تصاعد الخلاف على ملكية كنيسة السيدة بين الشيعة والموارنة في لاسا قضاء جبيل
بيروت ـ النهار ـ ـ الغي قداس كان مقررا في كنيسة السيدة القديمة في بلدة لاسا قضاء جبيل صباح الاحد اثر العثور على قنبلتين يدويتين في وعاء مملوء بمادة البنزين قرب الكنيسة الجديدة في حادث اعتبره بعض الاهالي تهديدا، الغرض منه ثني الناس عن الذهاب الى الكنيسة القديمة التي هي مثار نزاع بين ابناء البلدة المسيحيين والشيعة.
وبعد العثور على القنبلتين ضرب الجيش طوقا في المكان وتولت وحدة من فوج الهندسة تفجيرها. وافادت الوكالة الوطنية للاعلام "ان التيار الوطني الحر وحزب الله توصلا في اجتماع استمر حتى فجر الاحد، الى اتفاق حول المزار الاثري لسيدة النجاة المجاور لكنيسة سيدة الوردية التي وضعت قربها القنبلتان".
واشارت الى "ان هذا المزار كان موضع نزاع يعود الى اكثر من مئة عام حول ملكيته بين الطائفتين المارونية والشيعية، وافضى الاتفاق الى انهاء الاشكال وتسليم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون مفاتيح المزار ليقام قداس احتفالي الاسبوع المقبل". لكن الاهالي وعددا من الكهنة اكدوا انهم لم يتبلغوا الامر حتى ساعات ما بعد الظهر، وانهم اتصلوا بالنائب شامل موزايا الذي وعدهم بتسوية القضية من دون ان يبلغهم الاتفاق النهائي.
ونقلت صحيفة النهار عن التيار "ان العماد عون الذي تسلم المفتاح بالاتفاق مع المطران انطوان نبيل العنداري لم يشأ ان يبلغ الاهالي مباشرة، وفضل تأجيل القداس الاول ريثما يخف الاحتقان السائد بين الاهالي، بعدما تحدثت معلومات عن انتشار امني ل"حزب الله" في المنطقة، وهو ما جعل الامور متوترة، وبعد تناقل معلومات ان النائب عباس هاشم يدعم تحويل تلك الكنيسة حسينية وقوله "ان المكانين للعبادة، فما الفرق؟"
وقال كاهن رفض ذكر اسمه ل"النهار" ان الاهالي مستاؤون جدا مما يحصل، مشيرا الى ان احد رجال الدين الشيعة يحرض اهالي البلدة بعضهم على بعض. وقال "نحن ننتظر ان نبلغ الاتفاق، ونتمنى ان يحضر المسؤولون القداس الاول ليكونوا معنا عرضة لخطر اي رد فعل." وعلّق منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد على حادثة كنيسة لاسا، فأكد حرصه على العيش المشترك في جبيل وعلى ثوابت المسيحيين، لافتاً إلى وجود محاولات لزرع الفتن بين فتن سنية - شيعية ودرزية - شيعية وهناك مخاوف من فتنة شيعية - مسيحية في قضاء جبيل.
وشرح سعيد ان الكنيسة القديمة مملوكة للبطريركية المارونية منذ العام 1863 وقد وضع شيخ من "حزب الله" داخلها قرآن وسجادة في العام 2001، عندها عقدت اجتماعات وتم الاتفاق وبحضور المطران انطوان العنداري وقتذاك أن ينسحب الشيخ من الكنيسة وهكذا حصل، إلا أن الإعتداء تكرر في العام 2007 واعتبروا أن الكنيسة كانت مصلى لآل حمادة في حين اذا استندنا إلى المراجع القانونية نرى أن الكنيسة في القانون ممسوحة ككنيسة".
ورأى ان موضوع إعطاء المفتاح لأحد التيارات هو مرفوض رفضاً باتاً، لأن المسيحيين ليسوا بحاجة الى زعيم سياسي لكي يعيد لهم كنائسهم، مشيراً إلى أنه إذا أراد "حزب الله" أن يعيد الكنيسة فعناوين المطارنة في المنطقة معروفة، وبالتالي "نرفض أن يكون هناك وسيطاً يسمح لنا بالدخول الى الكنيسة".
|