عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2018, 09:35 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي يا له مشهدًا بديعًا!

كتاب طعام وتعزية: الثلاثاء 8 / 5 / 2018
يا له مشهدًا بديعًا!

«لأنَّ الرَّبَّ نفْسَهُ بِهُتافٍ ... سَوْفَ يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ» ( 1تسالونيكي 4: 16 )

قد أكمَلَ المسيح - له المجد - عمل الفداء على الصليب، ولكن الذي امتلكَهُ المؤمنون منه حتى الآن هو افتداء أرواحهم من الهلاك الأبدي. فإذا انطلَقت الروح من الجسد فإنها تنطلق إلى السماء. أما افتداء الأجساد من الموت والقبر ومشاق الحياة الحاضرة، فهذا يتم في مجيء الرب. ويلزم أن نبقى في أجسادنا هذه إلى أن نُكمُل خدمتنا وشهادتنا. لذلك يُقال: «نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا» ( رو 8: 23 )، ولا يكون هذا إلا عند مجيء الرب لاختطافنا بتغيير أجسادنا، وليس ما يُعيق الرب قط - الآن عن المجيء لعمل ذلك. فإنه عندما كان آتيًا لأجل الفداء بالصليب، لم يتوانَ مع ما كان أمامه من المشقة، فكم بالحري ولم تتبقَ أمامه مشقة بعد، بل كل فرحه عندما «يُغَيّـِرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ» ( في 3: 21 ). وكم تكون أفراحه بعروسه التي تتمتع بمكانة خاصة في تنفيذ مقاصده!

سيقوم الرب بين صفوف السيادات والرياسات والسلاطين الذي هم دائمًا حول العرش واقفون، ويشق طريقه مُعلنًا أنه قد جاء موعد النُصـرة للمؤمنين الذين في شخصه «حِينئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» ( 1كو 15: 54 ، 55). وفي هذه اللحظة يتم اختطاف جميع الأموات المُقامين، والأحياء المُتغيرين، وسرعان ما يمضون إلى السماء.

انظر أيها القارئ العزيز روعة هذا المشهد العظيم، إنها لحظة اللقاء مع الحبيب الذي مات مِن أجل أحبائه. هذه اللحظة التي دام الانتظار والترقب لها طوال فترة الغربة. وعلى إثر ذلك نكون في حالة الكمال، فلا نُخطئ المرمى في تقدير، ولا تَخوننا الذاكرة في تعبير، لأننا سنصير جميعًا مثل الرب من الصغير إلى الكبير.

وعندما يصل بنا الرب إلى عتبات المجد، فبديهي أن الملائكة أجمعين سيكونون في استقبالنا هناك. لا بد أن يتم هذا، موضوع خطط المشورات الأزلية، حتى يصير ذلك حقيقة واقعة إلى الأبد، ويتم القول: إن المسيح «آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ» ( عب 2: 10 ).

يَا لَهُ مَشْهَدًا بَدِيعًا بِهِ سَتَفْرَحُ النُّفُوسْ
يَسُوعُ آتٍ بِهُتاف لِيَأْخُذَ لَهُ الْعَرُوسْ

أنور جورجي
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس