استراحة فُكاهيّة بلهجة آزخيّة
فؤاد زاديكى
لهجتنا الأزخينيّة (الآزخيّة) هي لهجة عربيّة خاصة لها ميزات كثيرة تميّزها عن غيرها من اللهجات العربية الأخرى و أقرب اللهجات غليها هي لهجة أبناء عمومتنا المحلميّين فهناك فروق قد لا يلاحظها سوى العارف باللهجتين, و السبب في ذلك أنّهما من أرومة واحدة و من أصل واحد. فالمحلّميون كانوا مسيحيين و دخلوا الإسلام في ظروف معيّنة لها قصّة معروفة "المْحَلَّمِيّة أو بيت مْحَلَّم لفظة قديمة أطلقها السريان على الجهة الجنوبية من طور عبدين والتي تمتد من حدود منطقة حصن كيفا إلى حدود مدينة ماردين في الأقاليم السورية الشمالية بالقرب من الحدود التركية السورية. كانت هذه المنطقة مسكونة بقبائل بني شيبان قبل وصول القبائل التركية إليها من الأناضول وكانت من المواضع التي امتد إليها نفوذ الآراميين ومن جملة المحميات التي أقاموها إبان ظهور دولتهم (بيث عدين). وكانت مسرحاً لكثير من حركات الخوارج التي كانت تتم ضد الخلافتين الأموية والعباسية. واليوم تقطنها غالبية عربية من قبائل المحلّمية والمخاشنية والراشدية ومسيحيين عرب إلى جانب القوميات الأخرى كالسريان والأكراد."
"بنو محلم قبيلة عربية عدنانية كبيرة تنسب إلى محلم بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهي بطن هام من بطون بني شيبان الذين كان لهم جبل الطور أحد كور ديار ربيعة، وفيهم البيت والعدد، وولد ذهل بن شيبان هم: محلم ومرة وأبو ربيعة والحارث. وكانت لهم كثرة في صدر الإسلام شرقي دجلة في جهات الموصل. وأكثر أئمة الخوارج في ربيعة منهم، وسيدهم في الجاهلية مرة بن ذهل بن شيبان. وعن معنى الاسم يقال بأنه مشتق من قولهم: تحلَّمتْ يرابيعُ أرضِ بني فلانٍ، إذا سَمِنت، ومحلم هو أيضاً اسم لعين ماء في البحرين، كانت العرب تسمي أبناءها نسبة إليها"
و اليوم سنورد لكم بعض الجمل بلهجة آزخ و هي تتناول بعض أعضاء جسم الإنسان بالوصف أي بإطلاق أوصاف معيّنة تدلّ على الحالة المُراد بها الوصف فنقول:
(إست الرخيّه) (بوص الرخيّه) كناية عن الكسل
(راص الگُمگُموك) كناية عن كبر حجم الرأس بشكل يزيد عن الحد العادي المعروف
(عين القويّه) كناية عن عدم الشعور بالخوف
(وچّ القويّه) كناية عن عدم الشعور بالخجل لأي أمر كان
(إيد المَمسوكِه) كناية عن أن صاحبها شخص مقتصد و ينتبه لقرشه و ربما للبخيل أيضًا
(إيد الفِلتانِه) كناية عن أن الشخص لا يهتّم بمصروفه فهو يصرف على هواه و بلا تحفّظ أي أنه شخص مبذّر
(ظَهرو كو قوي) كناية عن وجود من يدعمه و يقويّه و يسانده
(ظهرو كو حارّ فيو) أي يعتمد عليه كل الاعتماد في الخطوة التي سيقوم بها هذا الشخص
(سِمّو مِيبَطِّل) كناية عن الشخص الكثير الكلام بلا طائل بفائدة و بدون فائدة (گِرَّار)
(إيدك لِك) أنت حرّ بما ستفعله لا مانع لدي
(قَطَعْ ساقو مِن عِندِن) أي قاطعهم و لم يعد يقوم بزيارتهم أو دخول بيتهم
(جوفي وِجعتْ مِنّو) أي أنني حسدتُه على ما هو عليه أو ما له
(سِمّو ما وِقِعْ فِبَعظ) أي لم يكفّ عن الكلام و الثرثرة
(سِمّو ما بِطِلْ) أي أنه لم ينقطع عن تناول الطعام فهو يأكل بشراهة و بلا توقّف
(سِمّي قبل إمّي) كناية عن تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة و منها مصلحة الآخرين أي أنه شخص أناني
(راصي ميجع منّو) أي لا يهمّني أمر ما يفعله
(راصنا كو ارتاح هالمدّة) أي أننا بدأنا نشعر ببعض الراحة و الهدوء بعد غياب الهموم و المشاكل و زيارات الضيوف
(سِمّو وِقِعْ فالدّم) أي أنه تحوّل لشخص عدائي يرغب بالانتقام و الثأر
(هِشّ ما بَقْ فِراصنا) لم نعد نميّز الأمور من بعضها كمن يقع في حيص بيص (ما بَقْ نفَرْزِنْ)
(عَينَيو كيرقسون فأرظ راصو) أي أنه شخص خطير و لا يؤتمن عليه يبحث عن الشر و يريد إلحاق الأذى بالآخرين