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس