Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2011, 08:33 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,267
افتراضي انفجار الرويس بين قارورة غاز ومخلوقات فضائيّة – بقلم محمد نزال

انفجار الرويس بين قارورة غاز ومخلوقات فضائيّة – بقلم محمد نزال


Share


كان يمكن أيّ قارورة غاز أن تنفجر في أيّ منطقة من لبنان، ويُقتل أشخاص ويُجرح آخرون، من دون أن يلقى الخبر ما لقيته «قارورة» الرويس قبل 3 أيام من اهتمام إعلامي وشعبي. لكن، هنا الضاحية، الحدث الصغير كبير، والكبير فيها أكبر، وكل ردود الفعل مختلفة. في الضاحية، منذ أشهر، يشاهد الأهالي إجراءات أمنية استثنائية مع كل ليل، غير اعتيادية في علانيتها، مثل دوريات سيارة وأخرى ثابتة وكلاب بوليسية عند مختلف التقاطعات. سُكّان المنطقة يدركون أن العين الإسرائيلية شاخصة إليهم، تترصد من يعيش بينهم من مقاومين، فتراهم لذلك يتفهمون أي إجراءات تُسهم في حماية منطقتهم.
ليل الجمعة الماضي، ظن الناس هناك أن ما يُخشى منه قد حصل. دوّى انفجار سمع في منطقة الرويس ومحيطها، تبعه خبر تناقلته وسائل الإعلام عن حصول انفجار وسقوط ضحايا. عادة، يفترض أن يبتعد الناس عن مكان الانفجار، لكن في لبنان الأمور مختلفة. كان الكبار والصغار يهرعون إلى «مجمع النصر» بلوك «A»، وليس على ألسنتهم سوى سؤال واحد: «هل أصيب أحد من الحزب؟». ضرب عناصر من حزب الله طوقاً أمنياً حول المكان، وسبقهم إلى فرض الطوق عدد من أبناء الحي، من غير الحزبيين. لكن المحتشدين ظلوا في مكانهم، رغم التمنيات عليهم بالابتعاد. المحبة الزائدة قد تؤدي دوراً سلبياً أحياناً، فبعد محاولة بعض «القلقين» الاقتراب أكثر من المبنى المذكور، أطلق أحد أبناء المنطقة، (المعروفين بحماستهم)، النار في الهواء لإبعادهم. قائد سرية الضاحية في قوى الأمن الداخلي الرائد محمد ضامن كان أول الواصلين من القوى الأمنية، ليدخل إلى المبنى برفقة عدد من عناصر الدرك. تبعته قوة من الجيش عديدها نحو 50 عسكرياً، دخلت إلى المبنى أيضاً بعد التنسيق مع أحد المسؤولين الحزبيين في مكان الحادث.
مضت أكثر من 3 ساعات من دون أن يُعلن أحد طبيعة ما حصل، فبدأت تسري الشائعات والتحليلات، وربما «الأمنيات» أيضاً. إحدى وسائل الإعلام المحلية قالت إن انفجارين وقعا في الرويس، أحدهما في سيارة مرسيدس ركنت قرب المبنى قبل خمس دقائق من انفجارها، والثاني في شقة داخل المبنى. طبعاً لم تنسَ الوسيلة الإعلامية أن تنسب المعلومات إلى «مصدر أمني رفيع». بيد أن من كان واقفاً أسفل المبنى بعد دقائق على حصول الحادث، يمكنه أن يجزم بعدم مشاهدة أي سيارة منفجرة، فضلاً عن تعذر إخفاء أمر كهذا عن أعين القاطنين في المباني المجاورة. وسيلة إعلامية أخرى ذهبت أبعد من ذلك، لتقول إن الأسير المحرر سمير القنطار كان هو المستهدف بالانفجار. لكن يبدو أن «المصدر الأمني» الذي زود تلك المحطة، بحسب زعمها، فاته أن القنطار لم يعد يقطن المبنى المذكور منذ أكثر من عامين، وأن شقته كانت في الطبقة الرابعة، بينما الانفجار حصل في الطبقة الحادية عشرة. وبالمناسبة، فإن القنطار بخير، وهو ينتظر وليداً سيبصر النور خلال أيام.
أكثر من ذلك، قررت صحيفة خليجية أن تعزو سبب الانفجار إلى «جسم مضيء غريب حلّق فوق الضاحية»! طبعاً، لم تقصد الصحيفة الحديث عن مخلوقات فضائية، بل نسبت إلى «شهود عيان» رؤيتهم جسماً مضيئاً طائراً في الهواء، قبل الانفجار، من دون أن يتمكنوا من تحديد طبيعته أو حجمه، كان يحلّق من جهة الجنوب ثم اتّجه صوب الضاحية الجنوبية واختفى بين المنازل. أضاف الشهود لمراسل الصحيفة إن الجسم الذي بدا كأن الضوء المتصاعد منه ناجم عن مادة مشتعلة، كان ثابتاً في الهواء، بمعنى أنه جسم ثقيل، وطريقة استدارته أوحت بأنه يتمّ التحكم به عن بُعد.
هكذا، وبعد الروايات البوليسية المحلية وأفلام الخيال العلمي العربية، خرجت العلاقات الإعلامية في حزب الله ببيان يعلن أن ما جرى «هو انفجار قارورة غاز في منزل أحد المواطنين قرب مجمع سيد الشهداء في الرويس، وقد اقتصرت الأضرار على الماديات ولم يصب أحد بأذى على الإطلاق». وفي ظل حديث بعض النواب والوسائل الإعلامية عن منع حزب الله الأجهزة الأمنية والقضائية من معاينة مكان الحادث، دخلت «الأخبار» المبنى المذكور والتقت هناك معاون مفوض الحكومة في المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني، الذي جال في المكان وأعلن أن التحقيقات الأولية تشير إلى «حصول انفجار في قارورة غاز». وبمعاينة الشقة، المؤلفة من 4 غرف، ظهر أن كل أجزائها سليمة باستثناء المطبخ والشرفة المحاذية له، حيث بدت آثار الحريق على السقف والجدران، إضافة إلى تطاير بعض بلاط الجدران، كما بدت الأسلاك الكهربائية العائدة للمنزل متفحمة، وهذا ما دفع ببعض المشاهدين إلى الاعتقاد بأن الكهرباء ساهمت في انتشار النيران.
طبعاً، قد لا يقتنع البعض بالرواية التي قدمها حزب الله، وربما يعود ذلك إلى الطريقة القلقة الذي جرى فيها التعامل مع الحادث. وفي هذا الإطار، يبدي أحد المتابعين الأمنيين تفهماً لما جرى، نظراً إلى كون الحزب يشعر بالاستهداف الأمني باستمرار، وخاصة في الآونة الأخيرة، مع الأخذ في الاعتبار أن ما حصل تزامن مع نشر المحكمة الدولية أسماء المتهمين وصورهم.
أخيراً، وفي سياق الحديث عن قوارير الغاز المنفجرة، يذكر أنه قبل 4 سنوات، وفي شهر تموز تحديداً، دوّى انفجار قرب الملعب البلدي في منطقة الطريق الجديدة. تناقلت وسائل الإعلام الخبر العاجل آنذاك، فراحت الشكوك بداية باتجاه حصول عمل تخريبي، ليتبيّن لاحقاً أن ما حصل ليس سوى انفجار قارورة غاز داخل محل «صفصوف» لبيع الحلويات. كانت قارورة غاز فقط، لكنها كانت كفيلة بإصابة 7 أشخاص بجروح مختلفة، نقلوا جميعاً على أثر ذلك إلى مستشفى «المقاصد»، إضافة إلى احتراق محل للألبسة في المبنى ذاته وتضرر سيارتين كانتا متوقفتين أمام المحل.
بقلم محمد نزال
المصدر: الاخبار
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke