الحكمُ العادل
شعر/ فؤاد زاديكى
أصدَرْتُ حُكمًا على نفسي أُحاسِبُها ... عَمّا أضاعتْ مِنَ الأشياءِ في زَلَلِ
ما أنْ أقَرّتْ سبيلًا نحوَ طاعتِها ... بعضَ المعاصي خِلافَ العقلِ في جَهَلِ
أصْدَرْتُ حُكمي لأنّ النفسَ قد تَعِبَتْ ... والفكرُ أوشكَ أن ينحو إلى الكسَلِ
يا ليتَ عمْرَنا لم يبلغْ أواخِرَهُ ... إنّ الأواخِرَ رَهنُ الخوفِ والوَجَلِ
أبقى الشبابُ لنا في مُنتهى عُمُرٍ ... بعضَ المواقفِ في وَمْضٍ مِنَ الأمَلِ
أعيا جمودٌ نشاطَ الجسمِ, كَبَّلَهُ ... وهمٌ مُقيمٌ كأنّ العزمَ في كَلَلِ
خارَتْ قوانا, نُحِسُّ الجسمَ مُنْكَفِئًا ... ألفٌ وألفٌ مِنَ الأمراضِ والعِلَلِ
فالعينُ ساهمَ ضَغطٌ في إصابَتِها ... والظَهرُ قَيَّدَ ساقَينَا بِذِي ثِقَلِ
إنّ الرّياضةَ قالوا عن فوائِدِها ... شيئًا كثيرًا ولكنْ لستُ بالبَطَلِ
أمشي قليلًا وهذا لا يُساعِدُني ... إنّ اصطباري على التّمرينِ لم يَطُلِ
أصْدَرتُ حُكْمًا على نفسي وفي نَظَرِي ... بالعدلِ ينطقُ لا بالجُورِ والخَطَلِ1
1 – الخَطَل: الكلام الفاسد الكثير المضطرب