Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 08:57 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,010
افتراضي مشاركتي الآن على برنامج حديث الساعة و موضوع اليوم هو الإخوة الأعداء. يقدّم البرنامج ا

مشاركتي الآن على برنامج حديث الساعة و موضوع اليوم هو الإخوة الأعداء. يقدّم البرنامج الاستاذة إنصاف ابو ترابي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر. مديرة البرامج د. انعام ابو سعيد

الأُخُوَّةُ الأَعْدَاءُ

بقلم: فؤاد زاديكى

تُعَدُّ الرَّابِطَةُ الأُخُوِيَّةُ مِنْ أَقْوَى الرَّوَابِطِ الإِنسَانِيَّةِ، إِذْ يَجْمَعُ الإِخْوَةُ بَيْنَهُمُ الحُبُّ وَ التَّرَابُطُ النَّفْسِيُّ وَ العَاطِفِيُّ، وَ هُم أَكْثَرُ النَّاسِ قُرْبًا مِنْ بَعْضِهِمْ وَ تَعَاوُنًا فِي الوَاقِعِ الطَّبِيعِيِّ. وَ لَكِنْ، قَدْ تَتَحَوَّلُ هَذِهِ العَلَاقَةُ أَحْيَانًا إِلَى عَدَاوَةٍ وَ صِرَاعٍ شَرِسٍ، حَتَّى يُصْبِحَ الإِخْوَةُ أَعْدَاءً يَسْعَوْنَ لِإِضْرَارِ بَعْضِهِمْ البَعْضِ بِكَافَّةِ الوَسَائِلِ.

تَنْبُثِقُ هَذِهِ العَدَاوَةُ لِأَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ، قَدْ تَكُونُ أَوَّلَهَا الغَيْرَةُ، إِذْ يَنْظُرُ أَحَدُ الإِخْوَةِ إِلَى الآخَرِ بِحَسَدٍ إِذَا كَانَ مَحْبُوبًا أَكْثَرَ مِن قِبَلِ الأَهْلِ، أَوْ إِذَا حَقَّقَ نَجَاحَاتٍ فِي حَيَاتِهِ تُشْعِرُ الآخَرَ بِالنَّقْصِ. فَتَنْشَأُ مَشَاعِرُ السَّخَطِ وَ الرَّغْبَةِ فِي الإِيقَاعِ بِهِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَةِ النِّزَاعِ بَيْنَهُم.

وَ مِنَ الأَسْبَابِ الأُخْرَى الَّتِي تُحَوِّلُ الأُخُوَّةَ إِلَى عَدَاوَةٍ، هُوَ الصِّرَاعُ عَلَى المَوَارِدِ، كَالإِرْثِ أَوِ المَالِ. فَكُلُّ أَخٍ يُرِيدُ نَصِيبَهُ، وَ فِي بَعْضِ الحَالَاتِ، قَدْ يَسْعَى أَحَدُهُم إِلَى حِرْمَانِ الآخَرِ مِنْ حَقِّهِ أَوِ الاِسْتِئْثَارِ بِالنَّصِيبِ الأَكْبَرِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَةِ الشِّقَاقِ وَ تَكَوُّنِ ضَغِينَةٍ قَوِيَّةٍ. خاصّةً في البُلدَانِ، التي تَضْعُفُ فِيهَا سُلْطَةُ القَانُونِ.

كَذَلِكَ، تُسَاهِمُ التَّرْبِيَةُ غَيْرُ المُنْصِفَةِ فِي تَفَاقُمِ هَذَا الصِّرَاعِ، إِذْ قَدْ يَشْعُرُ بَعْضُ الإِخْوَةِ بِأَنَّهُمْ مَظْلُومُونَ أَوْ مُهْمَلُونَ مُقَارَنَةً بِأَخٍ آخَرَ، مِمَّا يُثِيرُ بَدَايَاتِ الحِقْدِ وَ يُؤَسِّسُ لِلْكَرَاهِيَةِ. وَ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَغْفِلَ تَأْثِيرَ التَّدَخُّلَاتِ الخَارِجِيَّةِ، كَتَأْثِيرِ الأَصْدِقَاءِ وَ الأَزْوَاجِ، الَّذِينَ قَدْ يُسْهِمُونَ فِي تَأْجِيجِ الخِصَامِ بَيْنَ الإِخْوَةِ، عَنْ طَرِيقِ نَقْلِ كَلَامٍ أَوْ زَرْعِ أَفْكَارٍ سَلْبِيَّةٍ تَزِيدُ الفُرْقَةَ.

بِالتَّالِي، فَإِنَّ الوَاقِعَ يُثْبِتُ أَنَّ العَلَاقَاتِ الأخَوِيَّةَ قَدْ تَكُونُ عُرْضَةً لِلتَّدَهْوُرِ، إِذَا لَمْ يَتَمَكَّنِ الإِخْوَةُ مِنْ تَخَطِّي خِلَافَاتِهِمْ وَ الاعْتِمَادِ عَلَى المَحَبَّةِ وَ التَّفَاهُمِ. بِالتزَامِ الصٍّدْقِ و التَّعَقُّلِ و الأَنَاةِ.

المانيا في ٧ نوفمبر ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke