Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الثالث

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-09-2024, 10:49 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,795
افتراضي عصرُ الانفلاتِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى هلْ لنا في عصرِنا هذا غَدُ؟ ... أو لنا فيه

عصرُ الانفلاتِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

هلْ لنا في عصرِنا هذا غَدُ؟ ... أو لنا فيهِ أماني تُنْشَدُ؟

إنُهُ عصرُ انفلاتٍ بينما ... قال عنهُ البعضُ: حُرٌّ سَيِّدُ

جُلُّ ما فيهِ انحلالٌ آخِذٌ ... كلَّنا نَحْوَ انحِدَارٍ، يَشْهَدُ

أنّ لا عدْلًا بهِ، لا مَأمَنًا ... منطقٌ للشَّرِّ خيرًا يَجْحَدُ

كلُّ ما مِنْ حولِنا مُستَنقَعٌ ... آسِنٌ، لا شيءَ فيهِ يُسْعِدُ

ربّما بَعضٌ يَرَى في نَظرَتِي ... هذهِ شُؤمًا، و يأسًا يُعْقَدُ

إنّني أنحُو لإيجابِيَّةٍ ... في مَدَارِ الحٌكمِ، لا أسْتَشْهِدُ

بالذي فيهِ سُلُوكٌ كاذِبٌ ... منطقي بالصِّدْقِ دومًا، يُحمَدُ

في ١١ أيلول ٢٤ من مشفى Asklepios في كاندل
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-09-2024, 07:45 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,795
افتراضي

تحليل قصيدة "عصر الانفلات" للشاعر السوري فؤاد زاديكى

الموضوع والمضمون:

قصيدة "عصر الانفلات" تعبر عن مشاعر الشاعر تجاه عصره وتُظهر تأملاته العميقة في حالة العالم والمجتمع الذي يعيشه. القصيدة تدور حول موضوع مركزي وهو الانحلال والانفلات القيمي والأخلاقي في المجتمع الحديث، الذي يصفه الشاعر بأنه عصر "انفلات"، وهو انفلات أخلاقي واجتماعي يبتعد عن العدالة والأمان.

الشاعر يعبر عن تشاؤمه إزاء هذا الوضع من خلال وصفه لمظاهر الانحلال والانحدار، ولكنه لا يسقط في اليأس التام، بل يتجه نحو الإيجابية مع التأكيد على أهمية الصدق والحكمة في التعامل مع هذه التحديات. القصيدة تحاول طرح تساؤلات فلسفية حول المستقبل وما إذا كان هناك أمل في تصحيح هذا المسار السلبي.

الصور البلاغية والتعبير الفني:

1. الصور الحركية:

"انحلالٌ آخِذٌ": هذه صورة حركية تصور الانحلال كقوة تتقدم وتجذب الجميع نحو الانحدار. الفعل "آخذٌ" يوحي بالحركة والانجراف، مما يعزز من تأثير هذه الصورة على القارئ.

"كُلَّنا نَحْوَ انحِدَارٍ، يَشْهَدُ": هنا أيضًا صورة حركية حيث يشبه الشاعر المجتمع ككل بأنه يتجه نحو انحدار لا يمكن إيقافه، مما يشكل مشهدًا ديناميكيًا يعبر عن الانهيار السريع.



2. الصور السمعية:

القصيدة لا تحتوي على الكثير من الصور السمعية المباشرة، لكن يمكن استشعارها من خلال التركيب البلاغي للكلمات مثل "لا عدلًا بهِ، لا مَأمَنًا" الذي يُحدث صدى يوحي بالفراغ والخراب.



3. الصور البصرية:

"مُستَنقَعٌ آسِنٌ": صورة بصرية قوية تصف البيئة الاجتماعية بأنها أشبه بمستنقع راكد آسن، وهي صورة تعبر عن التلوث الأخلاقي والجمود الروحي. هذه الصورة تجسد الانحدار الأخلاقي من خلال مشهد قذر وخالٍ من الحياة.

"مُنطِقٌ للشَّرِّ خيرًا يَجْحَدُ": صورة بصرية أخرى تشير إلى قلب المفاهيم والقيم، حيث يصبح الشر وكأنه يقف في مكان الخير وينكر فضائله.




