Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-01-2007, 10:01 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,343
افتراضي اغتيـال هرانت دينك والعلاقات التركية – الأرمنية 2

اغتيـال هرانت دينك والعلاقات التركية – الأرمنية

الجزء الثاني

الذي يمكن ان يحصل هو اكثر من إبطال مفعول عمل إرهابي. انه الرد الناضج تركياً وأرمنياً بتحويل الجريمة الى منعطف لتطور ايجابي في الحوار التركي –الارمني. يمكن ان تقوده في المرحلة الاولى مبادرات رسمية بين دولتي تركيا وارمينيا، لكي ينتقل الى
المستوى الأصعب، وهو المستوى الشعبي في داخل ارمينيا وفي الدياسبورا كما في داخل تركيا، وبالتوازي مع
مبادرات مثقفين وسياسيين أتراك شجعان ومسؤولين في آن معا كما ظهر في ساعات ما بعد الاغتيال.
إنها جريمة لوقف مسار إعادة بحث بدون محرّمات فكرية سواء عند الأتراك او عند الارمن. وهي بهذا
المعنى جريمة ضد التحولات الليبرالية داخل الوعيين الوطني والامني الموروثين عن التعصب القومي في القرن
العشرين.
إنها جريمة – على الأقل على المستوى الثقافي –بامكان الرد عليها ان يفتح احد الابواب الضرورية للوطنيتين التركية والارمنية كي تلجا القرن الحادي والعشرين.

لم أتعرف على هرانت دينك. كنت أعرف بعض من يعرفه. لكن سيرته في خطوطها العريضة تجعل منه وريث
سجل طويل من عشق مثقفين أرمن لكوزموبوليتية اسطنبول وسحر نمط عيشها الثقافي والاجتماعي. انه وريث هذا
السجل الطويل ايضا من دور نخب ارمنية في ولادة اتجاهات شيوعية ويسارية في النصف الاول من القرن
الماضي (المقارنة صالحة ايضا على هذا الصعيد مع القاهرة وبيروت إذا أضفنا بعض اليهود الى الارمن!).
لكن ما سيبقى الأكثر رسوخا في ذكرى هرانت دينك هو شجاعته السياسية، ليس فقط كمناضل في قلب اسطنبول،
مع زملاء أتراك لخلق جو متسامح في مناقشة الملف الارمني. بل ايضا كمناضل في مواجهة اتجاهات اوروبية
تحريمية ضد حرية النقاش عندما اعترض، وهو في ذروة معركته القانونية مع القضاء التركي، على القانون
الذي أقره البرلمان الفرنسي العام المنصرم ويجيز فيه الملاحقة القانونية لمن "ينفون وجود المجازر
الأرمنية" معتبرا هذا القانون الفرنسي غير مقبول.. انها جريمة فتحت باب صناعة تاريخ مختلف، او البدء به. ومن فعلها، ايا يكن، كان يريد إغلاقه. اسطنبول مدينة المستقبل في العالم المسلم، في مأتم. ولكنها ايضا في تحدّ كبير لأن الرد على هذه
الجريمة هو احد امتحانات أهليتها لمستقبل متقدم.
اغتيال الصحافي الأرمني يكشف امتداد التيارات المتطرفة ...تركيا: تنظيم «قاعدة» للقوميين وسيناريوات المؤامرات تطغى

