Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشاركتي الآن على فقرة ماذا لو ...؟ و الموضوع تعاقب مَنْ تُحِبّ. في أكاديمية العبادي ل
مشاركتي الآن على فقرة ماذا لو ...؟ و الموضوع تعاقب مَنْ تُحِبّ. في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتورة سيليا على بإشراف عميد الأكاديمية الدكتورة شهناز العبادي
ماذا لو تُعاقبُ مَن تُحِبُّ؟ بقلم: فؤاد زاديكى إنَّ محبّةَ إنسانٍ ما ترتبط دومًا بالشّعور العميق بالاهتمام و الرّعاية، إذ نرغب له بالسّعادة و التّوفيق، و نسعى لتخفيف آلامه و مساندته في مواجهة مصاعب الحياة. و لكن، ماذا لو واجه هذا الشّخصُ العزيزُ علينا عقابًا قاسيًا؟ بماذا سنشعرُ؟ و كيف سنتعامل مع هذه المحنة؟ أوَّلُ ما يخطرُ في البالِ عندما يُعاقَبُ مَنْ نُحبّ هو الشّعورُ بالحُزنِ و الأسى، إذ يصعبُ علينا رؤيةُ أحبَّتنا يتألمون أو يُعانون. فالعقابُ، و إن كان عادلاً في بعض الأحيان، يُشعِرُنا بالعجز و عدم القُدرةِ على حماية من نُحبُّ مِنَ الصِّعابِ، التي يواجهونها. و قد تنشأ في أنفسنا تساؤلاتٌ عديدةٌ حولَ العدالةِ و ظروفِ هذا العقابِ، و نتمنّى لو نستطيعُ التّدخّلَ لإيقافِه أو تقليلِه. عندما يُعاقَبُ مَنْ نُحِبّ، نَجِدُ أنفسَنا في صراعٍ داخليٍّ بين احترامِ العدالةِ و بين رغبتِنا العميقةِ في تقديمِ المُساعدةِ. و قد تتصاعدُ مشاعرُنا إلى درجةٍ قد تدفعُنا إلى محاولةِ تقديمِ الدّعمِ لهذا الشّخصِ بطرقٍ متعدِّدةٍ، كالكلمات المواسية، أو تقديمِ النّصحِ، أو البحثِ عن طرقٍ قانونيةٍ للتخفيف من العُقوبةٍ. و قد نسعى أحيانًا لتحليل الأسباب التي أدّت إلى هذا العِقاب، لعلَّنا نجدُ تفسيرًا منطقيًا يُخفِّف من قسوةِ الموقفِ على قلوبِنا. و من جهةٍ أخرى، قد يدفعنا هذا العقاب إلى مراجعة سلوكنا و تصرُّفاتنا. فقد نجد أنَّ في هذا الموقف درسًا مهمًا نتعلَّمه حول نتائج الأفعال، و عن أهمية الالتزام بالقوانين و القيم الأخلاقية. فتأمُّلنا في تجربة من نحبّ قد يقودنا إلى التفكير بعمقٍ في عواقب القرارات الخاطئة، و يجعلنا نحرص على تجنّبها، حفاظًا على سلامتنا و سلامة مَنْ نُحِبُّ. لكن مع كلّ هذه المشاعر، علينا أن نتذكّر أنَّ للعقاب غايةً تربويةً و إصلاحيةً في العديد من الأحيان، و قد يكون فرصةً لمن نحبّ للنضوج و النظر إلى الأمور من زاوية جديدة. فقد يخرج من هذه المحنة بنظرةٍ مختلفةٍ إلى الحياة، و يكون ذلك دافعًا له لتصحيح مسار حياته، و التفكير مليًّا قبل اتخاذ قرارات قد تجرُّه إلى المواقف الصعبة مرةً أخرى. لذلك، من الضروري أن نبقى بجانبه، لا كمعارضين للعقاب، بل كمساندين له في تخطّي التّجربة الصعبة. و في النهاية، فإنَّ موقفنا حين يُعاقَب من نحبّ ينبغي أن يكون متوازنًا، نُظهر فيه التّعاطف و الدّعم، و نساعده على تقبُّل العقاب بروحٍ بنّاءة، بحيث نستفيد من التجربة جميعًا. المانيا في ٣ نوفمبر ٢٤ |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|