Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > المحلّميون

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-02-2021, 08:07 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,997
افتراضي اللغة المحلّمية بقلم/ سليمان محمود

اللغة المحلّمية


بقلم/ سليمان محمود



هل تعلم أنَّ اللهجة المحلمية هي إحدى لهجات بلاد مابين النهرين التي أُطلق عليها جوازًا لغة أهل الجزيرة و هي لهجة القبائل العربية التي قطنت المنطقة و أهمّها قبائل ربيعة التي حملتها معها و حافظت عليها كما ذكر عادل البكري في كتابه اللهجة الموصلية و قال بأنّها من أقرب اللهجات العربية إلى الفصحى ,و عدّها المقدسي أصحّ من لغة أهل الشام لأنّ أهلها عرب و أحسنها الموصلية.
و هي لهجة أهل الموصل و بازبدي و المحلمية و ماردين و قرقيسيا (دير الزور و الميادين) و يلهجها اليوم أكثر من مليون شخص مسلمين و مسيحيين في جبل الطور و ماردين.
و لقد منحتها كثرة الألفاظ العربية القديمة و النادرة في بطنها مكانةً مميزةً جعلت الكثير من اللغويين يُجرون عليها أبحاثاً و يكتبون عنها، أمثال الباحث اللغوي الألماني (Urgen Sasse ) الذي أجرى عليها بحوثا و دراسات معمقة في العام 1971 و أصدر كتاباً حمل اسمها بعنوان :
(des arabischen Dialekts der Mhallamiye in der Provinz Mardin) أي ( اللهجة العربية المحلمية في قضاء ماردين )
و حذا حذوه باحث لغوي آخر و هو الألماني البروفسور الدكتور(Otto Jastrow ) الذي أجرى بدوره أبحاثاً كثيرة عن اللهجات العربية في أناتوليا و خلص الاثنان إلى أنّ اللهجة المحلمية هي لهجة عربية قديمة و أكثرها قربًا من الفصحى في هذا الزمان ، و صنّفوها من ضمن مجموعة لهجات "قلتُ" التي عدّوها أقدم مجموعة لهجوية عربية في الوقت الحاضر و التي ينطق أصحابها القاف مهموسة و يلفظون الضمة الواقعة فوق تاء الفاعل.
و لقد صنّفتها جمعية ( فولكسفاكن ) الألمانية من اللهجات العربية المهدّدة بالانقراض ، نظرا لعدم اهتمام العرب الآخرين بها و لمزاحمة التركية لها في عقر دارها و استغناء من هاجر من أهلها إلى المناطق الأخرى عن الكثير من ألفاظها القديمة أو تحديثه .
و كتبت عنها (Journal of the American Oriental ) عام 1982 مقالا تحدّثت فيه عن هذه اللهجة العربية و ما لها من ملامح و ظلال صوتية.
أهم الكتب التي تحدثت عن اللهجة العربية المحلمية:
- اللهجة العربية المحلمية في قضاء ماردين - اركون ساسي.
- اللهجة العربية المحلمية (لهجات قلتُ) و أفصحها لهجة كندة ريب- اوتو ياسترو.
- الحروف الفعلية في اللهجة العربية المحلمية المحكية في منطقة مديات - جورج غريغوري
- القيم الأخلاقية في الأمثال المحلمية(Moral Values in Mḥallami Proverbs)-يشار آجات و تيسير محمد الزيادات.مركز الدراسات العربية رومانيا
- اللهجة العربية المحلمية بين الدخيل و العامي و الفصيح - عبدالقادر عثمان.
- من مظاهر التخفيف في اللهجة المحلمية المهاجرة-الأستاذ الدكتور أحمد علي محمود ربيع كلية اللغة العربية في القاهرة جامعة الأزهر.

و من أهم خصائص هذه اللهجة:
- إثبات النون بعد واو الجماعة وياء المخاطبة في الأفعال الخمسة موافِقةً لما نصّت عليه كتب القواعد و النحو، مثل: ( ينامون، و تلعبين ). و الأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به: ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المؤنثة المخاطبة.

ـ ضمْ تاء الفاعل للمتكلم و تسكين ما قبلها و لفظها كما جاءت في كتب اللغة مثل: ( قلـْتُ، نمْتُ ). إلّا أنَّ هذه الضمة تُمَدّ لتصبح واوًا ممدودة إذا اتصل بها ضمير، مثل : " ضربتوك ، ضربتوهُ ، ضربتوا ( للمؤنث ) " .

ـ ضم هاء الغائب و لفظها كما جاءت في كتب اللغة مثل : سقاهُ ، لـُهُ ، و شاركهم هذا اللفظ أهل ماردين و من يجاور المحلمية من الناطقين بلهجتهم .

ـ كسر كاف المخاطبة و لفظها كما تلفظ في كتب اللغة، مثل : ( لكِ ، وبيْتكِ ) ، و هكذا لفظها أهل الجزيرة الفراتية باستثناء أهل دير الزور الذين بدلوا هذه الكاف إلى ( ج ) بدوية وقالوا بيتجِ ( بيتجي ) بدلاً من بيتكِ .

ـ تسكين الياء و الواو إذا سبقها حرف مفتوح في ألفاظ مثل : بَيْت، زَيْت، أيـْن، لـَوْن، هَوْن، و في أسماء مثل : فـَيْصل، حسَيْن، زَيْنِة ، و ذلك مطابقة للفظ المماثل في كتب اللغة.

ـ الإبقاء على تحريك أحرف وسط الكلام كما في : (مَلـِيح، مَرَتي، عَمـَّتـَك ، تاكـُلـَك ) التي سَكِّنَتها بعض اللهجات العربية الأخرى و لفظتها : (أمْليح ، مَرْتي عَمْتـَك، و تاكـْلـَك ) .

ـ كسر أوائل الأفعال المضارعة مثل: ( نـِلعب، يـِلعب، تِلعب ) ماعدا ألف المتكلم التي تلفظ عندهم مفتوحة مثل: ( أنا ألعب )، في حين يفتحها البدو مطلقاً ويقولون: ( ألعب، نـَلعب، يَلعب، تَلعب ) و كانت هذه لهجة تميم.
يقولون: ( خذ و كلْ ) للمفرد المخاطب ، و لا يقولون ( خود ، و كول ) التي يلفظها أهل الشام .

ـ كسر لام الجر أحياناً مع الظاهر، و تسكين الضمير، و ضمّ اللام و الضمير معاً أحياناً أخرى كقولهم: "روح اشتري لِكْ و لـُهُ" و للمؤنث "اشتريْ لِكِ و لها " و قال الرافعي : في لغة خزاعة يكسرون لام الجر مطلقاً مع الظاهر و الضمير، و غيرهم يكسرها مع الظاهر و يفتحها مع الضمير غير ياء المتكلم فيقولون : "المال لِكّ و لـَهُ" (3) .

ـ التحدّث باسم الطائفة من الشيء فيقولون : دَوْمة في دوم ، و جوْزة في جَوْز، و توثة في توث ، و سليقة في سليق ، و لحمة في لحم ، و باقورة في بقر ، و رمادة في رماد ، و دهنة في دهن ، و قصلة في قصل ، قال ابن منظور : دهنة تعني طائفة من الدهن(4) .
و قال الزبيدي : والقَصلةـ الطائفةُ المُنقصِلَة من الزرعِ جَمْعُها قَصَلٌ (5) .
و لهذا نرى أن أغلب اسماء قراهم و بلداتهم تحمل اسم الطائفة و ليس الجمع مثل كفر توثة , كفر جوزة, و غيرها. و كلمة كفر سريانية و تعني قرية.
ـ الإبقاء على حرف التحقيق "قد" الذي يشير وجوده إلى إتمام الفعل و تحقيقه مثل : "كت نام ، كت لعب" و ذلك مطابقة للوزن المماثل في الفصحى و لكن مع تحريف هذا الحرف و لفظه ( كت ) بدلاً من ( قد ) .
و يشاركهم استعماله أغلب اللهجات الجزراوية الأخرى مثل أهل الموصل و بعشيقا و بازبدي (آزخ) الذين يلفظونه " كن " ، و أهل ماردين و محيطها الناطق بالعربية "كل" ، أما أهل دير الزور فلا يستعملونه البتة .
و يستعمله أيضا أبناء بعض العشائر العربية الربعية في الأردن ، يقال لهم الجعافرة ، و ينطقونه ( كن ) على طريقة أهل الموصل إلّا أنّ أغلب اللهجات الأخرى قد أهملته و حذفته من قواميس لهجاتها .

ـ استعمال حرف الاستقبال في كلامهم، مطابقة للفصحى، و لكنّهم ينطقونه " تـَ " بدلًا من " سـَ " فيقولون : ( تينام ، في سينام ، و تيلعب في سيلعب و هكذا يفعل أيضا ممن يتحدثون العربية في محيطهم ، و هذا ما يفعله أهل ( نجد ) أيضاً الذين يقولون : ( تتكتب ) في ( ستكتب ) و تتروح في ( ستروح ) كما ذكر الذيب في المعجم النبطي(6).
و ما إذا كان قلب السين إلى تاء ممكناً في اللغة العربية يقول الدكتور رمضان عبد التواب : تفسير قلب السين تاءً سهلٌ لأنّهما من الناحية الصوتية متناظران في الشدة و الرخاوة أي أنّهما يتّفقان في المخرج و هو الأسنان و اللثة كما يتفقان بالهمس و هو عد اهتزاز الأوتار الصوتية و يتفقان أخيرًا في الترقيق و الفرق الوحيد بينهما هو أنّ السين رخوة احتكاكية و التاء شديدة انفجارية
- و هناك ظاهرة لغوية في هذه اللهجة و هي البدء بسكون و هذا من خصائص اللغة السريانية ممّا يدلّ على جذور هذه اللهجة أو تأثرها بالسريانية إلى حدّ كبير.
و من ظواهر تأثير السريانية في العربيّة:
1 - إسكان المتحرك في أول الطلمة كقولهم كْبير بدلًا من كَبير و مْليح بدلًا من مليح. و بْعيد بدلًا من بعيد الخ..
2 - قلب الميم نونًا في ضمير المخاطبين و ضمير الغائبين مثل: أبوكن بدلًا من أبوكم و بيتكنْ بدلًا من بيتكم
3 - إسكان آخر الفعل الماضي مثل قامْ في قام و نامْ في نامَ و شِرِبْ في شربَ الخ..
4 - التصغير على صيغة السريانية فيقال خلدون في خالد و زغيرون في صغير.
5 - هناك كثير جدًا من الألفاظ السريانية في اللهجة المحلمية و العربية العاميّة عمومًا منها. شبط بمعنى سرق. و شوب بمعنى حرّ سكّر الباب أي قفله أو أغلقه. الخ...

(لقد قمت ببعض الإضافة و التعديل على المقال أنا فؤاد زاديكى)

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke