عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-05-2014, 03:55 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,743
افتراضي خطورة الأسلام على العقل البشري حاتم محمد

حاتم محمد






خطورة الأسلام على العقل البشري
  • سادتي القراء , اقرأوا , ثم تفهموا ما أقول قبل أن تحكموا
    الدين في واقعة العملي يمثل المحاسب الذاتي ومنشء العقلي لمركبات التفكير الإنساني , أي هو المركب المثالي والأخلاقي والضمير , وهو ما أطلق عليه سيجموند فرويد الأنا العليا , في نظرية التحليل النفسي , فالمركب الروحي كأداة مثالية وهمية , من الخطورة بحيث أنه ينشئ قيم وأفكار تعود للمخلوقات ما ورائية , كفكرة ( الله , الشيطان , البعث , الملائكة , الجنة , النار , ... الخ ) بغض النظر عن البعد الإيماني للفرد .
    وهذا يعود للسبب أساسي وبسيط جداً , فالسلوك البشري ورد الفعل العام للفرد يقوم على هذا المبدأ الماورائي أيضاً ( ما سيقوله الناس ؟؟ , المستقبل ؟ الموت ؟ ) , من ناحية عامة , يختصر الدين الإسلامي هذه القضية حول فكرة الحلال والحرام , بمعنى أن السلوك العام ( أمام المجتمع , أو أمام الذات ( النفس ) يرتبط بهذا البعد الروحي في المركب الروحي , أحياناً كثيرة يقال له ( تعذيب الضمير !! ) فهذا العذاب المعنوي , عبارة عن تعارض بين القيم الروحية العليا ( الدينية , الأخلاقية ) مع السلوك العام , مثل مقولة المصطفى ( ص ) : - ( إذا لم تستحي فأفعل ما شئت ) , وهذا المركب الروحي يضع كم هائل من القيم العقلية الغيبية , بخلاف فكرة الأيمان , مثل الحسد , العين , الضربة الشيطان !! ... الخ , فكل هذه الإيمانيات من الناحية العامة تترسب في هذا المركب الروحي , وتأثر على طريقة التفكير ورد الفعل العقلي مباشرةً .
    وعملياً , اسمحوا لي أن أقول مباشرةً ( لا يوجد أخطر من الدين الإسلامي على العقل البشري ) , وهذه هي الحقيقة المرة , فالصائم – مثلاً – خير دليل يمكن أن يُقدم لهذا النوع من التأثير العقلي , ومثال آخر المجاهد الذي يذهب للقتال من أجل الموت في سبيل الله , هو أيضاً مثال آخر حي يُبين قوة العقيدة الإسلامية على طريقة التفكير .
    من ناحية عامة عندما نجري مقارنة بين الأديان السماوية الثلاث , نجد أن الدين الإسلامي ثابت الإيمانيات على نحو جلي وواضح , فالأيمان الإسلامي يقوم على الإيمان والتصديق ( بالله , الملائكة , الرسل , الكتب السماوية الأربعة , اليوم الآخر , والقضاء والقدر ) , وهذه الإيمانيات تتوحد في خلاصة أخيرة تعرف بالعقيدة , التي يمكن أن نعتبرها المحرك الأساسي والقوي للتأثير الدين الإسلامي على العقل البشري , بحيث أنه لا يترك فرصة للآخرين بالتأثير على فلسفة وإيمانيات هذا الدين , وذلك بسبب النقاط التالية :
    1- أن الإسلام خاتم الرسالات السماوية ( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام ديناً )

    2- أن محمد ( ص ) خاتم الأنبياء والرسل
    3- أن الإسلام طمس وعدل شرائع الأديان السماوية السابقة
    4- أن الله لا يقبل غير الإسلام ديناً
    5- أن الإسلام أمر بثلاث أوليات عقيلة بحتة ( إما الإسلام , أو الجزية , أو القتل ) لا خيار آخر غير ذلك
    6- أن الإسلام أمر باستعمال السيف للإقصاء الآخر , وإدخاله في الدين عنوةً
    7- أن الإسلام دين يقوم على مبدأ يحتمل التأويل والاجتهاد والتنظير المجحف والمقيد في آن واحد
    8- أن الإسلام يجيب على الأسئلة الغيب بنوع من الوضوح ( كفكرة يوم البعث , وتفسير ماهية الإله , ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
    9- أن الإسلام تحدث في أدق التفاصيل المتعلقة بحياة البشر اليومية , وهو ما لا يتوفر في الأديان الأخرى باستثناء الشريعة اليهودية
    10- أن الإسلام دين لا تدخله الفلسفات أو الأفكار المخالفة إلا إذا تغلفت بالدين نفسه , مثل الفلسفات الصوفية وعبادة الأشخاص , والخلق القرآن ... الخ , ولهذا السبب فشل الفكر الماركسي الإلحادي في التغلغل للشارع الإسلامي العام ( مقارنة بمجموع الملحدين بالمجتمع الإسلامي ) , حتى داخل الأحزاب الشيوعية , نجد من يؤمن بالمبدأ الاشتراكي , ومنضم تحت سقف الحزب الشيوعي , لكن عدد كبير من هؤلاء الشيوعيين يصلي ويصوم ويمارس الشعائر الإسلامية , ويؤمن بمبدأ الاشتراكية كأساس بنيوي للفكرة الدولة .
    من هذه النقاط العامة يمكننا أن نشرح كيف يسيطر الدين الإسلامي على العقل البشري , فالمسلم مرتبط بأداة صلوات يومية خمس مرات في اليوم , وهذا الافتراض السلوكي يجعل المسلم في حالة ارتباط يومي بالسماء , وذلك من خلال ثلاث فلسفات :
    1- النوع الأول , توطيد العلاقة بين العبد والرب , وإبداء فروض الولاء والطاعة , والمحبة الفائقة للمعبود , وهذا ما يفعله المسلمين أقوياء العقيدةً , أي صفوة المسلمين المؤمنين
    2- النوع الآخر , أن الصلاة تمحي صغائر الذنوب ما بين الفريضتين , وهذه فلسفة أنصاف المؤمنين
    3- النوع الأخير , فهؤلاء يؤدون الصلاة لاعتبارات اجتماعية أو لأسباب متعلقة بالخوف اللحظي من الموت , وهم تحديداً لا يلتزمون بالصلوات الخمس إلا في مناسبات استثنائية كالخجل من الناس أو عند العودة من المقابر بعد تشيع أحد الموتى المقربين ... الخ , أما المسلمين العاصين يؤدون الصلاة أثناء شهر رمضان , في أغلب الأحيان .
    بينما نجد هنالك شهر رمضان كقيمة سنوية , تثبت الإسلام إلى الأبد كسلوك اجتماعي عام , يضبط المجتمعات , ويجعلها تدور في فلك الفلسفة الإسلامية , بل هو الأساس الأقوى في الدين الإسلامي , الذي يجعل من المسلم وغير المسلم في حالة شد عصبي ولمدة شهر كامل , إي ثلاثين يوماً يكون عقل الفرد واقع تحت تأثير أيماني ضخم جداً , فشهر رمضان ينشط الدين الإسلامي سلوكياً واجتماعياً في كل المجتمعات التي يعيش فيها المسلمون , بحسابات أخرى , هذا الشهر يضع بعض الأسئلة المحورية في ذهن غير المسلمون ( كيف يفعلون ذلك ؟ ولماذا ؟ ) , بغض النظر عن فكرة غير المسلم , إن كان يعتبر هذا نوع من الغباء أو الجنون , في الحالتين يتأثر عقلياً بفكرة هذا الدين بل سيحاول أن يفهم لماذا هو كذلك ؟ عاجلاً أم آجلاً ,.
    أما بالنسبة للمسلم نجد أن شهر رمضان يوفر للمسلم عدة فلسفات عقلية قوية , وسلوكيات اجتماعية فعّالة أهمها :
    1- أن رمضان تُغفر فيه ذنوب المسلم لمدة عام كامل فيما عدا الكبائر , فيه يُعتق البشر من النار , وفيه ليلة القدر التي تعادل عبادة ألف شهر بالنسبة للمسلم , وفيه تُستجاب الدعوة , ... الخ من خيرات رمضان بالنسبة للدين الإسلامي وفلسفته .
    2- فكرة أن رمضان عملياً يُنشط العقيدة الإسلامية بالنسبة لأغلب المسلمين , العاصي منهم والضليع في الإيمان , إن كان ذلك كخوف من الجوع والعطش , أو لقوة الإيمان , أو لأسباب تتعلق بالعلاقة المادية بالرب مثل البحث عن المغفرة , وضمان مقعد في الجنة بطريقة أو بأخرى
    3- بينما اجتماعياً , رمضان يمثل حلقة وصل اجتماعية في عدد كبير من المجتمعات الإسلامية , فلكل مجتمع عادات وتقاليد نبعت خصيصاً لهذا الشهر , ومن ناحية أخرى شهر رمضان تجارياً محرك اقتصادي قوي جداً للأسواق المحلية أو العالمية بالنسبة للحركة التجارة الدولية في العالم الإسلامي الحديث .
    أما الفلسفة الأخيرة التي تجعل من الدين الإسلامي دين مُؤثر على العقل البشري بهذه النحو القوى والفعّال , فكرة الحلال والحرام , ثم فكرة السيئة والحسنة , وعموم الدين الإسلامي الاجتماعي .
    فالدين الإسلامي من هذه الناحية حدد ماهية السيئة والحسنة وفصلها تماماً , بل حدد العقاب الدنيوي والآخروي لها , بينما نجد أنه حدد كل أنواع العلاقات الاجتماعية , ووضع لها الشروط والواجبات , وحدد الحكم فيها دنيوياً ( كأحكام , الميراث , الطلاق والزواج , والعقود والبيع والشراء , ... الخ ) بل حدد – أيضاً - العقاب المعنوي أو الآخروي لسلوكيات مرفوضة في حالات اجتماعية أخرى - لا توجب تدخل المباشر للقانون - بل توجب تدخل الضمير , كعلاقة الجار بجاره , الزوج بزوجه , علاقة المسلم بالمسلم بالذمي بالكتابي حتى بالعدة أيضاً ... الخ , من تفاصيل الدين الإسلامي المعلومة لدى المسلم البسيط والعالم أيضاً .
    خطورة الإسلام على العقل البشري :-
    للأسف الشديد أن الإسلام – العملي - بصورة الراهنة يعمل علي ترسيب القيم السالبة في كل المجتمعات التي أنتشر بها , فالإسلام دين يومي , يجعل الفرد يدور في حلقة سلوكية ثابتة , تبدأ بالعبادات اليومية الممارسة , كالصلوات والآذان التي تذكر الفرد في ويومه - خمس مرات - بالعقاب والحساب فيما بعد الموت , وهذا يعني عملياً فكرة الحلال والحرام , وما هو مسموح به ؟ وما هو مرفوض ؟
    وهذه الفكرة تجعل المسلم – خاصةً المتشدد – يبحث عن رضا الرب في كل لحظة وحين , وتجعله يتذكر الموت دائماً وأبداً , أي انه يتذكر النار والجنة وعذاب القبر , مما يجعل العقل يضع ردود أفعاله بناءاً على فكرة الخوف من العذاب , فالدين الإسلامي ( لا يأمن العبد فه دخول الجنة أبداً ) , ولو كان مؤمناً سلوكاً وعقيداً , وهذا الأمر يجعل المؤمن خائف لأبعد الحدود من الموت والغد , أي أنه يمكن أن يقوم بأي فعل يضمن له الجنة , وللأسف الشديد لا يوجد في الدين الإسلامي أضمن للجنة من الموت في سبيل الله ( ثابتاً , محتسباً , مؤمناً , مقبلاً غير مدبر , صادقاً ) , بينما الحالات الأخرى تقع داخل دائرة قبول الرب للعمل , وهو ما لا يستطيع أحد الإفتاء فيه أبداً .
    وهناك نقطة أخرى مهمة جداً , أن الدين الإسلامي به قاعدة الاجتهاد والإفتاء , وهذه القاعدة تقوم على أكبر خطأ فلسفي تنظيري هو ( استفتي قلبك ) وهذا يعني – واقعياً – الحالة النفسية والعقلية التي تحدد راحة الضمير والنفس للرجل المستفتي أو الفتاة في أغلب الأحيان , مما يجعل كل طائفة إسلامية لها مرجعيتها – النفسية الخاصة – التي تفسر بها النصوص الإسلامية , والصراع الدائم بين طائفة الصوفية وطائفة أنصار السنة المحمدية , والصراع الدائم بين الشيعة والسنة , ... الخ من هذه الصراعات يشرح هذه المنظومة ويفسرها على نحو عملي واضح في المجتمعات الإسلامية .
    أما على مستوى العقل الجماعي بالنسبة للمجتمعات الإسلامية , نجد أن الدين الإسلامي متأثر بالثقافة القرشية لأبعد الحدود , بل متأصلة فيه تماماً , وهذه الثقافة حددت الكثير من السلوكيات الاجتماعية العامة في كل المجتمعات الإسلامية , بل خلقت معضلات اجتماعية من السهل الفكاك منها , ومع الأيام ذادت هذه الثقافة وانتشرت وتشعبت , إلى يومنا هذا أصبحت المجتمعات الإسلامية الأكثر فساداً ######فاً في العالم الحديث , وهذا ما سنوضح جانب من السلوكيات السلبية التي يكتسبها المسلم من العقيدة الإسلامية وفلسفتها , وما تولد من هذه السلوكيات معززاً ثقافة قريش بالمجتمعات الإسلامية :-
    1- أفضلية المسلم في أي زمان ومكان , وهذه الخصلة بالتحديد , يمكننا أن نقول أنها أقوى فلسفة تزيد من معدلات السلوك العنصري اتجاه الأديان الأخرى , مثل وضع المسيحيون في مصر , وحالة المسيحيون في السودان , ورد الفعل الذي حدث بالنسبة للمسلمي البوسنة والهرسك , ولعل أقوى شاهد تاريخي في الدين الإسلامي , ما يعرف بالشروط العمرية التي وضعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسيحيين في القدس الشريف فيما مضى من الفتوحات الإسلامية , بحسابات زماننا هذا نعتبرها سلوك عنصري بحت , لكن في زمانها ذاك كانت هي أفضلية المسلم على غيره , وها ذا يجني المسلمون الآن ثمارها , بعد تبدل ميزان القوة في العالم الحديث .
    2- أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان , وهو ما يجعل الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان , بالرغم من نقصها وعدم مواكبتها لبعض الجرائم ووضع عقاب واضح لها ( كالرشوة , اختلاس المال العام - الذي يُعد كالسرقة !!؟؟ – الكذب والاحتيال , النفاق , استغلال السلطة , الرق وبيع الناس , ... الخ ) بينما من الناحية الأخرى نجد هذا المبدأ يجعل الدين الإسلامي كالحرباء , يتلون ويتبدل حسب مقتضيات الزمن وحاجة الحكام , وما كان حلال فهو حرام أو مكروه الآن ( كالتدخين مثلاً ) , ومكان محرماً أو مكروهاً أصبح حلال الآن ( كنقل الدم مثلاً ) .
    ومن الأحكام التي لا بد أن يفتى فيها كحد السرقة مثلاً , فالنصاب يتراوح ما بين ربع دينار إلى عشرة دينارات , بينما حدده ابن جوزيه بقوت الرجل وأهله ليوم , فقد أصبح هذا النصاب بهذه القيم والكيفية لا يواكب هذا الزمن الذي تغير فيه كل شيء وأصبح غالياً , فليس من المعقول أن يسرق الرجل قوت يومه ليعود ليسرق في اليوم التالي قوت يومه , وهكذا دواليك , في زمان يعلم فيه أئمة هذا الدين ما يعانيه الناس من ظلم وعدم توازن وغياب تام لما يعرف بديوان الزكاة وبيت مال المسلمين وعموم الدولة , بل عدم دفع المرتبات أو وجود وظائف , كما يحدث فيما ما يعرف بالسعودية أسوأ مثال يترجم الدين الإسلامي في تاريخ الأمة الإسلامية على وجه العموم .
