مشاركتي قبل قليل في أكاديمية أميرة الأرز. أقلام حرّة/لبنان- تونس من إعداد و تقديم ال
مشاركتي قبل قليل في أكاديمية أميرة الأرز. أقلام حرّة/لبنان- تونس من إعداد و تقديم الأديبة نادية التومي
[b]بكاءُ الحُرُوفِ
بقلم: فُؤَادُ زَادِيكِي[/b]
تَتَسَاقَطُ الحُرُوفُ دُمُوعًا عَلَى وَرَقَةِ القَلَمِ، كَأَنَّهَا تَبْكِي مَا فَقَدَتْهُ مِنْ كَلِمَاتٍ. هِيَ صَمْتٌ مُؤْلِمٌ، وَ حُزْنٌ يَسْكُنُ زَوَايَا السُّطُورِ. تَتَحَسَّرُ عَلَى أَحْرُفٍ فُقِدَتْ، وَ عَلَى أَلْفَاظٍ ذَهَبَتْ مَعَ رِيحِ النَّسْيَانِ.
فِي عَالَمِ الحُرُوفِ، يَكُونُ البَكاءُ لَيسَ لِلْوَجَعِ، بَلْ لِلْحُبِّ وَ الذِّكْرَى. الحُرُوفُ تُحِبُّ أَنْ تُكَوِّنَ كَلِمَاتٍ، وَ تُسَطَّرَ حِكَاياتٍ تُغَنِّي قَلْبَ القَارِئِ و تُغنِيهِ. وَ لَكِنْ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ، يَكُونُ البُعْدُ وَ النِّسْيَانُ عِنْدَ الحُرُوفِ أَثْقَلَ مِنْ وَزْنِ الجَبَلِ.
تَبْكِي الحُرُوفُ عَلَى مَن لَمْ يَفْهَمْهَا، وَ تَشْتَاقُ إِلَى أَنْ تَكُونَ صَدِيقَةَ القَلْبِ وَ اللِّسَانِ. تَحْتَفِلُ بِكُلِّ حَرْفٍ يَجِدُ مَكَانَهُ فِي الكَلِمَةِ، وَ تَحْتَضِنُ كُلَّ جُمْلَةٍ تَصِلُ إِلَى النَّفْسِ.
وَ فِي نِهَايَةِ المَطَافِ، تَظَلُّ الحُرُوفُ تَبْكِي لِكُلِّ مَنْ غَابَ عَن بَلَاغَتِهَا، وَ لِكُلِّ مَن نَسِي كَيْفَ يَحْتَرِمُ صَمْتَها وَ رِقَّتَهَا.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; اليوم الساعة 01:45 AM
|