[fouadzadieke]

سجّل كلمة محبة للأم في عيد الأم

يوم الجمعة المقبل هو مناسبة عظيمة لجميع البشر ألا و هو عيد الأم و هو يوم محبوب لأنه يحوي معاني التكريم و المحبة و التقدير للأم هذه الإنسانة الرائعة و الحنون التي عملت و تعمل على خلق الحياة و على إعطائها ركائز و سبل الاستمرار من خلال التضحية و السهر و التعب و تقديم الاحتضان و الرعاية الضرورية للكائن البشري منذ بداية نشأته كجنين و إلى أن يصبح شابا قادرا على إدارة أمور حياته و شئونها، لكن قلب الأم يبقى على الدوام ذلك النبع الفائض من المحبة و الحنان و تظل هي المدرسة الأكبر في حياتنا.
لقد ارتفعت أصوات إسلامية جاهلة تعتبر أن عيد الأم عيد وثني و تفتي بوجوب عدم التعاطي معه إلا على أساس أنه يوم عادي كغيره من المناسبات و يضيفون إلى مجمل هذه الدعاوى غير الأخلاقية بحق الأم و التي تهمل دورها بل تحاول نفيه لكونها أنثى و يجب أن يتم استعباد الأنثى في الإسلام و هذه فريضة لأنها ناقصة عقل و دين يقال زعما و تعديا على حقوق كل الديانات الأخرى أنه لا أعياد سوى عيدي الأضحى و الفطر و جميع ما يسمى بالأعياد الأخرى باطلة و غير مقبولة و لا معترف بها بما فيها جميع أعياد المسيحيين و اليهود و البوذيين و غيرهم.. بدل أن يتم تقديس الأم و كما ورد في نصوص القرآن فإنهم لا يقومون بتطبيق ما لا يريدونه فيأتوا بفتاوى دينية شخصية تلغي ما جاء في قول القرآن و الذي يقال أنه من عند الله! إزدواجية في المعايير لا يمكن أن يقبلها العقلاء و تعد فاضح و صارخ على حقوق الأنثى الأم و كأن أصحاب هذه الفتاوى لا أمهات لهم.
لسنا في مجال نقد لهذه المواقف لأنها هي تقوم بنقد ذاتها من خلال عدم واقعيتها وعدم صحتها و عدم إنسانيتها و عدم شرعيتها.
نريد اليوم إخوتي و أخواتي و حيث عيد الأم المقدسة هو على الأبواب و من المتعارف عليه أنه يسبق عيد الفصح المجيد بثلاثة أيام فهو يوم الجمعة القادم. أتمنى من جميع الأعضاء الأحبة أن يشاركوا بخواطر أو همسات أو بأشعار الخ تكريما للأم و تقديسا لدورها العظيم و الخطير في حياتنا جميعا إلى أن يحين موعد عيدها المبجل هذا. و إني بهذه المناسبة الكريمة و الجليلة أتوجه إلى جميع الأمهات الأعضاء في منتدياتنا أولا و من ثم إلى جميع الأمهات في العالم بتحية محبة و شكر و وفاء لهن لما هن عليه من إنسانية و طيبة و محبة و تضحية. يا رب أحفظ جميع الأمهات في العالم و انصرهن لكي يتجاوزن المصاعب و المحن و المآسي التي يتعرضن لها. فحقوقها كأم وزوجة و أخت و بنت لا تزال دون المستوى المطلوب و علينا أن نطالب بكل قوة و دعم بأن يتم الكف عن إهمال دور المرأة في المجتمعات المتخلفة التي تحرمها حتى من أبسط حقوقها و التي منحها إياها الرب كمخلوق متساو مع الرجل.
إلىجميع الأمهات هذه المحبة و هذا الإهداء عربون خشوع أمام عظمتها و جلالها الذي يأتي جلال الرب و عظمته و نحن بانتظار مشاركات التقدير و المحبة منكم للأم هذا الرمز العظيم في حياة كل منا. ألف رحمة على أرواح أمهاتنا اللواتي ذهبن إلى حيث السعادة و فرح السماء مع الآب و القديسين و نرجو الصحة لأمهتنا اللواتي ينعم بالحياة و نصلي لجميع المهات المرضى و الأرامل و المطلقات و الوحيدات في هذا العالم. أذكروا الأم و قدسوها فهي تستحق كل تقديس و أعظم تكريم.
بقلم: فؤاد زاديكه