قالوا ... فقلنا!
بقلم/ فؤاد زاديكى
قالوا: في الصّراحة تكمنُ الراحة. فقلنا: حتى ولو وصلتْ إلى حد الوقاحة ومرتبة القباحة؟
قالوا: ما الحبُّ الزائدُ عن المألوف والمعتاد سوى مضيعة للعقل وللفؤاد. فقلنا: جرّبوا ذلك مسلّحين ببعض العتاد لتدركوا الخطأ المراد والخطر من وراء الإبعاد لحبيب الفؤاد ولن يفيد في هذا العناد!
قالوا: ما الخلوةُ بالأنثى وراء الجدران سوى معصية وزوغان. فقلنا: لو سألت الأنس والجان ومردة الأكوان من مختلف الأصناف والألوان لما وافقوا على هذا الهذيان ولجئُوا لفصيح البيان بالدليل والبرهان على عدم صلاحية هذا لهذا الزمان!
قالوا: وما التحايلُ واختلافُ الأسباب الموجبة للقاء سوى وصوليّة رعناء وانتهازية حمقاء. فقلنا: في الابتعاد والجفاء مرارة الألم ومعين الداء فهل تستوجب حرمان نفسك من الدواء فتتخبط ببحور من الأهواء تصيبك بالإعياء؟
قالوا: في الخوف والسكون طريقٌ إلى مسالك الجنون. فقلنا: ربما يعقل هذا ويكون عندما يستسلم الضعيف إلى الركون ويقبل بسكون الجنون وللجنون فنون!
قالوا: في انتظار المناسبات وتحيّن الفرص للتلذذ والمعانقة بعضُ أساليب مرافقة. فقلنا: وقد تكون وسيلةً تأتي منافقة لتزيل من أمامها كلّ عائقة!
قالوا: في إغداق المال والهدايا على النساء لينُ الجانب ومسعى لنيل الرضا الواجب. فقلنا: وحقّ هذا الشارب قد يؤدّي إلى بعض المُربح من المكاسب لكنه لن يستمرّ في مدى المعطي والواهب!
قالوا: إنّ محبّة الله موجودةٌ في القلوب. فقلنا: سلوا عنها ربّنا العالم بالغيوب وساتر العيوب وكاشف الكروب ومزيل الذنوب!
قالوا: في الحبِّ الزائد مضيعةٌ للوقت. قلنا: وفيه إفادةٌ لكلّ ثبت ولكلّ نبت!
قالوا: الإكثار من المزاح باللسان واليد غير مقبول. فقلنا: ومتى زاد عن حدوده فقد يصير غير مسئول!
قالوا: الاستئناس بالمرأة نعمةٌ من نعم الوجود. فقلنا: لو لم يكن كذلك لما خلقها الربُّ الموجود منذ بدايات العهود!
قالوا: في نتيجة الحبِّ ونهايته العذاب. قلنا: بواسطة هذا العذاب تُفتحُ جميعُ الأبواب وينتعش الشباب ويزول الاكتئاب ويتهامس الأحباب ويكون الإطراب عنوان الكتاب وخاتمة الحساب!