يوسف الشريف: الحياة 24/1/2007
لم ينم الأتراك ليلة اغتيال الصحافي الأرمني الأصل هرانت دينك على يد فتى في السابعة عشرة من عمره، ليس بسبب الصدمة التي أثارتها الجريمة فحسب، ولكن لأن متابعة القنوات التلفزيونية التي دخلت في حرب حوارية حول الموضوع سلبت النوم من أعين الجميع وهي تسرد تحليلات ومعلومات أشاعت جواً استخباراتياً تداخلت فيه جميع أجهزة الاستخبارات التابعة لدول
الجوار وتلك المعروفة عالمياً. الحرب الحوارية أجريت بين طرفين: الأول يجمع يساريين وليبراليين يتهمون
المتطرفين القوميين ومنظماتهم السرية بتجنيد الشباب صغار السن من اجل القتل بحجة الدفاع عن ما يصفونه
بالمصالح العليا للوطن التي يحتكرون تحديدها ورسم الخطط والطرق الأفضل للدفاع عنها، والطرف الثاني هو
التيار القومي الذي يفسر كل ما يحدث في تركيا على انه خطة سرية وضعتها الـ «سي اي ايه» و «الموساد».
فالشاب أوغون ساماست قاتل هرانت دينك ليس الأول في هذه السلسلة من «القتلة القوميين»، وقد سبقه شاب في الـ 16 من عمره اغتال راهباً كاثوليكياً في مدينة طرابزون على خلفية الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، وسبقه الشاب ارسلان أصلان الذي قتل قاضي التمييز في أنقرة العام الماضي أيضاً بسبب حكم أصدره بمنع المدرسات من ارتداء الحجاب، وقبله محمد علي اقجا
الشهير الذي حاول اغتيال بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني، ومن بعده عبدالله شطلي الذي كان
وراء تنظيم سري يغتال الصحافيين ورجال الأعمال الذين يدافعون عن القضية الكردية وحقوق الأكراد في تركيا.
كل هؤلاء وربما غيرهم لا نعرفهم، محاطون بهالة من الغموض، وكل ما يعرف عنهم انهم قوميون متطرفون، لكن لم يكشف احد حتى الآن من يقف وراءهم ومن يخطط لهم ومن يمولهم. وهنا نقطة الخلاف، ففي ما يخص اغتيال
هرانت دينك، يؤكد الليبراليون واليساريون أن التيار القومي الذي يتغذى من أزمات تركيا مع حزب العمال
الكردستاني والاتحاد الأوروبي والأرمن، وتسلح هذا التيار بوسائل إعلام تابعة له من قنوات تلفزيونية
وإذاعية ومواقع انترنت، هو المسؤول عن تشويش عقول الشباب التركي ودفعهم الى التطرف، خصوصا مع انتشار
>«البلوغرز» القومية على الشبكة العنكبوتية وأصحابها الذين ينسبون الأكاذيب والأخبار المبالغ فيها والملفقة الى كل من يرون انه يهدد الأمن القومي لتركيا ويحرضون على التخلص منه كما حدث مع هرانت دينك الذي اتهم بالإساءة الى القومية التركية, ويجعلون الشباب لقمة سهلة لمنظمات قومية سرية مدعومة من جماعات تعمل في مؤسسات الدولة وتستقوي بها، مثل
الاستخبارات والجيش والأمن والشرطة مثلما حدث مع الغلاديو» الإيطالي سابقاً. هذا التطرف القومي شق صفوف القوميين أنفسهم خلال السنوات الثلاث الماضية ، اذ ابعد حزب «الحركة القومية التركي»، وهو اكبر وأقدم حزب قومي في تركيا المتطرفين عن صفوفه وعمل على تصفيتهم داخل الحزب، ما دفع هؤلاء الى تشكيل جماعات سرية، يسمع صوتها من خلال صحافيين ومحللين قوميين يظهرون على شاشات التلفزيون، وعلى صفحات الإنترنت، يطالبون بقطع العلاقات مع أميركا، ودخول الجيش التركي الى شمال العراق وسحق الأكراد وإقامة فيدرالية تركمانية في شمال العراق والتحالف مع سورية وإيران – تكتيكياً فقط – ضد مصالح إسرائيل وأميركا في المنطقة. وبالنسبة لهؤلاء فإن اغتيال هرانت دينك «هو تتمة لاغتيال رفيق الحريري على أيدٍ إسرائيلية وأميركية»، كما يقولون، والهدف منه «دمغ تركيا بصفة القاتل الحاقد على الأرمن، وإصدار قانون في الكونغرس
الأميركي في نيسان (ابريل) المقبل يقر بأن تركيا قامت بتصفية عرقية للأرمن إبان الحرب العالمية الأولى، وبالتالي منعها من محاولة الدخول الى شمال العراق عسكرياً حتى لا تتهم بأنها تدبر لتصفية عرقية جديدة ضد الأكراد هذه المرة . فكما اخرج اغتيال
الحريري السوريين من لبنان، سيحرم اغتيال هرانت دينك تركيا من دخول شمال العراق بحسب رأيهم، وسيفسح في المجال أمام قيام دولة كردية هناك».
ويدعم هؤلاء نظرياتهم بالقول بأن لديهم معلومات من مصادر استخباراتية تركية موثوقه – وهي دائماً مصدر معلوماتهم – بأن هرانت دينك كان يعمل أخيراً مع الاستخبارات التركية او على الأقل كان يساعد أجهزة أمن الدولة لمنع قيام ثورة أرمنية في تركيا، وانه أيضاً كان قد حذر أكراد تركيا قبل ثلاثة اشهر من الجري وراء أميركا والغرب، لأن الغرب تخلى سابقاً عن الأرمن وسيتخلى عن الأكراد أيضاً بعد ان يستخدمهم ضد تركيا، وعلى حد قول القوميين فإن الاستخبارات الاميركية رصدت تحركات هرانت دينك وأصدرت حكمها عليه. لا يوجد بالطبع ما يثبت هذه الادعاءات لأنها مبنية على معلومات تأتي من «مصادر موثوقة» في الجيش،
كما أن هذه الجماعات القومية المتطرفة على علاقة جيدة بالفعل مع شخصيات في أجهزة الأمن المختلفة. اليساريون والليبراليون يسخرون من هذه التحليلات ويعتبرونها محاولة لإخفاء مسؤولية الجماعات القومية عن ما يقع من جرائم اغتيال للصحافيين، تماماً كما يعتقدون بمسؤولية أسامة بن لادن عن كل ما يقع من هجمات انتحارية تستهدف المدنيين حتى لو نظمتها خلايا نائمة ليس لها اتصال بـ «القاعدة» مباشرة. اذ ان عشرات الصحافيين اغتيلوا سابقاً في تركيا خلال حقبتي السبعينات والثمانينات وقيدت حوادث اغتيالهم ضد
مجهول، وضحايا تلك الاغتيالات كانوا دائماً من اليساريين والليبراليين الذين يعتبر هرانت دينك واحداً منهم. ويعتبر هؤلاء ان الأجهزة الامنية ساعدت أصدقاءها القوميين في التستر دوماً على مدبري حوادث اغتيال الصحافيين سابقا ومن يقف وراءهم، كما ان هذه المجموعات داخل أجهزة الدولة قد أدينت بشكل فاضح عام
>2003 عندما حاولت تسليح وتمويل منظمات تركمانية في كركوك واربيل وخططت لاغتيال محافظ كركوك الكردي
حينها، ما دفع الجيش الأميركي الى إلقاء القبض على مجموعة من القوات الخاصة التركية في السليمانية في
آب (أغسطس) عام 2003، وأغلقت بعدها تركيا هذا الملف من دون تعليق.



Published: 2007-01-31
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke