عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-07-2019, 10:14 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي وحيُ التّصابي شعر/ فؤاد زاديكى


وحيُ التّصابي

شعر/ فؤاد زاديكى

قُلتُ يا وحيَ التّصابِي* ... دَعْكَ مِنْ إيصادِ بابِي
قد فتحتُ القلبَ حُبًّا ... داعيًا جَمْعَ الصِّحابِ
ها هُنا طِيبٌ وعِشْقٌ ... ها هُنا خَمْرُ الشّبابِ
ها هُنا أُنْسٌ حبيبٌ ... في تَعاطيهِ المُجَابِ
ها هُنا حرْفٌ تَسامَى ... بينَ أهْدابِ الكِتابِ
ها هُنا لِينٌ تهادى ... دونَ أجواءِ اضطرابِ
في حضورِ الحُسْنِ أحيا ... شاعرًا غضَّ الإهابِ
لو مِنَ العُمْرِ انقضاءٌ ... جُلُّهُ ما مِنْ عِتابِ
قد نَذَرْتُ اليومَ فيهِ ... ما تَبَقّى للعَذابِ
بِانتظارٍ ليس يأتي ... غائِبٌ عنّي صَوَابِي
أنتَ يا حكمَ الأماني ... سِرْ مُطيعًا في رِكابِي
دُمْ على آفاقِ سِحرٍ ... ليس يَنحو للغِيَابِ
يا جمالَ الوَصْفِ دَعْ لِي ... بَعضَ شافٍ بِاغترابِي
كُنْ حَبيبًا لا تُجافي ... لا تَزِدْ عبءَ اكتئابِي
فيكَ عَذْبُ الهَمْسِ يحلو ... كلّما عاشَ اقترابِي
لو سألتَ البحرَ يومًا ... عنْ هوى ذاكَ الجوابِ
في سؤالٍ ظلَّ سِرًّا ... لم يَخِبْ مَرمَى خِطابِي
أنتَ يا وحيَ التّصابِي ... لي رجاءٌ في ثَوابِ
فَاجعَلِ الأيّامَ تَجلو ... كُربَتي. أَنْعِشْ شرابِي
قبلَ أنْ تُحْنَى غُصُونِي ... ثمَّ تذوي في تُرابِ.
______________


* التّصابي: تصرف الشباب في طيشهم مع تقدم السن و
تَصَابِي الشَّيْخِ : الْمَيْلُ إِلىَ اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ كَالصِّبْيَانِ.

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس