عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-05-2008, 07:13 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي

أستاذي العزيز هشام شمعون تحية أزخينية من هجرتي البعيدة عن آزخ و عن ديريك و التي هي آزخ الصغرى و عن القامشلي التي فيها نفح طيّب من نفح آزخ العطر بما فيها من شعب طيّب و من رجالات يحملون المحبة لهذه البلدة و يعملون ما وسعهم من أجل الحفاظ على وجهها الذي كان مشرقا. إني أشكر لك هذه الهمة و هذا النشاط الكبير و هذه الغيرة على مصلحة آزخ و شعبها و تراثها كما أتقدم بخالص الشكر إلى العم كوركيس نيسان بيري أمد الرب في عمره و منحه الصحة لكي يقدم لنا المزيد من روائعه و مشاهداته و معايشاته فيما يخص أحداث و حوادث آزخ التي تراكمت عليها أتربة النسيان و كلما بدأت أعمال البحث و التنقيب و الكشف عن بعضها زادت رغبتي و إلحاحي في أن أساهم بما لدي من معلومات و معرفة فيما جمعته من أشخاص عاشوا المحنة و واكبوا فترات هامة من تاريخ هذه البلدة الحبيبة و قد كتبت الكثير عن آزخ لكنه لا يزال مخطوطا فضيق الوقت لدي سيف قاتل لا يترك لي مجال نشر أو توزيع. أتمنى أن يتواصل الغيورون على مصلحة آزخ معنا هنا من خلال هذا المنتدى الأزخيني لكي نكتب و نشرح و نوضح و نكشف بعض الحقائق و بعض الأمور التي ربما لا يعرفها الجميع عن آزخ.
اقتباس:
وأعطوا الكتاب إلى شخص ليأخذه إلى العراق ولما ذهب هذا الشخص حامل الكتاب إلى الحدود إلى قرية خانيك وجد شخص كردي يعرفه فسأله إلى أين متوجه قال إلى الموصل ..قال له :تعمل معروف توصل هذا إلى فلان ..قال على الرأس والعين ...فأعطاه الكتاب :ولما أخذه فتح الكتاب ولما وجد فيه تواقيع كثيرة وختم المطران اخذ الكتاب إلى شخص قرأه وقال له انه هام جدا ...اخذ الكتاب وسلمه إلى الدولة ولانه كان هذا الكردي مطلوب من الدولة فقال في نفسه :هذا سيجلب لي العفو لأنه كان فرار ...فأخذ الكتاب إلى عند القائم قام بالجزيرة "جزيرة ابن عمر " وسلمه إلى المسؤلين فرحبوا به وأعفوا عنه ...
هذه الحادثة صحيحة و دقيقة ليس عليها أي غبار لكن ربما نسي عمنا المحب كوركيس بعض الأسماء و المواقف و الأمكنة فكان من المفيد أن أقوم ببعض التوضيح و الإفادة التي ربما تغني الموضوع و تضيف إليه ما يهم و ردّا بل توضيحا لما اقتبسته من النصّ المنشور أحب أن أضيف قائلا:
أثناء القفلة (القافلة) في عام 1926 و عندما أخذ رجال آزخ إلى مديات و ديار بكر و غيرها لإعدامهم بعدما استسلمت آزخ للقوات الحكومية و قامت بتسليم أسلحتها. ردّاً على الاعتداءات المتكررة التي تعرّضت لها آزخ من قبل القوات الحكومية و العشائر الكردية المهاجمة من تركيا و العراق و سورية أرسل هلازخ إلى الإنكليز في تركيا يطلبون منهم النجدة لوقف هذه الاعتداءات و التعديات التي لم تنقطع و كان الهدف من كل هذه التعديات هو القضاء على المسيحيين في تركيا و منها آزخ موضوع حديثنا. أرسل الإنكليز خبراً إلى تركيا يهددونها بأن أي تعدّ على المسيحيين فيها سيغضب انكلترة بالتأكيد الاستعمار لا يهتم كثيراً بأمور الدين و أرادت انكلترة من هذا التصرف أن تقول لتركيا إننا هنا.
أرسل مصطفى كمال باشا قوات تركية كثيرة إلى آزخ توقّفت في طريقها في قرية (مِدّهي) عند الزعيم السرياني الطوراني المعروف (موسى أدّى) و الذي كان صديقاً حميماً لآزخ فرأى أنه من مصلحة آزخ أن تستسلم للقوات الحكوميّة و ذلك حقنا للدماء البريئة و لتجنّب تخريب البلدة و تدميرها من قبل القوات التركية الغاشمة و المدججة بالأسلحة الفتاكة و المتطورة. لم يكن أمام أهل آزخ أي خيار آخر سوى الاستسلام للقوات الحكومية عملا بنصيحة صديقهم الزعيم (موسى أدّى) الذي انتقل بعد ذلك إلى قرية (حبّلحوا) الواقعة مباشرة على الحدود التركية من الطرف السوري و هي قريبة من قرية (برة بيت) و كانت علاقة صداقة قوية منذ زمن طويل بين جدي المرحوم (الياس حنّوشكه) زاديكه و كان دائم الزيارة له و حين هرب أبي المرحوم كبرو زاديكه من الجيش الإنكليزي من الموصل و الحبانية بعثه جدي الياس إلى بيت (موسى أدّى) الذي أخفاه عنده إلى أن فسد عليه (أوشى به) المرحوم مراد كبرو و كان مختار برة بيت بالاشتراك مع سرجان أحمدو الذي كان في الجيش الفرنساوي.
قرّرت الحكومة التركية لقاء هذا القبول من أهل آزخ بالاستسلام أن ترسل مجموعة عسكرية من الجيش التركي قوامها (40) عسكريا تقيم لها نقطة تمركز دائمة في آزخ. و تبع ذلك خطة من قبل الحكومة بتجميع الأسلحة التي بحوزة رجال آزخ و مقاتليها. لقد تمّ تسليم أعداد كبيرة من السلاح يقال أنه وصل إلى حدود ألفي بارودة لكن أغلبه كان قديما و تالفا إذ أن أهل آزخ و رجالها العقلاء لم يركنوا إلى الجيش التركي لأنهم ذاقوا منه المرّ في محاولات سابقة للقضاء على آزخ.
جرت الرياح بما لم تشتهي السفن لدى الشعب الأزخيني ففي تلك الأيام كان (ناصر باشا) الحبيبكي راغبا في انتزاع المخترة من الزعيم الأزخيني الحكيم الشيخ الفاضل (شمعون غزو) بالقوة و يذكر لي المرحوم أبي نقلا عن أبيه الياس زاديكه أن عشيرة آل حبيب (الحبيبكية) الأزخينية تعرّضت لانقسام شديد بين صفوفها بسبب هذه الرغبة من (ناصر باشا) الملقب ب (ناصره) حيث كان معتدّاً بنفسه و أحمقا و شديد السرعة في التأثر و الغضب لأتفه الأسباب و كان أن صار المرحوم جدي من طرفه لكون بيت حمي جدي و هم (كبرو و حنا توما) إخوة زاديكه (مارتو توما) جدتي وقفوا أيضا إلى جانب ناصره و في معرض الحديث قال جدي ألياس لناصر يا ناصر مناديا إياه باسمه مما جعله يثور غاضبا و يصرخ في وجه جدي الياس قائلا: لا تشيل اسمي! و هذا التعبير أزخيني صرف و يمكن أن يترجم إلى عربية الفصحى. لا تذكر اسمي هكذا مجرّدا من الصفات و الألقاب و لعله عنى بذلك أنه يجب عليه أن يناديه ب (ناصر باشا) مما جعل جدي يشتم في ديوان هذا الأخير كل شخص يقف وراءه في هذا النزاع و صار بعد ذلك إلى جهة الشيخ شمعون غزو يدعمه. لم يكن الشيخ شمعون غزو راغبا في سلطة أو المخترة فقال له: يا بابي تعا خزا (مزبحة المخترة) هما أنا موريدا تيتكون شانك! و بعدما أعلن الشيخ شمعون غزو عن تنازله لناصر باشا في موضوع المخترة ذهب ناصر هذا إلى البويدر (البيادر) فالتقى هناك بجماعة من فريق شمعون غزو فقال لهم: أنا المختار و أنا الباشا و قد منحني شمعون غزو نفسه اللقب. قال هذا بشيء من التعالي و المنفخة و التكبر فرفضوا قبول ذلك و قاموا بالاعتداء عليه و ضربه في البيادر فهرب إلى الدار و من هناك بدأ بإطلاق النار ممّا نبّه القوة التركية المقيمة في آزخ و أدركت بأن رجال آزخ لم يقوموا بتسليم كل ما لديهم من أسلحة. لهذا السبب قدم القومندار (الكومندار) إلى دار (حنا ايليا) الكمكي و هو الملقب (بابو) لحكمته و وعيه و ثقافته و قد كان متعلما و هو الذي أدخل المذهب البروتستانتي إلى آزخ. فجاء رجال آزخ إلى دار حنا ايليا حاملين الإنجيل دليل قبول الاستسلام و للإعلان عن سريانية البلدة من جهة أخرى لأنه كان أشيع أن البلدة أرمنية أو هي تحمي فداويين أرمن فارين من وجه الحكومة.
