حوارُ المسلمين
حوارُ المسلمينَ السفسطائي
يلا جدوى و معدومُ الرّجاءِ
دليلُ العجزِ و الإفلاسُ فيهِ
و ليسَ الفَهمُ أو روحُ الذكاءِ
تراهمْ في حماسٍ و اندفاعٍ
و هم في نشوةِ النصرِ المُرائي
و عندَ الخوضِ في هذا الصراعِ
ترى منحى التفافٍ و التواءِ
فما مِنْ حجّةٍ تبدو لديهم
و ما مِنْ منطقِ العقلِ المُضاءِ
يشاؤونَ انتقاءَ اللفظِ حلواً
لكي يُغري و لكنْ في غباءِ
لقد حاورتُ آلافاً فكانوا
على ذاتِ اتفاقٍ و ابتغاءِ
يسوقونَ الذي يُرضي هواهُمْ
و هم في محنةٍ بل في بلاءِ
يرونَ الواقعَ المُزري بعينٍ
و ما في واقعٍ مِنْ كُلِّ داءِ
و إنْ حاولتَ توضيحاً لهذا
و كشفَ السرِّ، مالوا للعداءِ
بعينٍ نصفُها أعمىً و نصفٌ
مَريضٌ مُقبِلٌ نحوَ العماءِ
يرونَ الأمرَ و التفسيرَ دوماً
على أهوائهم بالافتراءِ
و لا يبقونَ في منحى حوارٍ
بملقى فكرةٍ حتّى انتهاءِ
بقفزٍ ماهرٍ يسعونَ أخرى
لتشتيتِ انتباهٍ و انحناءِ
و إنْ داهمتَهم بالحقِّ فعلاً
و بُرهاناً لتبديدِ الهُراءِ
فإنّ الشّتمَ و التكفيرَ منهم
سلاحُ الردِّ في أقسى هجاءِ
فلا يعنيهمُ نصٌّ و فكرٌ
و لكنْ شَخصناتٌ في اللقاءِ
دفاعٌ مستميتٌ عن نصوصٍ
هِيَ الأسبابُ في هذا الوباءِ
و عمّا مِنْ شذوذٍ في سلوكٍ
و أخلاقٍ تردّتْ للوراءِ
حوارٌ فاشلٌ مِنْ كُلِّ بُدٍّ
و همْ طُلاّبُهُ دونَ ارتواءِ
جميلٌ أن يكونَ العقلُ دوماً
سلاحَ المرءِ في أبهى عطاءِ
و لكنَّ الذي يبدو جليّاً
لدى إخوانِنا عكسُ المُشاءِ
عليهم مُشفِقٌ واللهِ لستُ
على كُرهٍ و لكنْ باستياءِ
فهمْ أحبابُ جهلٍ ليس إلاّ
لهذا الوضعِ آتٍ بالرّثاءِ
على ما في هواهم من ضياعٍ
و ما بالفكرِ منْ ذاك الغباءِ
قفلتُمْ عقلَكم خوفاً لئلا
يجولَ العقلُ في قلبِ الفضاءِ
يعيشُ الفكرَ و التفكيرَ حُرّاً
فهلْ ردٌّ لديكم للقضاءِ
بألاّ تسألوا عمّا يكونُ
لكي لا تفهموا سرَّ الفداءِ؟