تغنّيتُ بنجدٍ
تغنّيتُ بنجدٍ حينَ كانتْ
بها تغفو على إيقاعي (دعدُ)
و كان القلبُ منْ (دعدٍ) عشيقي
و كان الحبُّ ما تحويهِ نجدُ
فهل لا زال في نجدٍ حبيبٌ
و هل مِنْ بَعْدِ (دعدٍ)* يأتي بَعْدُ؟
عشقتُ نجدَ و الأحلامُ تجري
إلى نجدٍ و في الأحلامِ سردُ
غرقنا في بحار العشقِ دهراً
و في صحرائها نلهو و نشدو
و تحتَ فيءِ شمسٍ من حنانٍ
رقيقُ الوصفِ. يستهويني نهدُ!
غرسنا في رمالِ العشقِ ذكراً
و خلّدنا الجمالَ الحرّ يبدو
لعين القادمين الشطَّ يحكي
حكايات لها جزرٌ و مدُّ
ففي (نجدٍ) زرعتُ الأنسَ ليلاً
و كانت (دعدُ) قد أغراها وعدُ
أضافتْ من هوى سحرٍ عليهِ
تخطّى كلّ حدٍّ ليس حدُّ.
إليكِ (نجدُ) أشواقي تهيمُ
على ما فيها لا يحتاطُ وَردُ
خدودُ الفجرِ قد أرختْ صفاءً
و روحُ الذكرِ تخليدٌ و خُلدُ
وصفتُ بعضَ حبّي و اختصرتُ
كثيراً منه يستهويني وِردُ
حملتُ في حنايا القلبِ منها
جميلاً فانتشى وِدٌّ و وَجدُ
فصلّيتُ أعزّي النفسَ حتّى
يظلَّ الخفقُ في أيامي يعدو
فكانت رغبتي تزدادُ حجماً
و كانتْ نشوتي يرويها سعدُ!
* (دعد) أميرة نجد التي وصفها الشاعر النصراني دوقلة المنبجي أدقّ و أرقّ وصف دون أن يراها في قصيدته الفريدة و التي تسببت بمقتله فسميت ب(الدرّة اليتيمة).