    3- أما ما فعلته الثقافة القُرشية , فهو كثير ومتشعب جداً , وفقد خلفت مصائب على العقل الإسلامي , جعلته يدور في فلك بائس فقير , كرحى الساقية القديمة , ونلاحظ أثار ثقافة قريش واضحة ومنتشرة في المجتمعات الإسلامية إلى يومنا هذا , ولعل أقبح هذه القيم التي تفحلت وتغلغلت في المجتمع الإسلامي – بعيداً عن أي سرد تاريخي لها – تجدها في التالي :-
    أ‌- قيمة الفخر والتعالي على الآخر
    ب‌- القبلية والتعالي بالنسب
    ت‌- اضطهاد الضعفاء والفقراء في العالم
    ث‌- التفريق بين الناس بسبب العرق واللون ( والشعب السوداني أكثر من عانى من هذه الخصلة بالتحديد , ومازال يصر على علق أحذية هؤلاء العرب !!! )
    4 - أما ما تترتب على هذه الخصال اجتماعياً داخل المجتمعات المسلمة نجده في توفر هذه الخصال القبيحة التالية
    ا - انتشار الكذب والنفاق الاجتماعي في المجتمعات العربية المسلمة تحديداً
    ب- ارتفاع معدلات الفساد الإداري والسرقة فكل هذه المجتمعات
    ت – انتشار ظاهرة العبودية الحديثة ( كالعمالة المستعبدة بالكفالة أو الضمان , وشروطهما ) , أو الرق المباشر مثل موريتانيا وبعض أجزاء الصحراء الكبرى
    ج – استعمال لفظة ( عبد , كافر , مسيحي , ... الخ )
    د- طمس السلوك الديمقراطي وعدم احترام الرأي والرأي الآخر , فالعرب تحديداً والمسلمون عامةً , فقدوا أهم خصلتين في هذه الدنيا ( الاحترام فيما بينهم , والثقة في النفس )
    هـ - التعالي على المرأة وطمس حقوقها , واعتبارها مخلوق ( غبي , حقير , لا يفهم أو يفكر أبداً ) , وهذا السلوك مازال متوفر وممارس في هذه المجتمعات ( علناً , مستتراً ) بل إن بعض الدول تُحرم أبسط الحقوق للمرأة مثل ( قيادة السيارة , التعليم , الانتخاب وتصويت , تولي القضاء ومناصب عليا ) وأيضاً ذلك بناءاً على نصوص إسلامية مشكوك في تفسيرها على الوجه الصحيح
    5 – أما التأثير الحيوي الأخير على العقل الإسلامي , هو ما يعرف بالحنين إلى الماضي , أي الحنين إلى أبان الدولة الإسلامية الأولى , فالمسلمون مازالوا يبحثون عن ذلك المجد القديم الذي مضى إلى سلة المهملات الآن , بمثال بسيط ( فالعربي - راعي الإبل - الذي ولد في يوم بعثة النبي محمد ( ص ) عندما بلغ عمره 50 عاماً , وجد نفسه عندما يدخل الأندلس يعتبر من الأقوياء فيها ) , وهذا ما حدث بالضبط , فالعرب كانوا – ومازالوا - أحقر أمة مرت على التاريخ القديم , فهكذا وجدوا أنفسهم – بين عشية وضحاها – يتسيدون العالم , وأصبح الانتماء إليهم شرف ما بعده شرف , إلى أن جاءت الدولة العباسية التي نهضت بهم وغيرت مجرى التاريخي العربي , باعتمادها على الأجانب والموالي في حضارتها تلك .
    السلوك العقلي للمسلم :-
    من كل ما سبق , نستطيع أن نضع الخطوط العامة لتأثير الدين الإسلامي على العقل البشري , فالمسلم دائماً وأبداً يتأثر عقله وقراراته بالمركب الديني في طريقة التفكير , إن كان هذا المركب ينبع من الدين الإسلامي الممارس - العملي والعقائدي – أو من الدين الاجتماعي المتأثر بالثقافة العربية المتحجرة تلك , فهذه العوامل عندما تجتمع في عقل بشري واحد , يكون من الصعب الفكاك ومنها والتحرر من قيودها إلا بعد جهد جهيد , فالمعقل المسلم يعاني من أزمات حالية وعملية , تظهر على هيئة مشاكل اجتماعية تظهر أثارها في تفكير العقل وسلوكياته منها :
    1 – غلاء المعيشة وضيق فرص العمل = الفساد الإداري والرشوة , والسرقات , الهجرة
    2 - التجارة بالزواج وغلاء المهور وارتفاع سن الزواج = تفشي الزنا والعلاقات المشبوه , وانتشار فكرة التحرر المفرط
    3- الأفضلية العرقية والمالية = الكذب والتصنع , انتشار معدلات النفاق الاجتماعي
    4- الخوف من الموت , تأنيب الضمير = التشدد والأفكار الدينية المتطرفة
    5- التفسير الخاطئ للنصوص الإسلامية وفهمها المنقوص = صراعات نفسية واجتماعية بين الطوائف والأفراد
    فكل هذه العوامل تأثر على العقل الإسلامي , وتجعله يدور في حلقة مفرغة جداً , فالعقل الإسلامي يرفض الابتكار والتخليق , بل أن هنالك علوم تخلفت بسبب النصوص الإسلامية , أهمها الطب , فبدعوى أن احترام الميت دفنه , حُرم التشريح في مرحلة من مراحل التاريخ , مما جعل الطب يتأخر كثيراً عما كان من ذي قبل , بل أن التبرع وتجريب الجرعات الطبية على البشر لا يقوم به المسلمون من قبل , وهذا أدى إلى أن تنجح هذه المهنة وتتطور كثيراً في الغرب المتحرر من هذه القيود , بل جعل يتفردون بها تماماً , فالمسلمون حصروا عقولهم في أطر ضيقة جداً بسبب أراء الأئمة والعلماء محدودي التفكير والعقل , بل طمسوا كل ما عقلي وخلاق تماماً خلف تفسير النص بناءاً على مقتضيات هذا المركب الروحي كدافع تأثيري على العقل البشري وطريقة التفكير .
    ومن الأمثلة الأخرى , تخلف المسلمون فيما يعرف بعلم التاريخ , وللأسف الشديد إلى يومنا هذا مازال العقل الإسلامي - البعض ليس الكل - يؤمن بتلك القصص الملفقة والوهمية التي ترد في كتب السيرة والتاريخ القديم , على أيدي أمثال المسعودي والطبري , وغيرهم من رواة التاريخ بأسلوب يخلو من العلمية تماماً , وأقرب الأمثلة على ذلك ما يعرف بذي القرنين , فالرجل المقصود في كتب السيرة الإسلامية هو الأسكندر المقدوني مثلاً , وهذا الرجل بالتحديد أبعد ما يكون عن أي علاقات أيمانية أو سماوية رحيمة , فهو كان عسكري دموي لا يقل عن هتلر ونابليون أو عسكري آخر في شيء , سوى أنه مات في قمة انتصاراته فخلده التاريخ تلقائياً .
    أما من ناحية السلوك اليومي بالنسبة للعقل المسلم وردود أفعاله التي انحصرت في فكرة الحلال والحرام , والقراءة القرآن , وطلب العلم الشرعي – العلم الديني - وإقامة حدود الله , أو الجهاد في سبيل الله , أداء الصلوات في ميعادها بالمسجد , ثم التسبيح , من صيام وقيام ليل تطوعاً , ... الخ
    ومن الناحية النفسية , الصرامة والحسم , الضحك يميت القلب , المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف , ومن رأي منكم منكراً فليغيره بيده أو لسانه أو قلبه , والرجال قوامون على النساء , احترام الصغير والكبير , كل راع وكلكم مسئول عن رعيته , ... الخ
    من كل هذا نستطيع القول أن الإسلام بهذه الكيفية يشكل حقيقةً , آلة هدامة للتدمير المجتمعات , في ظل عالم ينفتح على الآخر في كل يوم , وما أقوله ليس يعني أن الإسلام دين غير عملي أو متخلف , لا بل بالعكس الإسلام كدين توجد به من الصفات الرحيمة والرخص الدينية التي تجعل منه أفضل الأنظمة وأكملها لقيادة المجتمعات على الوجه الصحيح , وقبل كل شيء مثل ( المؤمن لا يكذب ) , ( والمؤمن رحيم بإهله وأهل بيته ) , ( والناس سواسية كأسناس المشط ) , ... الخ , من تلك القواعد والمقولات النظرية والفلسفية العميقة التي جاء بها الإسلام , ولم تطبق من قريب أو بعيد بأي حال من الأحوال , لا على المستوى الديني أو الاجتماعي أو القانوني أو الدستوري أيضاً , وما يحدث في دول كثيرة من العالم اليوم سببه أولاً وأخيراً تأثير الإسلام على طريقة التفكير وانحراف العقل .
    أخيراً أكرر , الدين الإسلامي بصورته الراهنة يشكل أخطر أداة للانحراف العقل وطريقة التفكير , وفي الواقع لا يوجد أسوأ من طريقة التفكير الإسلامية , وبالطبع العربية أيضاً إن صح التعبير والتحليل .
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس