يونس شلبي الذي أضحكنا طويلا أبكانا اليوم
انتقل اليوم إلى الأخدار السماوية الفنان المصري الكوميدي الرائع يونس شلبي بعد معاناة طويلة مع المرض و على الرغم من أنه أفرحنا و أدخل السعادة إلى قلوبنا و نفوسنا فإننا لم نهتم به كما يجب و لم يقدر الشعب الذي أحبّه هذا الفنان و قدّم الكثير من أجل إسعاده. عانى من المرض كثيراً و لم تهتمّ به الجهات المعنية كما يجب شأنه شأن الكثير من الأدباء و الشعراء و الفنانين الذين يموتون بهدوء موتة لا تليق بهم. و كنت يوم مات الفنان عماد حمدي قرأت الكثير عن معاناته و عرفت أن الجميع انفضّ من حوله و هكذا يموت اليوم هذا الفنان الوسيم الذي تألق في الكثير من الأعمال الفنية الراقية و الهادفة بصمت و هو يأخذ معه إلى قبره أوجاع رحلته الطويلة مع المرض الذي لم يرحمه.
إنّ الحالة النفسية الصعبة التي عاشها الفنان الكوميدي الكبير قادته إلى شباك الكآبة التي كان يهرب منها من خلال تقديمه لأدوار المرح و الفرح و الابتسامة. لقد وقع أسيراً لهذه الكآبة التي نخرت في نفسه و أقعدته كسيح الجسد و الروح. و من المعروف أنه باع أثاث بيته لكي يغطي نفقات علاقته و يعيش بكرامته! إنه لأمر فظيع و محزن حقاً. بدأت حالته المرضية منذ حوالي ثماني سنوات عندما كان يقوم بعرض إحدى مسرحياته في دولة عربية و كان أن أصيب بجلطة في المخ أثناء تأديته لدوره. و أصيب بعد ذلك بجلطات متكررة بالمخ و الساقين مما أقعده الفراش و كان مصابا قبل ذلك بمرض السكري كلّفت نفقات علاجه الأسرة حوالي 57 ألف جنيه كما قال ابنه عمر و كان ابنه طلب مساعدة من الدولة مما حدا بالرئيس حسني مبارك تقديم المساعدة له لكن أحواله الصحية كانت وصلت إلى مرحلة اللاعودة لأي تحسّن. هو من مواليد 30 أيار عام 1941 و له ستة أبناء خمس بنات و ولد. رحم الله فناننا الكبير يونس شلبي الذي أضحكنا طويلا و غمرنا بالفرح من خلال مسرحيته مدرسة المشاغبين و غيرها.
بقلم: فؤاد زاديكه