على أثر هذه الحادثة أخبر عساكر النقطة قيادة الجزيرة بالأمر و من هناك تمّ إرسال برقية إلى أنقرة التي قررت دعم التواجد التركي في البلدة بتعزيزات كبيرة أقامت لها حواجز على مداخل البلدة فمنع الدخول و الخروج (يَسَق) كما تمّ تجميع الكثير من رجالات آزخ و زعمائها و تمّ حجزهم في دير مار يعقوب بانتظار سوقهم إلى ديار بكر أو مديات و في هذه الأثناء ارتفع صوت البطل يعقوب شمّاسة مجلجلاً و هو يردّد أبياتا من قصيدة (لافيش) التي ترجمتها (أباطيل العالم) و التي ارتجلها المفريان مار شمعون المانعمي بحضرة زعيم جزية بوتان الكردية (جزيرة ابن عمر) و هذه القصيدة طويلة لا تأتي على ذكر اسم مؤنث فيها. و كان نظمها باللغة الكردية لتضلعه بها و مقدرته الفائقة على الإلقاء و أسلوب الحوار الجريء و الواعي. كان صوت يعقوب شمّاسة يشدّ عزيمة المؤمنين في الدير ليقابلوا الموت بطيبة خاطر. و يقال أنه تم إطلاق سراحهم بعد انقضاء مدة ستة أشهر بعيدا عن آزخ جراء ضغوط انكليزية و تدخّلهم في قضيتهم.
و تسمى هذه الحادثة أيضا بحادثة المظبطة المشهورة و التي أعقيتها على الفور و يقال بأن هلازخ أرادوا أن يرسلوا رسالة شكر إلى الإنكليز في الموصل لقاء هذا الدعم الذي قدموه لهم فتمّ كتابة مظبطة (عريضة) موقعة من كل رجالات آزخ عربون شكر و اعتراف بالجميل و كان من ضمن محتوى المظبطة أنها كانت تشير إلى التعديات التي تقوم بها الحكومة التركية ضد شعب آزخ و المسيحيين عموما و يدلّ مضمونها على أنها كانت بمثابة شكوى أيضاً. قيل أن المظبطة أعطيت لرجل أزخيني يدعى (يعقوب شوشه) الملقب يعقوب ?ا?ا أبو اسكندر و هناك من يقول أنه والد زوجة يعقوب شوشة و التي هي من بيت أسفطون تربط زوجتي سميرة بقرابة بها من طرف أمها المرحومة (سارى بنت آسو) كان يعقوب شوشة من قرية (بابقا) الأزخينية و في الطريق و بدلا من أن يقوم بتسليم المظبطة إلى ملكون هندو في الموصل قام بتسليمها إلى شخص كردي يدعى (زيدو غلام عزيز) و كان زيدو هذا يعمل كلكفان أي يقوم بأعمال تقطيع المسافرين من طرفي دجلة و كان مطلوبا للعدالة فعلى ما يبدو كان قشاغجيا أيضا أي يعمل كمهرّب و هذا كان سائدا في تلك الأيام حيث لم تكن الحدود واضحة بعد و قوية الحماية بين سورية و تركية و العراق. و بدل أن يقوم زيدو هذا كما وعد بأن يوصل الرسالة (المظبطة) إلى بيشابور (فش خابور) على الحدود العراقية_ السورية أعطى يعقوب شوشة المظبطة لزيدو في قرية (?ندك حديد) فذهب هذا و سلّم المظبطة إلى نقرة تركية في ( ?ر?وز) و تمّ رفعها إلى السلطات التركية في الجزيرة و من ثم إلى القيادة العليا باعتبار أن ما فيها يشكل خطورة على الأمن الداخلي و القومي التركي و قدم على أثر ذلك اليوز باشي جندرمة قومندار (خالد بك) من الجزيرة و طلب من أهال آزخ أن يجتمعوا إليه ثم عرض عليهم أن يختاروا لهم مختاراً فاحتجّ هلازخ قائلين نحن لا نريد مختاراً لنا عندئذ لم يكن من (خالد بك) إلاّ أن يخرج لهم المظبطة التي كانوا قرروا إرسالها إلى ملكون في الموصل ليقوم بتوصيلها إلى الإنكليز الذين كانوا يحتلون الموصل و تلا كل الأسماء التي وردت في المظبطة فهرب قسم كبير من رجال آزخ و تمّ إلقاء القبض على بعضهم الآخر و تمّ أخذهم مع المطران بهنان عقراوي إلى (خربوت) و كانت قضاء عاماً أعلى من ماردين حيث كان يحكمها والي و كانت أكبر من ديار بكر أيضاً. فظلّوا هناك مدة ثم صدر أمر العفو عنهم و عادوا إلى قريتهم. و كان ممن تمّ سوقهم خال جدي الياس و هو كبرو توما الذي مات و كان من ضمنهم جدي الياس زاديكه و عمي مراد زاديكه و موسو خاتي والد شكرو موسو الذي أقام في كرزرك و توما القس شقيق المرحوم حنا القس و ابن كوركيس مراد شقيق بهنان بازو و يذكر محدّثي بأن سلاح الأتراك كان يومها بواريد المفتلّلي و بعض بواريد التكّه طاش.
نقل رجال آزخ إلى (آلة قمشى) و سألت محدّثي عن هذه القرية فقال: هي قريبة من (خرابى داركّ) خلف العلم (إيلم) و قبلي تقع جنوبي آزخ مسافة 3 ساعات عنها سيراً على الأقدام و هي للأكراد و كان الأكراد قد تركوا قراهم الصغيرة و تجمّعوا في هذه القرية و السبب بأن هؤلاء الأكراد كانوا قتلوا إثنين من عساكر الترك و سئل عنهم فلم يُعرف مصيرهم و بطريق الصدفة اكتشف عسكري تركي الجثتين مطمورتين بمشاهدته لبوط أحد العسكريين فوق سطح التراب فجاء المخفر و أخبره بالأمر فذهبت قوة و طوّقت القرية و دمّروها بمن فيها. ثم يقول لي: تمّ أخذنا إلى (خانه دفّها) و هو مكان في الجزيرة و هو لأمراء الأكراد و قد ظلّ هلازخ محبوسين فيها لمدة 16 يوماً و تتضارب الأقوال في عدد رجال آزخ الذين تمّ سوقهم فمنهم من يقول أنهم كانوا 250 رجلا و منهم من يقول 300 رجلا و منهم من يقول 360 رجلا تمّ أسرهم في قشلة الحميدية.
توفي في الأسر (جميل) عم يعقوب الريجي و هو أرمني عرف بذكائه و طلاقة لسانه و حنكته و كان يعيش في آزخ و هو من القلّة من الأرمن التي نجت من الموت. سيقوا بعد ذلك إلى مديات و ظلّوا فيها شهرين ثمّ تمّ انتقاء زعماء آزخ و سيقوا إلى (خربوت) و هي مدينة في تركية تتبع القسم الأرمني منها و كانت تتبع إيالة ديار بكر و تعرف اليوم بخرتبرت أو خربوت و يقال لها أيضا (حصن زياد) تقع على خط عرض شمالا38 إلى 39 درجة و هي بين آمد و ملطية. لم يكتمل الحديث بعد غير أني لم أشأ الإطالة لتجنّب الملل.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-05-2008 الساعة 10:47 PM
رد مع اقتباس