![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]()
نبيل م السويد
بدأت النهضة الغنائية السريانية الحديثة في منتصف العشرينات من هذا القرن ، فمنذ ان بدأ شعبنا يشعر بالاستقرار بعد المجازر التي تعرض لها خلال الحرب العالمية الاولى من قيبل الاتراك ظهرت هناك فترة يمكن تسميتها فترة الاستيقاظ ، فكان للكنيسة الدور الابرز في ذلك وكذلك المدارس السريانية ، فتم تشكيل كورال المرتلات في الكنيسة وكانت الخطوة الاولى نحو اكتشاف الاصوات ، وظهر العديد من الملحنيين وكتاب الاغنية امثال الاستاذ كبرييل اسعد والملفونو دنحو دحو ، وكانت الملفونيثو ايفلين داوود والفنان حبيب موسى في مقدمة الذين غنوا في الستينات ، وتم تسجيل الاغاني لاول مرة ومن اشهرها ـ شامو مر ـ وكرشلا ايذي ، مما شجع الكثيرين على الغناء واخذت الاغاني والالحان في الانتشار والتي هي من اعماق التاريخ . وللتذكير فقد انهالت العروض على الفنان حبيب موسى وما زالت حتى اليوم من اجل ان يغني في العربية ، وذلك عندما فاز بامتياز في استديو الفن اللبناني ، لكن رسالته منعته من ذلك وهي اعادة احياء اللغة السريانية ، فرفض العروض والاموال والشهرة الكبيرة التي كان سيحققها على مستوى الوطن العربي كله في سبيل الرسالة المقدسة التي امن بها ومازال وسيبقى الى الابد . الموسيقى كالمصباح ، تطرد ظلمة النفوس وتنير القلب فتظهر اعماقه ، الموسيقى عند اليونان والرومان كانت الها مقتدرا بنوا له هياكل عظيمة قدموا عليها اجمل قرابينهم واعطر بخورهم ما برحت تحدثنا بعظمتهم . نقلت الينا أثارنا الاشورية رسوما تمثل مواكب ملوكنا سائرة والات الطرب تتقدمها ، وقد تحدث المؤرخون عن الموسيقى والغناء فقالوا انها عنوان المجد في الحفلات ورمز السعادة في الاعياد ، اجل فالسعادة بدونها تحكي فتاة قطع لسانها. ما سارت الشعراء امام الكتائب الى ساحات القتال لا ولا الخطباء ، ما رافقتهم الاقلام والكتب بل مشت امامهم الموسيقى كقائد عظيم يبث بأجسامهم قوة تفوق الوصف. الموسيقى رفيقة الراعي في وحدته ، ترافق ارواحنا وتجتاز معنا مراحل الحياة وتشاطرنا الافراح والاتراح. اذا بكى الرضيع اقتربت منه والدته وغنت له بصوتها الموسيقي المملوء رقة فيكف عن البكاء ويرتاح لالحان امه المتجسمة من الشفقة والحنان فينام. ففي الغرب مثلا يقدسون الغن والفنانين ولا يفوتون اي عمل بدون سماعه وتقيمه واعطائه حقه ، واذا كان ذلك العمل ناجحا فيمجدون ويرفعون من شان من قام به ، واذا كان عملا ليس بالمستوى المطلوب فهم ينقدون صاحبه بغية توجيهه الى الطريق الصحيح والى اعمال فنية قادمة ناجحة . نحن السريان الاشوريين قديما كان لنا الدور الكبير في مجال الموسيقى حيث سارت امامنا في الحروب وفي الاحتفالات وفي العيد القومي لنا في الاول من نيسان ، حيث كان للشعراء والملحنيين والموسيقيين المنزلة الكبيرة عند الملوك والشعب . عندما ادخل برديصان الموسيقى الى الكنائس رأينا كيف انه تسابق الشباب والفتيات الى الكنائس في ذلك العصر الذي كان عصرا ذهبيا أزدهرت فيه الكنائس ونشطت. لكن مع الاسف أقول أنه في زمننا الحاضر لم يعد احد منا يقيم عمل الفنانين من شعراء وملحنيين ومطربين فتذهب اعمالهم وانتاجاتهم مهما كانت بدون قيمة. كثيرة هي الاعمال الفنية الي تصدر من فنانينا لكن القليل جدا من تلك الاعمال يبقى في الذاكرة . واعمال الفنان حبيب موسى القديمة منها والحديثة تجد الاذان الصاغية عند شعبنا بجميع طوائفه ، فللفنان الكبير حبيب موسى شعبية كبيرة قل نظيرها لفنانين اخرين مع احترامي للجميع ، نظرا لأن الفنان حبيب موسى يتمتع بمواصفات فنية راقية جدا ، مثل الصوت والاداء ونظرا لمشواره الطويل في مجال الفن الغنائي. حيث كان له الى جانب العديد من رجالات هذة الامة في العصر الحديث الدور الكبير في اعادة احياء تراث ابائنا واجدادنا من اجل لم الشمل ومن اجل الوحدة بين جميع طوائفه ، والالحان التي لحنها الفنان حبيب موسى هي مميزة ومختومة بختمة ومن نفس الاصالة والجذور الموسيقية السريانية العريقة ، حيث كان لها الصدى الكبير عند جمهوره . فالكلمات الشعرية التي التي ينتقيها حبيب موسى من بين الاف القصائد المعروضة عليه دائما تجد الاذان الصاغية وتجد من يرددها في كل زمان ومكان . لقد قام الفنان حبيب موسى بتلحين الكثير من الاغاني لمطربين جدد ولاقت النجاح الكبير والشهرة السريعة لهم والشريط الذي اصدره سنة 1995 والذي كان من تلحينه لاقى القبول عند جمهوره ووضع حبيب موسى في مصاف الملحنين الكبار عند شعبنا والذين لا يزيدون عن اصابع اليد الواحدة. وعمله الاخير ( اورهوي ) الذي انتجه في المانيا والذي ابدع فيه ابداعا كبيرا اعاد فيه الامل الى موسيقانا السريانية فقد سمعنا صوت مطربنا وقد زاد حلاوة وتجدد كما لو كنت تسمعه وهو يغني اغانيه القديمة . واخيرا لقد علمت من حبيب موسى قبل ايام من كتابتي هذا الموضوع انه بصدد اصدار (البوم) جديد من تلحينه وانه وضع كل امكانياته الفنية من اجل انتاج هذا العمل لكي يبفى خالدا كما كانت اعماله كلها ، فكل ما نطلبه من فناننا حبيب موسى هو الاستمرار بالعطاء مهما كانت الظروف ، لان شعبنا بحاجة الى صوته كحاجته الى الماء والهواء ، واننا نعد قرائنا الاعزاء بتزويدهم باخبار فنانهم حبيب موسى دائما وشكرا... from Fourkono.com |
#2
|
||||
|
||||
![]()
مع كل احترامنا وتقديرنا لفنانا الكبير حبيب موسى ومع التمني له بالتوفيق الدائم والصحة ليزيدنا من هذه العطاءات التي هي مفخرة من مفاخر أمتنا السريانية, لكن لي وجهة نظر قد تتعارض مع فكرة الأخ كاتب المقال من أن الفنان حبيب موسى حين يمتنع عن الأداء باللغة العربية يعتبره انتصاراً له. أقول له بكل أسف هذه النظرة الضيّقة للأمور ليست من الصحة في شيء فالفنان له رسالة وهي ليست محصورة في جانب معيّن لطالما يستطيع الإبداع وتوسيع مجال نشاطه وشهرته, وعن طريق تعميم الفن يستطيع الفنان حبيب موسى أن يبدع في الغناء العربي وغيره فنحن في عصر الانفتاح وعصر التحاور والاتصال والتواصل وعلينا أن نفهم لغة الآخرين ونتعاطى معهم كان بمقدور فنانا المقتدر أن يثبت وجوده في أكثر من مجال وعلى أكثر من صعيد. أرى من الأفضل لو فكّر فنانا الكبير حبيب موسى من هذه الناحية خلاف ما يعتقد به أو يفكر أنه الأصح. بصوته العربي يستطيع إيصال رسالته إلى حدود أوسع وإلى شرائح من الناس والشعوب أكثر وبهذا الانفتاح يكون بمقدوره أن يثبت جدارته ومقدرته في مجال آخر. التعنّت ليس صائبا والتعاطي مع الغير والتحدث معهم بمشاعرهم ولغتهم وثقافتهم يقرّبه أكثر من النجاح. كلمة نصح صغيرة لفنانا العظيم والكبير الذي نفخر به أقول له: لا تمنتع عن الغناء بلغات أخرى لطالما كانت لك المقدرة والرغبة في ذلك فهذا يجعل نجاحك أوسع وأشمل وأكثر ثباتاً. وكنا في بداية الستينات, أنا وهو وابن خالته قريبي نظير مراد كبرو الحكيم نسير بالقرب من شارع الكنيسة في ديريك فنغني ونطرب ونسهر حتى أوقات متأخرة من الليل في ذلك الشارع الرئيس الوحيد الذي كان في بلدتنا ديريك وإني أعرف مقدرته الصوتية وأحترمه وأقدره كثيراً فتحية محبة وتقدير له.
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
شكرا اخي فؤاد على مداخلتك. فتحت جروحي يا زلمة
Philip |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|