[fouadzadieke]

فعلا يا أخي أبو فرانس كان أبي المرحوم لديه الكثير من الأمثال و الحكم, و ما كان موقف من مواقف الحياة يمرّ إلا و يضرب له مثلا أو يروي قصة أو خبراً. كان أميا متعلّما و هذا ما وصفته به في النبذة التي كتبتها عن حياته. و مما كان يرويه لنا الكثير الكثير. و سأذكر هنا واحدة من تلك القصص رواها لنا لأكثر من مرة.
أثناء الفرمان الذي وقع على المسيحيين في تركيا و دعا إلى إبادتهم عانت جميع القرى و البلدات المسيحية من عمليات نهب و اعتداء و قتل و حرق كروم و استيلاء على الأملاك و الأراضي. و كانت قرية اسفس إحدى تلك القرى التي تعرضت لهجوم من قبل الأكراد و السيطرة على القرية فلم تبق سوى عائلات تعدّ على أصابع اليد. في إحدى تلك التعديات و الهجوم على القرية صادف أن تواجد رجل إسفسيني على سطح دير مار دودو و جاء كردي إليه و نادى عليه لينزل من سطح الدير إلى تحت فلم يستجب الأسفسيني إلى ندائه فقام الكردي بتهديده قائلا. والله يا فلانكيسو إذا نزلت أو ما نزلت تفتلك. و كان هذا الكردي يخاف من الصعود إلى سطح الدير. أجابه الرجل الاسفسيني. أبوي وكي أتدلّى و ما أتدّلى تنقتل, لا والله مو اتدلّى و هكا إنتا رجّال إنت تتطلع لَي. طلّع الكردي ته إنّو الاسفسيني ميتدلّى من على سطوح دير ماردودو قام رجع و خلّهو. و هكذا يكون الإسفسيني قد نجا من موت محتّم, لو أنه نزل, فالكردي كان مصرّاً على قتله.