![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() في التعريف التقليدي والبسيط, فإن الطبقة الوسطى هي منزلة بين منزلتين; بين الأغنياء المنشغلين بتنمية ثرواتهم وبين الفقراء المنهكين في الجري وراء لقمة العيش. إنها مكتفية مادياً ولكن دون الوصول إلى حدود التخمة التي تخمد عادة جذوة الأحلام والطموحات العريضة. هذا الوضع المميز يتيح لأبناء هذه الطبقة الانخراط في الشأن العام, ويغذي فيهم دوافع قوية كي يتصدوا لانشغالات وقضايا كبرى.. ولهذا تمتدح الطبقة الوسطى على الدوام, فهي الحامل التقليدي لمشاريع النهضة والتنوير والتنمية, وهي حاضنة الثقافة, ليس بوصفها مستهلكاً وحسب, بل لأنها المنتج الأساسي لها.. ولهذا أيضاً فقد استدعى اضمحلال الطبقة الوسطى (أو زوالها حسب البعض) هذا القدر من التفجع والرثاء.. يشبّه جلال أمين, الاقتصادي المصري المعروف, ما حدث للطبقة الوسطى في مصر, بما حدث للقطارات هناك, فقد زحفت أعداد كبيرة من ركاب الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية, (فاكتظت هذه الثانية بهم حتى أصبحت لا تختلف فيما تقدمه لركابها من وسائل الراحة, ولكن ركاب الدرجة الثانية لم يعودوا قادرين علي تحمل نفقات وسائل أفضل للراحة, فقنعوا بما هم فيه, تسرب بعضهم إلى الدرجة الأولى فاحتلوا مقاعدها فانخفض أيضاً مستوى الراحة فيها... كأن القطار كله قد أصبح درجة واحدة وإن وجدت هيئة السكك الحديدية ضرورة للتظاهر بأن هناك درجات ثلاثاً أو طبقات ثلاثاً). ربما ينسحب هذا التوصيف على ما حدث في سورية, إذ ضاقت الفجوة بين الطبقتين الوسطى والدنيا, سواء في الدخل وأسلوب العيش, أو في مستوى التعليم, أو في أماكن السكن, أو في السلع المستخدمة.. وإذا كان من المبالغة القول إن الطبقة الوسطى قد زالت واختفت تماماً, فمن الموضوعية القول أنها فقدت الكثير من ملامحها وسماتها المميزة, أو وحسب تعبير جلال أمين مرة أخرى لقد ضاعت وسط الزحام. غير أن هذا قد صار شأناً قديماً نسبياً أشبع تحليلاً ونقاشاً وسجالاً, فما الذي يبيح طرح التساؤلات حوله مجدداً? ربما لأننا نخوض تحولاً اقتصادياً كبيراً قد يستتبع تحولات اجتماعية وثقافية جذرية. ستختلط (الأوراق), على الأرجح, ليعاد فرزها من جديد.. فأين الطبقة الوسطى السورية من كل ذلك? هل نحن أمام (ضياع وشيك لما تبقى من هذه الطبقة) كما يقول البعض? أم أننا سنشهد (ولادة طبقة وسطى جديدة) كما يقول آخرون? |
#2
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
” اقتصر الإصلاح على رفع بعض الشعارات وتكريس بعض التعابير وتطبيق برنامج الانفتاح الاقتصادي البطيء والمحدود ”وقد كانت سوريا من أوائل البلدان التي طرحت فيها بحدة، بسبب عملية انتقال السلطة في بداية عام 2000 للرئيس الجديد، مسألة الإصلاح قبل أن تصبح مسألة عربية جامعة. وقد بدا لي أن السنوات الأربع الماضية التي شهدت أول اعتراف وربما تفكير رسمي نال تأييد الرأي العام وحماس قطاعات واسعة منه بالموضوع الإصلاحي قد أبرزت حقيقتين: الأولى عجز النظام القائم عن فرز أي تيار إصلاحي منظم، والثانية عجز المجتمع والطبقة الوسطى بشكل خاص عن تكوين قوة سياسية فاعلة قادرة على أن تحولها إلى شريك في صنع المصير الوطني والاجتماعي وفتح آفاق التحول الوطني والديمقراطي. فرغم كل الضغوط والتحركات الشعبية والخارجية التي تعرض لها خلال الحقبة الماضية لم ينجح النظام القائم في توليد أي قوة واضحة المعالم تتبنى خط الإصلاح في مواجهة القوى المناهضة له وتميز نفسها عنه مع قيادة معروفة وبرامج محددة وجدول أعمال واضح يمكنها من خلق علاقة تواصل وتفاعل مع أطراف الرأي العام السوري واستمداد الدعم والمساندة منها. وقد اقتصر الإصلاح على رفع بعض الشعارات وتكريس بعض التعابير وتطبيق برنامج الانفتاح الاقتصادي البطيء والمحدود، وانحصر في بعض الأفكار والشخصيات التي تكاد تخاف أن تطرح نفسها كممثلة لبرنامج الإصلاح أو تربط بقاءها في الحكم به. وليس من قبيل الصدفة أن تبقى رموز الإصلاح الرئيسية لصيقة بتلك الشخصيات التي أدخلت من خارج البعث على الحياة العامة السورية ومعظمها كان يعمل في مؤسسات دولية أو هو خريج معاهد أجنبية. وهذا يعبر بحد ذاته عن طبيعة المشروع الإصلاحي ونوعية ارتباطه بقوى النظام الفعلية'' |
#3
|
|||
|
|||
![]()
الطبقة الوسطى في سوريا وكما تبدو جميع المؤشرات في طريقها للتلاشي الأمر الذي يباعد بين طبقة الاغنياء والفقراء ولاندري أين ذهبت وعود الحكومة ومنذ سنين عن التحول الى اقتصاد السوق الاجتماعي ... ؟؟؟
شكرا ً للأخ افرام على الموضوع الذي طالعتنا به اليوم صحيفة الثورة الحكومية بقلم سلمان عز الدين |
#4
|
|||
|
|||
![]() شكرا لك أخ أفرام لهذا الموضوع
بارك الرب جهودك ... |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|