مشاركتي في منتدى المحيط العربي للشعر و الأدب على موضوع الزواج و المرأة المطلّقة تقديم

[fouadzadieke]

مشاركتي في منتدى المحيط العربي للشعر و الأدب على موضوع الزواج و المرأة المطلّقة تقديم الاستاذة حرة رحمة

الزواج و المرأة المطلّقة

بقلم: فؤاد زاديكى

إنّ الفكر الذكوري، الذي يهيمن على المجتمعات العربية و الإسلامية لا يقتصر أثره على حياة المرأة في العلاقات الزوجية فحسب، بل يمتد ليشمل نظرة المجتمع ككلّ تجاه الطلاق و تبعاته. تعتبر المطلّقة في الكثير من هذه المجتمعات، للأسف، ضحية لفكر يُديم الفكرة السلبية بأنّ الطلاق هو نتيجة فشل أو عيب فيها، بينما يتمّ تجاهل الأسباب الحقيقية التي قد تؤدّي إلى هذا القرار.

تتجلّى هذه النظرة في شتى جوانب الحياة، حيث تضع المطلّقة في موضع الشك و الريبة، ممّا يزيد من معاناتها النفسية و الاجتماعية. تتعرّض المرأة المطلقة لأسئلة قاسية و نظرات تحقير، ممّا يعزّز شعورها بالانفصال عن المجتمع و يجعل إعادة الاندماج فيها أمرًا صعبًا. و هنا يُعتبر التحدّي الأبرز هو كيفية تجاوز هذه القيود الاجتماعية المفروضة عليها.

كما يُظهر الفكر الذكوري أيضًا مدى السيطرة التي يمارسها الرجل على المرأة حتى بعد الطلاق. فكما ذُكر، يتطلّب الأمر وجود "محلّل" للسماح للمطلّقة بالعودة إلى زوجها، و هو ما يُعدّ شكلًا من أشكال التحكم و الإذلال. في هذه الحالة، يتمّ وضع المرأة في موقف ضعيف، حيث تُعتبر قاصرًا في اتخاذ قراراتها الشخصية، ممّا يبرز غياب الاحترام لحقوقها و كرامتها.

و بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا الفكر يساهم في تعزيز ثقافة الخوف و التردّد لدى النساء، حيث قد يتجنبن التفكير في الطلاق كخيار مطروح خوفًا من الوصمة الاجتماعية التي قد تلاحقهن. و يزيد من تعقيد الوضع أنّ النساء اللواتي يقررن الطلاق غالبًا ما يواجهن تحديات قانونية و اجتماعية تجعل من الصعب عليهن الحصول على حقوقهن الأساسية.

إنّ هذه الديناميات تتطلّب تغييرات جذرية في كيفية تعامل المجتمعات مع فكرة الطلاق و المطلقة. من الضروري تعزيز التوعية حول حقوق المرأة و ضرورة احترام خياراتها، مع العمل على إعادة النظر في المفاهيم الثقافية التي تدعم هذه التوجهات الذكورية و محاولة الخروج من افكار إرث قديم ظالم للمراة، هو بمصافوالمقدّس، الذي لا يجب المساس به.
يتعيّن أن يكون هناك حوار مجتمعي يهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة و إعادة تعريف الأدوار الاجتماعية، حتى تُتاح للمرأة الفرصة في تحقيق ذاتها بعيدًا عن قيود الأطر التقليدية، التي تعيقها.

المانيا في ٧ اوكتوبر ٢٤