هاجَ قلبي مِنْ غناءِ العندليبِ ... ناسيًا همًّا تداعى لِلْمَغيبِ
شاعِرًا أنّي عميقٌ في شعوري ... لم يَعُدْ يجري إلى ذاكَ الكئيبِ
طَيفُ سحرٍ نادرٌ يزدادُ حُسْنًا ... نظمُ شِعْرٍ والقوافي في مُجيبِ
هزّني شوقًا إلى مَرأى جمالٍ ... غُصنُ بانٍ في تَجَلِّيهِ الخَصيبِ
ما لإحساسي على إيقاعِ هذا ... ينتشي عِشْقًا بمسعاهُ الحبيبِ؟
ليسَ مِنْ شَكٍّ بأنّ السِّحرَ طاغٍ ... ليسَ مِنْ عيبٍ بهِ أو مِنْ مُريبِ
آثرَ الإبداعَ إغراءٌ لِطَرْفٍ ... مِنْ جلالٍ مُلْهِبٍ روحَ الأديبِ
إنّهُ اسْتِرسالُ ما تحوي معانٍ ... عندَ نُطقِ الحرفِ في مسعىً اللّبيبِ
هاجَني صَوتٌ فأعياني شعورٌ ... غارِقٌ بالوَصفِ في حِذْقِ الأريبِ
أيُّها المَصلوبُ في وجدي شهيدًا ... قد نَذَرْتُ اليومَ أنْ أرعى صَليبِي
لم يَلِنْ عزمي ولن أُرخي رِكابي ... في ضميرِي ساعيًا سَعيَ الطّيبِ
كاشِفًا عِلّاتِ ضَعْفي حينَ يغفو ... ذلك السِّحرُ, الذي يَبقى مُذيبِي
يستَعِدُّ الفِكرُ مَدفوعًا بِعَزمٍ ... مُوضِحًا ألفاظَهُ دونَ الغَريبِ
بِاحترافٍ واثِقٍ لا لَبْسَ فيهِ ... وانتقاءٍ بارِعٍ ما مِنْ مُعيبِ
هاجني سِحرٌ وإرهاصاتُ فِكرٍ ... قد تَوالَتْ في مَدى عُرْفٍ وطيبِ
هاجَ قلبي شاعِرًا يجتازُ أُفْقًا ... غَيْرَ هَيّابٍ بأكوامِ الكَثيبِ.