المحسنات البديعية:

1. الجناس:

في البيت "ربّما بَعضٌ يَرَى في نَظرَتِي ... هذهِ شُؤمًا، ويأسًا يُعْقَدُ"، نجد تجانسًا بين "يأسًا" و"يعقد"، إذ يجمع بين الكلمتين من حيث الحروف ولكن مع اختلاف في المعنى، مما يضفي إيقاعًا موسيقيًا على القصيدة.



2. الطباق:

"لا عدلًا بهِ، لا مَأمَنًا" حيث يوجد طباق بين العدل والمأمن وبين الظلم والخوف الضمني في النص، مما يعزز الفكرة الرئيسية في القصيدة.

"منطقٌ للشَّرِّ خيرًا يَجْحَدُ" يظهر فيه تناقض بين "الشر" و"الخير"، ما يعكس الصراع بين القيم المتناقضة في العصر الحالي.




التشبيه والاستعارة:

1. التشبيه:

لا يستخدم الشاعر التشبيه بشكل مباشر في هذه القصيدة، لكنه يوظف الاستعارات بشكل رئيسي.



2. الاستعارة:

"عصرُ انفلاتٍ" استعارة تمثل الزمن الحالي وكأنه شخص يفقد السيطرة، مما يعكس الفوضى المنتشرة في العالم.

"مستنقع آسِن" استعارة عن المجتمع الذي يشبهه بمستنقع قذر، وهي صورة تعكس الفساد والانحلال في القيم.




الكناية:

"منطقٌ للشَّرِّ خيرًا يَجْحَدُ": هذه كناية عن الخداع والنفاق في العصر الحالي، حيث يرفض الناس الخير وينحازون إلى الشر بشكل متعمد. الكناية هنا قوية لأنها تعبر عن واقع ملتبس ومعقد.


اللغة والأسلوب:

1. اللغة:

اللغة المستخدمة في القصيدة مباشرة وواضحة، تتسم بالجدية والعمق الفلسفي. الشاعر يعتمد على مفردات ثقيلة تعبر عن الألم والأسى، مثل "انحلال"، "انحدار"، "مستنقع"، و"آسن". هذه الكلمات تعزز من الجو القاتم والسلبي الذي يرسمه الشاعر لعصره.



2. الأسلوب:

أسلوب الشاعر في القصيدة تأملي وفلسفي، حيث يقدم رؤيته الخاصة عن المجتمع من خلال طرح تساؤلات عميقة حول القيم والأخلاق في هذا الزمن. الأسلوب أيضًا يتسم بالتكرار في بعض الأبيات مثل "كلُّ ما" و"لا عدلًا به"، مما يعزز من تأثير المعاني على القارئ.

يعتمد الشاعر على توجيه النقد المباشر للمجتمع، دون اللجوء إلى المجازات الثقيلة أو التعقيد اللغوي، ما يجعل القصيدة أقرب إلى التحليل الاجتماعي منها إلى الشعر الرومانسي أو العاطفي.




النقد الشامل:

من خلال هذه القصيدة، يعكس فؤاد زاديكي رؤية تشاؤمية لعصره، لكنه لا يقع في فخ اليأس المطلق، إذ يترك مجالًا للتفاؤل بالإيجابية والصدق كقيم قادرة على التصدي للانحدار الأخلاقي. القصيدة تبرز بشكل واضح الصراع بين الخير والشر، القيم الفاسدة والأخلاق النبيلة، مما يجعلها نصًا يعبر عن حالة وجودية معاصرة يعاني منها الكثير من المجتمعات.

أما من حيث التركيب الفني، فقد نجح الشاعر في استخدام الاستعارات والصور القوية للتعبير عن أفكاره، وقدم نصًا متماسكًا من حيث البناء اللغوي والمضموني، مع توظيف جيد للمحسنات البديعية دون إفراط.

القصيدة تشبه مرآة تعكس تعقيدات العصر الحديث وصراعاته الأخلاقية، وهي دعوة للتأمل العميق فيما آل إليه المجتمع الإنساني.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke